الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسط مجموعة من بناته الإماراتيات (أرشيف)
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسط مجموعة من بناته الإماراتيات (أرشيف)
الأحد 10 مارس 2019 / 19:49

شمه وأخواتها

أشك شكاً يقود إلى اليقين أن كثيراً من الممارسات التي ندخلها ضمن الأعراف المحلية والتقاليد الدينية لا تمت إلى أي منها بصلة. إنما هي آراء فرضها أصحابها بسطوة الدين لا بسماحته، وبإجبار الأعراف لا بالتعارف عليها. ومن المؤسف أن كثيراً من هذه الممارسات كانت المرأة ضحيتها.

نظرة الرجل للمرأة مقياس لرجولته. إذا ارتقت النظرة ارتقت الرجولة، وإن دنت النظرة كانت الرجولة أبعد من ما تكون عن الذكر، وربما اقتربت به نظرته إلى البهيمية

درجنا لفترة من الزمن ليست بالقصيرة على معاملة المرأة معاملة الشيء المخبوء، وجهها عورة، فلا بد أن تنتقب. وصوتها عورة فلا بد أن تصمت. وخطواتها خارج منزلها خروج على أعراف المجتمع، فليس لها من هذه الحياة إلا خطوتان تخطوهما خارج من المنزل، واحدة إلى بيت الزوج، والثانية والأخيرة إلى القبر.

هكذا كان العرب يوماً ما، وهكذا كانوا يفخرون. فالدين والعرف هما محركا أفعالنا تجاه المرأة، لكن الأمر لم يكن صحيحاً البتة. فالدين والعرف والتقاليد براء من أي ظلم مورس تجاه المرأة، أو انتقاص لقدرها، أو احتقار لدورها، والتتبع المنصف لقضية المرأة يدرك ذلك بكل سهولة.

خديجة بنت خويلد ودورها في الدعوة الإسلامية، خولة بنت الأزور، رابعة العدوية، أسماء في التاريخ الإسلامي تنصف المرأة. وليس الأمر ببعيد عن تقاليدنا الخليجية الأصلية، فالملك المؤسس للمملكة العربية السعودية عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، كان اذا انتخى وهو ابن الأمراء، وأبو الملوك قال: "وأنا أخو نورة" فصار الشعب السعودي كله "إخوان نورة".

والإماراتي بهمته الوقادة يقول بفخر "وأنا أخو شمه". فصارت تلك مفخرته وغاية مديحه أن يقال "إخوان شمه".

والأمر يصدق على دول الخليج، بل وعلى قبائله التي كان يظن فيها شدة على المرأة، فإذا بها ترى المرأة عضداً، وخبيراً مستشاراً، ونسباً يفتخر به. ألم تقم من أجل المرأة حروب!! ألم تطفئ بحكمة المرأة حروب!!

نظرة الرجل للمرأة مقياس لرجولته. إذا ارتقت النظرة ارتقت الرجولة، وإن دنت النظرة كانت الرجولة أبعد من ما تكون عن الذكر، وربما اقتربت به نظرته إلى البهيمية.

في يوم المرأة العالمي، أهديها اعتذاراً، وانتصاراً، وافتخاراً. اعتذار للمرأة العربية من نظرة قاصرة طال أمدها، وانتصار لحقوق المرأة في أن تكون كما خلقت لتكون، وافتخار بمنجز حققته شمه وأخواتها.