مايكل كوهين، محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
مايكل كوهين، محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الأربعاء 27 فبراير 2019 / 15:06

ورطة كوهين.. صفقة تجعل قطر مالكة لمفاعل نووي في أمريكا!

24- زياد الأشقر

كشف الصحافي الاستقصائي لوك روزايك في موقع "دايلي كولر" أن مايكل كوهين المحامي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقاضى مئات آلاف الدولارات كي يُنجز صفقة تحوز الدوحة بموجبها على منشأة نووية أمريكية، مذكراً بأن قطر دولة شرق أوسطية تقيم علاقات مع إيران، البلد المعادي الذي تحاول الولايات المتحدة إبقاء نشاطاته النووية تحت الرقابة.

فيما يحظر القانون الفيديرالي "امتلاك أو السيطرة أو الهيمنة" على مفاعل نووي من حكومة أجنبية، فإن هاني قال إنه لم يكن واثقاً من أن نسبة التملك القطري المقترحة كانت ستتعارض مع ما نص عليه القانوني الفيديرالي

وأوضح روزايك أن المسألة تتعلق بمفاعل بيليفونتي النووي في ألاباما، قرب ممفيس. وقد أنفقت سلطات تينسي الفيديرالية خمسة مليارات دولار على هذه المنشأة على مدى أربعين عاماً، لكنها لم تفتتح مطلقاً- وذلك عائد في جزء منه إلى النقص في الطلب على الطاقة. وعمد رجل الأعمال المتحدر من تينسي فرانكلين هاني الذي جمع ثروته إلى حد كبير نتيجة عقود أبرمها مع الحكومة، إلى الاستعانة بكوهين من أجل الحصول على استثمار محتمل من قطر. وأراد هاني استخدام الفائدة من المشروع كوسيلة ضغط للحصول على قرض بقيمة خمسة مليارات دولار من وزارة الطاقة الفيديرالية لإعادة إطلاق المفاعل.

5 ملايين دولار
وأوضح الصحافي أن هاني دفع 200 ألف دولار لكوهين. ولكن قبل انتهاء عقده بسبب مشاكله القانونية، كسب خمسة ملايين دولار، وفق ما جاء في مقال صدر في 19 فبراير (شباط)عن معهد تقارير الخدمة العامة في جامعة ممفيس، تحدث فيه هاني للمرة الأولى صراحة وبشكل مطول عن الصفقة التي كان يجري الترتيب لها. ومعلوم أن دول الخليج الأخرى قد قطعت علاقاتها مع قطر، بعدما اتهمتها بدعم الإرهاب وبإقامة علاقات وثيقة مع إيران. وتملك قطر استثمارات في إيران وتعمد بشكل متزايد إلى رفع التبادل التجاري معها. وتشعر الاستخبارات البريطانية والإسرائيلية بالقلق حيال محاولة إيران انتهاك الاتفاق النووي لعام 2015 الذي يكبح نشاطها النووي وكذلك احتمال تطويرها لأسلحة نووية وفق ما أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية في 22 فبراير.

ولفت إلى أنه في أبريل (نيسان) 2018، كان وفد قطري يستضيف في فلوريدا مؤتمراً لتعزيز الاستثمار الدولي، وزار مسؤولون قطريون البيت الأبيض لمناقشة العلاقات بين البلدين، وفق ما أوردت صحيفة "دايلي ممفيان". وفي الشهر نفسه، قال هاني إن ترامب مرّ به مع مسؤول قطري عرفه عليه، وقال له: "أعرف أنك تعمل على هذا المفاعل. القطريون سيستثمرون 45 مليار دولار في أمريكا، وسيقرضون أموالاً لمفاعلات نووية". ولكن هاني أكد أنه أن دور ترامب اقتصر على ذلك، ولكن كوهين لمس فرصة تجارية وأقحم نفسه فيها.

مثل الملوك
ورأى هاني أن كوهين "كان يُعامل مثل الملوك من قبل القطريين، لأنه كان محامي الرئيس. لقد عاملوه كما لو كنا ذهبنا لتناول العشاء مع أمير". وأملاً في الحصول على ملياري دولار، كان هاني مستعداً لمنح كوهين ما يصل إلى خمسة ملايين دولار مقابل المساعدة التي يقدمها. ولكن كوهين صار هدفاً لتحقيق جنائي من المحقق الخاص روبرت مولر في قضية الحملة الانتخابية لترامب وأقر في ما بعد بالذنب، وتالياً لم يتحقق الاستثمار القطري.

التملك القطري
وذكّر لوك روزايك بأنه فيما يحظر القانون الفيديرالي "امتلاك أو السيطرة أو الهيمنة" على مفاعل نووي من حكومة أجنبية، فإن هاني قال إنه لم يكن واثقاً من أن نسبة التملك القطري المقترحة كانت ستتعارض مع ما نص عليه القانوني الفيديرالي. وأضاف أن دور كوهين كان توفير المال القطري، وإنه لم يكن له دور في استخدام أي نفوذ للحصول على القرض المحتمل بخمسة مليارات دولار من وزارة الطاقة الفيديرالية.