مقاتلون من ميليشيا موالية لإيران في العراق (أرشيف)
مقاتلون من ميليشيا موالية لإيران في العراق (أرشيف)
الأحد 13 يناير 2019 / 19:18

تزايد نفوذ الميليشيات الموالية لإيران في مناطق سنّة العراق

24- زياد الأشقر

عن تمدد الفصائل الموالية لإيران في العراق واحتمال أن يُفضي ذلك إلى إحياء تنظيم داعش في هذا البلد، كتب الصحافيان تامر الغباشي ومصطفى سليم في صحيفة "واشنطن بوست"، فقالا إن الميليشيات الشيعية العراقية المسلحة جيداً تدير الآن الكثير من المناطق السنية التي ساعدت في تحريرها من داعش، ما يزيد الاستياء المحلي الذي يمكن أن يغذي انبعاثاً جديداً على صعيد دعم التنظيم الإرهابي.

الميليشيات هي التي تقرر أياً من العائلات السنية يجب أن يسمح لها بالعودة إلى منازلها عقب انتهاء المعارك مع داعش

ومنذ فوزها بثلث المقاعد البرلمانية في الانتخابات التشريعية في العام الماضي، تتمتع الميليشيات الشيعية، وبينها العديد من المنحازين عقائدياً إلى إيران، بقوة عسكرية وسياسية غير مسبوقة في العراق.

وقال الصحافيان إن صعود هذه الميليشيات أثار قلق أوساط السياسيين العراقيين والسكان السنة والمسؤولين الأمريكيين، لأن قادة الميليشيات يؤسسون لدولة موازية تقوض الحكومة المركزية في العراق، وتبعث المظالم التي كانت سبباً في ظهور داعش قبل ثلاثة أعوام.

وخلال القتال لطرد المتشددين السنة، حشدت الميليشيات الشيعية قواها لحماية الأماكن المقدسة ومن ثم انتقلت للقتال في كل المعارك الأساسية. وحصلت على وضع شرعي تحت راية قوات الحشد الشعبي، ما جعل 50 ميليشيا تضم 150 ألف مقاتل، تنضوي اسمياً تحت سيطرة الحكومة.

أهداف سياسية واقتصادية
 والآن مع انتهاء المعركة الأساسية، تضع الميليشيات، وبعضها يعود إلى حقبة صدام حسين، أو إلى فترة القتال ضد الغزو الأمريكي في 2003، وبعضها أنشئ في 2014 لقتال داعش، نصب أعينها أهدافاً سياسية، واقتصادية.

الأنبار ونينوى وصلاح الدين
وأشار الكاتبان إلى أن الميليشيات تتمركز في قلب المنطقة السنية، بما فيها محافظات الأنبار، وصلاح الدين، ونينوى، التي تضم مدينة الموصل ذات الكثافة السكانية.

وفي بعض البلدات السنية، أنشأت الميليشيات مكاتب سياسية، وأخرى للتجنيد، وتنصب حواجز على طول الطرقات الرئيسية، وحتى على طرق داخلية أصغر، وتجمع الضرائب من سائقي شاحنات الوقود والمواد الغذائية.

ويقول العديد من المسؤولين العراقيين والأمريكيين، إن بعض الميليشيات تورط "في ممارسات على طريقة المافيا"، فتفرض أموالاً مقابل الحماية لشركات كبرى وصغرى.

تزوير أوراق
وأوضح الصحافيان أن الميليشيات تقرر أي العائلات السنية يمكن السماح لها بالعودة إلى منازلها عقب انتهاء المعارك مع داعش. وفي بعض البلدات، يعمد قادة الميليشيات إلى إرغام المجالس المحلية على تزوير أوراق ملكية السنة بذريعة أنهم يدعمون داعش. وأدت هذه الممارسات إلى تغيير ديموغرافي أساسي في مناطق سنية شيعية مختلطة مثل الحلة، وديالى وتشريد 1.8 مليون لا يزالون يقيمون في مخيمات، وفي أماكن نزوح مكتظة.

مشاعر تطرف
وحذر هشام الهاشمي المحلل الأمني الذي يقدم المشورة إلى الحكومة العراقية والوكالات الأجنبية، من أن تتسبب هذه الممارسات في المساهمة في تنمية مشاعر التطرف.

ولفت الصحافيان إلى أن السياسيين العراقيين اقترحوا خفضاً كبيراًفي عدد الميليشيات أو دمجها في الشرطة العادية ووحدات الجيش، أو تحويل الحشد الشعبي إلى قوة احتياط تُستدعى في أوقات الأزمات الوطنية.

ولكن قادة الميليشيات القوية رفضوا مثل هذه الاقتراحات، بدعوى أن النجاح في طرد داعش، يجعل من هذه الميليشيات حاجة وطنية. وفضلاً عن ذلك توفر الميليشيات فرص عمل لآلاف الشيعة في العراق، البلد الذي يتخبط في ركودٍ اقتصادي.