المتحدثون في المؤتمر المشترك للجمعية الإسلامية الأمريكية "ماس" والدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية "إيكنا".(أرشيف)
المتحدثون في المؤتمر المشترك للجمعية الإسلامية الأمريكية "ماس" والدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية "إيكنا".(أرشيف)
الأحد 13 يناير 2019 / 11:15

ماذا ينتج عن دمج مجموعتين إخوانية وإسلامية في مؤتمر واحد؟

استهلت الباحثة في شؤون التطرف، سامانثا روز مندلس، مقالها في موقع "باي جي ميديا" الأمريكي بالتساؤل عما يمكن أن يحصل عليه المراقب حين يتم دمج مجموعة وصفها مدعون فيديراليون بأنها "الذراع العلنية للإخوان في أمريكا" بمجموعة أخرى معرّفة بأنها الواجهة الأمريكية للجماعة الإسلامية في جنوب آسيا.

من خطباء الكراهية عبد الناصر جانغدا الديوبندي التنشئة والأستاذ الإسلامي حسين كماني الذي يصف المجتمع الغربي ب "الرجس". وكانت حبيبة الإسلاميين ليندا صرصور حاضرة أيضاً وألقت كلمة حول الدفاع عن العدالة

الجواب هو مؤتمر سنوي مشترك للجمعية الإسلامية الأمريكية "ماس" والدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية "إيكنا": المؤتمر استمر لأيام عدة وحضره 20 ألف إسلامي واستضاف خطباء كراهية بالجملة. وتم تنظيم الحدث وسط مدينة شيكاغو.

تأسست ماس سنة 1993 وتزعم أنها تعمل لأمريكا أكثر "استقامة وعدلاً" وتناضل من أجل "الحرية والعدالة". في هذه الأثناء، تعمل إيكنا على الترويج لجمعياتها الخيرية التابعة لها ومشاركتها في "منظمات وطنية متنوعة الأديان من أجل تحسين المجتمع". لكن في حين تقدم الجمعيتان نفسيهما على وسائل التواصل الاجتماعي بمبتذلات تقدمية تشجيعية، يكفي لنظرة سريعة إلى الخطباء في المؤتمر المشترك الذي عُقد بين 28 و 30 ديسمبر الماضي، إظهار أنّ الجمعيتين ليستا مثال التسامح الذي تدعيانه.

دعاة كراهية
من بين عشرات الخطباء المتطرفين، برز البروفسور في جامعة جورج تاون الذي صار إسلامياً جوناثان براون. وتعرض الأخير لحملة كبيرة بعدما دافع عن الرق والاستعباد الجنسي. ومن بين المدعوين الإمام عمر سليمان الذي ادعى أنّه من المرجح ارتكاب النساء القريبات جداً من أشقائهن زنا المحارم. ومن بين خطباء الكراهية عبد الناصر جانغدا الديوبندي التنشئة والأستاذ الإسلامي حسين كماني الذي يصف المجتمع الغربي ب "الرجس". وكانت حبيبة الإسلاميين ليندا صرصور حاضرة أيضاً وألقت كلمة حول الدفاع عن العدالة. هؤلاء الخطباء هم من دعائم مؤتمرات ماس-إيكنا، لكن أطلت وجوه جديدة هذه السنة.

وتركيا مشاركة أيضاً
حضر القنصل التركي العام في شيكاغو أوموت أكار الذي أوصل رسالة من المتسلط التركي رجب طيب أردوغان نفسه. دان أكار "رهاب الإسلام والعنصرية الثقافية" في الغرب لكنه تفادى ذكر قمع أردوغان للصحافيين والمعارضين. الخطابات التنقيحية ومشاركة تركيا أغضبت بعض أعضاء المجتمع المسلم، لكنها ليست جديدة بالنسبة إلى ماس-إيكنا. في مؤتمرها سنة 2016، استخدمت ابنة الرئيس التركي سمية أردوغان بيرقدار خطابها للدفاع عن نظام والدها منكرة تعرض الديموقراطية والصحافة في تركيا للقمع.

تاريخ من مؤتمرات الكراهية

إنّ دعم ماس-إيكنا لهذه الوجوه غير الليبيرالية وغير المتسامحة ليس مقتصراً على المؤتمرات المشتركة بل يشمل أيضاً المؤتمرات التي تقيمانها بشكل منفصل. على سبيل المثال، استضاف مؤتمر إيكنا كندا السنوي الإمام سراج وهاج الذي أقام حملة تبرعات للمؤسسة الخيرية الدولية، وهي جمعية مرتبطة بالقاعدة مصنفة على لائحة الإرهاب الأمريكية. ويبدو أنّ إيكنا التي تدعي دعمها لحوار الأديان لم تأبه بأنّ وهاج دعا للجهاد ضدّ غير المسلمين في مناسبة لجمع التبرعات نظمتها المؤسسة الخيرية الدولية. وحضر أيضاً اللورد البريطاني المتطرف نظير أحمد الذي يملك تاريخاً من البيانات المعادية للسامية وارتباطات بالمتطرفين. في حوار إعلامي على التلفزيون الباكستاني، ألقى أحمد اللوم على اليهود الذين "يملكون صحفاً وقنوات تلفزيونية" لأنهم ضغطوا على المحاكم في قضية إدانته سنة 2008 بالقيادة المتهورة التي أدت إلى اصطدامه بسيارة مركونة مما أدى إلى مقتل راكب. وقد اعترف بمسؤوليته لاحقاً. كذلك، شارك أحمد في رحلات للقاء القيادي الإرهابي في حماس أحمد بحر.

دعوة لاستيقاظ العالم

اكتظت مؤتمرات ماس أيضاً بالخطباء المتطرفين. في المؤتمر السنوي لماس-لوس أنجليس، ألقى القيادي الإخواني طارق السويدان محاضرة عبر سكايب. وكان الأمير الوليد بن طلال قد طرد السويدان من منصبه كمدير عام لقناة الرسالة بسبب انتمائه الإخواني. ونشر السويدان صوراً تجمعه برئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وداعية الإخوان يوسف القرضاوي. واستضاف المؤتمر ليلى العريان ابنة سامي العريان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وهي منتجة في شبكة الجزيرة التي تملكها قطر.

تشير الكاتبة إلى أنّ الخطباء المتطرفين في هذه المؤتمرات ليسوا تعبيراً عن حوادث منعزلة في تاريخ الجمعيتين. لقد أظهرتا للمرة الألف أنهما وعوضاً عن دعم العدالة وحوار الأديان في المجتمع الأمريكي، تشكلان مجموعتين إسلاميتين إقصائيتين تتغاضيان عن التعصب. وشددت في الختام على أنّه آن الأوان كي يستيقظ العالم ويصغي.