وفد حماس مع الرئيس اللبناني ميشل عون (أرشيف)
وفد حماس مع الرئيس اللبناني ميشل عون (أرشيف)
الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 / 20:26

المحطة اللبنانية

تدخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مرحلةً جديدةً من التعقيدات والتجاذبات السياسية والأمنية بعد الجولة التي قام بها القيادي في حركة حماس محمود الزهار وزار خلالها الجنوب والبقاع واختتمت بلقاء الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا.

تأخذ زيارة وفد الزهار المكون من أعضاء حمساويين في المجلس التشريعي المنتهية ولايته منحى استثمار حالة التآكل الفتحاوي وتذمر اللاجئين الفلسطينيين من أوضاعهم المعيشية والأمنية وتراجع ثقتهم بقيادة رام الله

خلال جولاتهم في المخيمات ولقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين حاول الزهار وأعضاء وفده الإيحاء بالقدرة على سد الفراغ وتسويق الخطاب السياسي الحمساوي، باعتباره القشة التي ستخرج اللاجئين من متاهة الفقر وانعدام الأمان والانقسام.

ولا يخلو السياق الزمني لجولة الزهار اللبنانية من دلالات سياسية ففي أسابيع سابقة لحدوثها أطلق القيادي في حركة حماس محمد نزال تصريحات تربط بين التصعيد الميداني في مخيمات لبنان، وصفقة القرن الأمر الذي يثير إرباكاً لدى الطبقة السياسية اللبنانية القلقة من احتمالات التوطين.

تصريحات نزال جاءت بعد تذمر رسمي وشعبي لبناني من آثار ألقتها اشتباكات جرت بين فتح وأنصار الله، في مخيم المية ومية على الحياة اليومية للبنانيين الذين يسكنون في مناطق قريبة.

في المقابل تواجه حركة فتح تراجعاً ملحوظاً على أكثر من صعيد في مخيمات لبنان، وبالشكل الذي يؤثر على دورها في الوصول إلى توافقات بين فصائل منظمة التحرير على الأراضي اللبنانية.

ومن المتوقع استمرار هذا التراجع، ففي لقاء جرى مع اللواء منير مقدح في مخيم عين الحلوة قبل أشهر، أبدى تذمره من تجنب الرئيس محمود عباس تفريغ كوادر عسكرية فتحاوية لسد الفراغات الناجمة عن التقاعد،مما يحول دون تمكين حركة فتح في مواجهة التشكيلات السلفية المتنامية في المخيمات.

يزيد من كآبة وضبابية المشهد الفلسطيني في لبنان أثر استعصاء المصالحة بين حركتي فتح وحماس على مبادرة رئيس حركة أمل نبيه بري التي جرى التسويق لها باعتبارها القشة التي تُتيح إدامة التنسيق بين الفصائل الفلسطينية المتواجدة على الأراضي اللبنانية، وتجنيب الوضع اللبناني الحرج تبعات عجز غزة ورام الله عن الوصول إلى صيغة لتسوية خلافاتهما.

أمام هذه المعطيات تأخذ زيارة وفد الزهار المكون من أعضاء حمساويين في المجلس التشريعي المنتهية ولايته، منحى استثمار حالة التآكل الفتحاوي، وتذمر اللاجئين الفلسطينيين من أوضاعهم المعيشية، والأمنية، وتراجع ثقتهم بقيادة رام الله علاوة على قلق الطبقة السياسية اللبنانية من تداعيات الانقسام الفلسطيني وصفقة القرن على مستقبل الأوضاع في بلادها .

تتيح خلاصات الجولة والتطورات اللاحقة التي أخذت اكثر من مسار، الاعتقاد بأن تسارع آليات اعادة تعرية السلطة الفلسطينية، الذي يأخذ شكل التصعيد في غزة واستمرار التنسيق الأمني في الضفة رغم الاقتحامات الأخيرة، والتحولات الجارية في المنطقة يدفعان نحو توسيع حضور حماس وتمثيلها في الشتات الفلسطيني، ما يزيد من تأثيرها في تحديد هوامش المرحلة المقبلة من العلاقات البينية الفلسطينية على حساب الفصائل التاريخية في منظمة التحرير، ويعني ذلك من بين ما يعنيه إعادة إنتاج المتاهة التي تآكلت جدرانها بفعل التقادم والمتغيرات الدولية والإقليمية.