صحف (24)
صحف (24)
الإثنين 14 يناير 2019 / 11:08

صحف عربية: القوى العراقية تحذر من سطوة الميليشيات الإيرانية

24 - معتز أحمد إبراهيم

جاءت الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني إلى العراق لتفتح من جديد ملف التدخلات الإيرانية في بلاد الرافدين.

ووفقاً لصحف عربية صادرة، اليوم الإثنين، فإن عدداً من هذه القوى أرسل خطابات حادة اللهجة إلى كبار المسؤولين السياسيين في بغداد محذراً إياهم من مخاطر التدخلات الإيرانية في الشؤون العراقية بصورة عامة.

الميلشيات الإيرانية
حذر الصحفي العراقي دواود الفرحان، في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط من خطورة تأثير الأصابع الإيرانية على الأوضاع في العراق.

وقال الفرحان إن "أخطر هذه الإصابة هي الميليشيات التي تدين بالولاء لإيران"، مشيراً إلى أن هذه الميليشيات تشكلت بناء على فتوى من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، لحماية بغداد ومدن الجنوب من احتمال زحف تنظيم داعش الإرهابي، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى "فرق موت" جديدة تطارد السنة في مدنهم وقراهم ومخيماتهم.

وحذر الفرحان من خطورة السياسات الإيرانية على استقرار العراق قائلاً إن "المتابع للمشهد العراقي منذ الاحتلال الأمريكي حتى اليوم يلاحظ تصاعد النفوذ الإيراني في الأجهزة العسكرية والأمنية والمخابراتية والاقتصادية والحزبية العراقية".

وطالب الفرحان بضرورة تنظيم وتقنين أوضاع هذه الميليشيات مختتماً مقاله بالقول إن "بلاد الرافدين التي كانت تشتهر بحضاراتها المزدهرة القديمة، صارت تشتهر أيضاً بالميليشيات السائبة".

طهران وبغداد
سيطرت زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بغداد وأهميتها على بعض التقارير الصحفية العربية اليوم، حيث كشفت مصادر عراقية موثوقة، أن إيران طلبت من الحكومة العراقية عدم إعلان جدول زيارة وزير خارجيتها جواد ظريف، لبغداد وأربيل هذه الأيام بسبب وجود مشاكل سياسية تتعلق بها.

وقالت المصادر لصحيفة عكاظ السعودية إن "سفارة الملالي أعدت برنامجاً شاملاً لوزير الخارجية يتضمن اجتماعات له مع كتل برلمانية وسياسية، غير أنها تتوجس من رفض بعض من القوى عقد هذه اللقاءات مع ظريف".

وكشفت الصحيفة عن فحوى الرسائل الحادة التي أرسلها تحالف "سائرون" إلى الحكومة العراقية، والتي تزامنت مع زيارة ظريف لبغداد.

وقالت الصحيفة إن "التحالف جدد تمسكه برفض التدخلات الإيرانية في استكمال تشكيل الحكومة العراقية، ورفضه المطلق لمرشحي حقيبتي الداخلية والدفاع التي تدفع طهران باتجاه تعيينهما".

عودة داعش
وطرحت بعض من الصحف العراقية من جديد اليوم قضية عودة تنظيم داعش للظهور من جديد، في توقيت مهم وحساس الآن تزامناً مع زيارة ظريف للمنطقة أو التحولات الإقليمية المتجددة رغم الاعتراف العراقي والعربي بمخاطر السياسات الإيرانية وتأثيرها في العراق.

وحذرت صحيفة "المدى"، العراقية مما أسمته بعودة تنظيم داعش من جديد إلى الدولة ، قائلة إن "أفراد من داعش يتسللون منذ أسابيع إلى مناطق في العراق"، وكشفت الصحيفة أن الميليشيات قامت بعدد من العمليات الانتحارية، ساعية إلى بث الرعب وتخويف السكان السلميين.

وأشارت مصادر للصحيفة إلى أن "الهدف من وراء هذا إشعار العراقيين بأن تنظيم داعش الإرهابي مازال موجوداً".

وقال قائد لواء 88 في الحشد الشعبي ونس الجبارة، للصحيفة إنّ "تقدم القوات الحكومية في سوريا وضغط الحكومة العراقية والمجتمع الدولي على تركيا، بمطاردة عناصر داعش، تسبب في المقابل بالضغط على التنظيم في تلك الدول".

وقالت مصادر للصحيفة إن "تنظيم داعش في العراق يتحرك بأوامر "غير مركزية" خصوصاً مع انهيار ما كان يسمى بـ"الدواوين"، حيث بدأت تلك اللجان الآن التي كانت تعتبر بمثابة وزارات في 2014، بمحاولة لملمة أمورها وتوجيه الأوامر مجدداً من دول مجاورة.

تراجع واشنطن
وأبدت الصحف اللبنانية بدورها اهتماماً بالشأن العراقي، وطرح الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "الجمهورية"، اللبنانية جوني منير، تساؤلاً عن مستقبل تنظيم داعش عقب القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا.

وقال إن "عودة داعش للمشهد من جديد هو نتيجة طبيعية لتراجع واشنطن"، مشيراً إلى أن "النتائج المتوقعة من الانسحاب الأمريكي من العراق ستكون سلبية للغاية". وأشار إلى أن زوال القواعد الأمريكية من سوريا سيؤدي إلى عودة خطوط الإمداد العسكرية الإيرانية إلى حزب الله من العراق إلى لبنان، وهذا الواقع سيسمح أيضاً بمنح ما وصفه بشيء من "الأوكسيجين لفلول داعش".

واشار الكاتب إلى أن "هذا الواقع سيؤدي إلى إعادة تنظيم وتفعيل بعض من الخلايا الداعشية في المنطقة".

ونوه إلى أن البنية التحتية للتنظيم الإرهابي والهرمية التنظيمية له تم تدميرها كلياً، بالإضافة إلى اغتيال السواد الأعظم من كوادره المهمة والذين كانوا من العراقيين في غالبيتهم، موضحاً إن "وجود خلايا وفلول مشتتة ستعود من جديد مع الواقع المنتظر حال الانسحاب الأمريكي من سوريا".