الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.(أرشيف)
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.(أرشيف)
الإثنين 24 ديسمبر 2018 / 19:38

ملفات عربية

أحلام العرب الوحدوية لم تتوقف منذ ذاك الحين. لكن تجاربهم توقفت إلا في ذهن الرجل الذي ولد عام 1918. فوحد أرضه وجمع قبائلها، ونظم شؤون البدو الرحل، ثم انطلق في تجربة وحدوية هي الأنجح في التاريخ العربي الحديث

ليست الوحدة العربية في أحسن حالاتها. هذه حقيقة لا مراء فيها. لكنها ليست في أسوأ حالاتها أيضاً، فلدينا تجارب
تجارب وحدوية، وتكتلات جغرافية، ومجالس إقليمية، وتحالفات عسكرية. وفوق هذا كله يوجد من يعمل من أجل العرب والعروبة، ويسخّر لها موارد وطنه مقتسماً اللقمة مع الشقيق لأنه يعلم أن المصير واحد والنهضة واحدة.

الزمن الجميل، ذاك الذي جمعت فيه أم كلثوم العرب حول المذياع، هو نفس الزمن الذي جمعهم فيه جمال عبدالناصر بخطاباته السياسية وأحلامه الوحدوية. مضى ذاك الزمن، وما زال بعض العرب لا ينتقد إلا جمال عبدالناصر، وما زالت أدبيات الإخوان المسلمين تسميه "العبد الخاسر". وما يزالون مختلفين.

أحلام العرب الوحدوية لم تتوقف منذ ذاك الحين. لكن تجاربهم توقفت إلا في ذهن الرجل الذي ولد عام 1918. فوحد أرضه وجمع قبائلها، ونظم شؤون البدو الرحل، ثم انطلق في تجربة وحدوية هي الأنجح في التاريخ العربي الحديث. دعا إقليمه، ووطنه الأكبر، فرض حضوره الشعبي قبل السياسي، نجح في فتح ملفات للوحدة العربية، فأسس مجلس التعاون الخليجي، وأعاد مصر إلى حضن البيت العربي، وحل أزمات ومشكلات، ثم انطلق إلى الأفق الإنساني الأرحب. فكان رجل الإنسانية الذي اتفق عليه العالم كله. ثم جاء في هذا الزمن رجل رديء من بلد رديء وقال قولة لا تقرها الأديان ولا الأعراف ولا المروءات.

ومع ذلك فمن حق العرب أن يحلموا بالوحدة العربية. وأن يحيوا حلم أبيهم.

من الذي اهتم بالطفولة العربية، باعتبارها المبدأ للنهضة العربية فأطلق جائزة أنجال هزاع بن زايد للطفولة العربية، فأنتجت أدباً راقياً غيّر مفهوم أدب الطفل العربي؟ فالطفل هو البذرة الأولى.

من الذي أطلق تحدي القراءة العربي لطلاب العرب، ووحد هدفهم ليقرؤوا 50 مليون كتاب في السنة ويحطموا خرافة أن العرب أمة لا تقرأ؟ فالقراءة هي الشرارة الأولى.

من الذي درب مليون عربي على البرمجة في سنة واحدة ليحقق ما لم تحققه كبريات شركات البرمجة العربية؟. فالتقنية الحديثة هي قوام النهضة الحديثة.

من الذي تبنى مجالس شورى الأطفال، ومجالس شورى الشباب، ليعطيهم صوتاً هادئاًً فاعلاً يبتعد بهم عن غوغائية الشارع، وخبث أكاديميات التغيير المشبوهة، وهرج ومرج حسابات التواصل الاجتماعي؟ فالرأي الحر المستنير هو من يبني الأوطان.

من الذي استثمر في دعم رواد الأعمال العرب، وفتح لهم مجالات استثمار، وأكسبهم خبرات إدارية، ومنحهم جوائز تشجيعية، وأقام لهم منتديات حوار؟ فالاقتصاد قوة هذا العصر.

من الذي أطلق أغلى جائزة للغة العربية في مجالات ومحاور تعالج اللغة من مكامن تطويرها المأمولة، فأعاد اللغة العربية إلى الصدارة؟ فاللغة أداة الفكر.

من الذي كرم المعلّم العربي، والطبيب العربي بجوائز سخية، تمنح وفق معايير ترتقي بالأداء وتضع له مؤشرات نجاح تطور من الأداء المهني للعربي أينما كان.

تلكم كانت جوائز أو مبادرات أو مشاريع انطلقت من الإمارات تمثل مجتمعة مشروعاً متكاملاً للوحدة العربية، بعيداً عن أي مشروع سياسي أو أجندة مخفية.

تلكم كانت مشاريع عيال زايد. الرجل الوحدوي الذي أكمل أبناؤه من بعده السير في طريق الوحدة العربية. وهم يهتفون في عام زايد: هذا زايد، وهذه الإمارات العربية المتحدة.