وزيرة الداخلية البنانية الجديدة ريا الحسن (أرشيف)
وزيرة الداخلية البنانية الجديدة ريا الحسن (أرشيف)
الجمعة 1 فبراير 2019 / 15:10

شرطي لبنان الأول.. ريا الحسن

24 - إعداد: محمود غزيّل

بعد مخاض استمر 9 أشهر، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ولادة الحكومة الـ75 للجمهورية اللبنانية، والتي ضمت وللمرة الأولى في العالم العربي، امرأة لبنانية وعربية تتولى السهر على الأمن والنظام وزيرة للداخلية في بلد لا تنتهي مشاكله الأمنية على جميع المستويات.

وشكّل تسمية ريا حفار الحسن، أول امرأة عربية، مفاجأة مدوية، وهي التي برزت طيلة مسيرتها المهنية في المجال الاقتصادي، وسبق لها تولي المالية، في حكومة الحريري الأولى، ليكون تعيينها على رأس وزارة الداخلية، وقع خاص في لبنان والمنطقة، خاصةً في ظل المشاكل الكثيرة التي يتخبط فيها لبنان حالياً بسبب الإرهاب، الحرب في الجارة سوريا، ومشاكل اللاجئين السوريين، فضلاً عن اللاجئين الآخرين، الفلسطينيين في مخيمات عاد التوتر ليسيطر عليها من جديد، إلى جانب التهديدات التي يُشكلها حزب الله، وسلاحه، والميليشيات الرسمية وغير الرسمية الأخرى، في بلد الأرز.



وتنتمي الحسن، المقربة من رئيس الوزراء سعد الحريري، إلى جيل اللبنانيين الذين نشأوا في أوج الحرب الأهلية، واضطرت للسفر إلى واشنطن لاستكمال تعليمها، قبل العودة لتنضم إلى فريق عمل رئيس مجلس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، زمن إشرافه على المالية، وبعدها مع الوزير باسل فليحان ورئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.

وسمحت لها خبرتها الطويلة بالسيطرة على تفاصيل الملفات المالية والمشاكل الاقتصادية، ما أهلها لتبوأ منصب وزيرة المالية في الحكومة الأولى لسعد الحريري بين أكتوبر (تشرين الأول) 2009 و 13 يونيو (حزيران) 2011، قبل أن تعيّن لاحقاً منذ أبريل (نيسان) 2015 إلى غاية تعيينها أمس الخميس، رئيسة مجلس الإدارة والمديرة العامة للمنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، شمال لبنان.



وبعيداً عن السياسة، هي أم لثلاث بنات دانا وراما وزين، وزوجة لطبيب نسائي جناح الحسن، وتؤكد الحسن في تصريحات سابقة أن وصولها إلى مراكز متقدمة في العمل السياسي نابع من الفكرة التي نشأت عليها، القائلة إن على المرأة أن تعمل وتكون شريكة كاملة في الحياة.



تخرجت الحسن من الجامعة الأمريكية في بيروت بإجازة في إدارة الأعمال، وحصلت في 1987 على منحة تعليمية من "مؤسسة الحريري" لاستكمال دراستها، وحازت شهادة في المالية والاستثمار والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن.



وبعد إعلان اختيارها وزيرة للداخلية، قالت الحسن: "كانت مفاجأة لم أتوقعها، وهذا الشيء بصراحة فخر لي بالتأكيد"، وتابعت "هذه هي المرة الثانية التي يبرهن فيها الحريري على إيمانه بقدرة النساء في مواقع صنع القرار"، مضيفة أن "المسؤولية ملقاة على عاتقي لتغيير الصورة النمطية للمرأة في مجتمعنا، إضافة إلى مسؤولياتي ومهماتي الوزارية التي يفرضها علي منصبي".

وبعد الصفقات والأعمال، والتوازنات المالية الكبرى، تجد الحسن نفسها اليوم مطالبةً بضمان توازنات أخرى أخطر وأدق ربما من توازن الميزانية، توازن بلد يُشكل فسيفساء طائفية وعرقية وسياسية بامتياز، ولا يُمكنه الحفاظ على توازنه وحتى وجوده، إذا لم يتوفر له المقوم الأول والأساسي، الأمن، الذي تتصدى له اليوم في سابقة من نوعها في لبنان والمنطقة، السيدة الحسن.