مقاتلون من حزب الله (أرشيف)
مقاتلون من حزب الله (أرشيف)
الخميس 13 ديسمبر 2018 / 13:47

حزب الله بعد مغامرته السورية...أخطر وأكثر نفوذاً في لبنان

لفت تقرير نشره موقع "بلومبرغ"، إلى أن ميليشيات حزب الله، انشغلت منذ السنوات الأولى للحرب الأهلية السورية بمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على دحر قوات المعارضة التي تمردت على نظامه.

 وحسب التقرير، الذي أعدته دونا أبو نصر وجوناثان فيرزيغر، يحذر المسؤولون الإسرائيليون من عودة الحزب للتركيز مجدداً على محاربة إسرائيل، خاصةً اكتساب خبرة قتالية جديدة في الحرب الأهلية السورية إضافةً إلى الحصول على أسلحة أفضل.

وتعتبر إسرائيل أن اكتشافها أنفاقاً حفرها مقاتلو حزب الله، لمحاولة التسلل من لبنان، مصدر مخاوف من اقتراب وقت هذه المرحلة. 

وفي هذا الصدد، يطرح تقرير بلومبرغ إجابات على ستة تساؤلات، وهي:

1-كيف نجح حزب الله في الحرب السورية؟
بتدريب ودعم قوات نظام الأسد، لعب حزب الله دوراً مهماً في مساعدة النظام على استعادة سيطرته على أكثر من 60% من سوريا.

وأوضح حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، أنه ليس مستعجلاً في إعادة ميليشياته إلى لبنان طالما أن معركة استعادة بقية سوريا، مستمرة. وحسب تقديرات لوزارة الخارجية الأمريكية في 2017، فإن للحزب في سوريا حوالي 7000 مقاتل.

ومن ناحية أخرى، اكتسب مقاتلو الحزب خبرات جديدة في ميدان المعركة، خاصةً في تشغيل الدبابات التي وفرتها سوريا والتنسيق مع القوات الجوية الروسية. وعلاوة على ذلك، بات حزب الله أقرب إلى الدولة الراعية له إيران، الحليف الآخر للأسد، ما أدى إلى تحسين مستودع أسلحة حزب الله.

2- كيف تطورت ترسانة أسلحة حزب الله؟

تشير تقديرات المسؤولين الإسرائيليين إلى أن حزب الله خزن قرابة 150 ألف صاروخ مقارنةً مع 15 ألفاً فقط قبل حرب 2006 التي استمرت 34 يوماً، وأودت بحياة 1200 لبناني و165 إسرائيلياً.

ومثلما كان الحال في السابق، فإن معظم هذه الصواريخ غير موجهة، ولكن إسرائيل تقول إن إيران تعمد الآن إلى إمداد بعض هذه الصواريخ بأنظمة توجيه لضرب أهداف استراتيجية مثل محطات توليد الطاقة ومصافي تكرير البترول.

وفي الوقت نفسه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حزب الله يخفي منشآت لتطوير الصواريخ في بيروت وما حولها، وهو ما نفته الحكومة اللبنانية.

وشنت القوات الإسرائيلية العديد من الهجمات داخل سوريا لاستهداف قوافل تنقل معدات صواريخ من إيران.

3- لماذا تدخل حزب الله في الحرب السورية؟
كان هذا التدخل بمثابة خيار للبقاء على قيد الحياة، ذلك أن إيران تعتبر راعياً حيوياً لسوريا ومن ثم فإن الأخيرة مهمة جداً بالنسبة إلى حزب الله الذي يعتمد على إيران في تمويله، بأكثر من 700 مليون دولار سنوياً حسب مسؤول حكومي أمريكي، وتسليحه وتدريبه عسكرياً.

ولكن في ظل تعذر التواصل الجغرافي بين إيران ولبنان، تُستخدم الدولتان سوريا لنقل المعدات والأسلحة بينهما. ومن ثم فإنه من الضروري أن يحافظ حزب الله على بقاء حليفه نظام الأسد في السلطة بسوريا.

4- لماذا تستثمر إيران في حزب الله؟
في 1982، شكل مسلمون شيعة في لبنان حزب الله رداً على احتلال إسرائيل لجنوب البلاد، لكن حركتهم استلهمت الثورة الإسلامية التي اندلعت في إيران في 1979.

وبعيداً عن المواءمة الأيديولوجية، بات حزب الله إلى حد ما قوة تحارب بالوكالة لصالح نخبة الحرس الثوري الإيراني، ويستطيع حزب الله مهاجمة الأهداف الإسرائيلية، والأمريكية، ما يمنح إيران تفوقاً على الولايات المتحدة وإسرائيل، أعداء إيران الرئيسيين.

5- ما دور حزب الله داخل لبنان؟
رغم استمرار القتال في سوريا، فإن حزب الله يواصل تشغيل شبكته الواسعة من الخدمات الاجتماعية لأتباعه، وللحفاظ على نشاطه السياسي، خاصةً في ظل وجود وزيرين في الحكومة اللبنانية و13 نائباً في البرلمان.

وبتحالفه مع حركة أمل الشيعية برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، استطاع حزب الله ضمان تمثيلهما معاً لمعظم المجتمع الشيعي في البلاد. وفي الوقت نفسه يرتبط حزب الله بعلاقات وثيقة مع الحزب المسيحي الذي أسسه الرئيس ميشال عون.

ويتمتع حزب الله بالنفوذ الأكبر في لبنان لأنه الجماعة الوحيدة التي لم تنزع سلاحها منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين 1975 و1990، وحتى بعد انتهاء احتلال إسرائيل لجنوب لبنان، فإن حزب الله يرفض التخلي عن سلاحه، ويردد أن الإسرائيليين لايزالون في مناطق متنازع عليها على طول الحدود.

6- كيف تنظر دول المنطقة الأخرى إلى حزب الله؟

يظل رفض حزب الله نزع سلاحه نقطة خلاف قديمة ليس فقط داخل لبنان، ولكن خارجه أيضاً، وتفاقم التوتر مع تأجيج إيران للصراعات الطائفية الإقليمية التي عصفت ببلدان مثل اليمن، وسوريا.

وتراجعت المصداقية التي اكتسبها في العالم العربي غداة حربه ضد إسرائيل في 2006. وقبل اندلاع الصراع السوري في 2011، كان حزب الله يروج لنفسه باعتباره قوة مكرسة لمحاربة إسرائيل، والدفاع عن المظلومين بغض النظر عن خلفيتهم.

ولكن العديد من الدول السنية تعتبر الحزب مجرد جماعة شيعية تحارب بالوكالة عن إيران في المنطقة وتنفذ أوامرها.