احتجاج ضد الحظر المؤقت على السفر الذي فرضه الرئيس دونالد تترامب والذي يسميه اليسار "حظر المسلمين" (أرشيف)
احتجاج ضد الحظر المؤقت على السفر الذي فرضه الرئيس دونالد تترامب والذي يسميه اليسار "حظر المسلمين" (أرشيف)
الثلاثاء 12 مارس 2019 / 13:25

إسلاميو أمريكا يعترفون بأنهم ذئاب.. واليسار يمدّ لهم السجاد الأحمر

شرحت شيرين كودوزي في موقع "كلاريون" المتخصص في شؤون مكافحة التطرف أنّ إسلاميي أمريكا، ومن ضمنهم حركة "الإخوان" الإرهابية، لا يتخفون وهم يمارسون جرائمهم. وكمسلمة من جنوب آسيا، توجّهت إلى الأمريكيين كاتبة أنّ زيادة جرائم الخداع التي يرتكبها أشخاص بحق نفسهم من أجل اتّهام الآخرين بها، كما حصل مع الممثل جيسي سموليت، أبرزت الحاجة للنقاش حول التقية التي يستخدمها اليمين الأمريكي للتعميم.

يظهر الإسلاميون أنفسهم وكأنهم يتعرضون للتهميش والقمع أكثر، من دون الحاجة إلى الكذب في الأحاديث اليومية، بعبارة أخرى، إنّ المناخ السياسي والثقافي الأمريكي مهيأ جداً كي يؤوي من يعتبرهم ضحايا

وتشير كودوزي إلى أنّ مجموعة صغيرة من المسلمين مارست سابقاً التقية هرباً من الاضطهاد، وهي ليست ممارسة منتشرة لدى المسلمين اليوم. وتضيف أنّه في الواقع، لم يسمع بها معظم المسلمين إلى أن استخدمها الذين ينتقدون المسلمين في أمريكا. تؤكد كودوزي أنّها لم تنشأ على تعلم لغة الخداع، وأنه يصعب المضي قدماً في الحوار والإصغاء المتبادل إذا كان شخص مقتنعاً بأنّ الآخر ينطلق من موقع خداع.

وتسأل كودوزي: "أين يتركنا ذلك؟ وأين يترك ذلك الأمريكيين كل يوم، بمن فيهم المسلمون الأمريكيون والمسلمون الإصلاحيون وهم يحاولون تطوير أرضية مشتركة؟".

الإسلاميون والتضليل
تقدّم كودوزي منهجية تحليل تظهر لماذا لا يحتاج الإسلاميون المتطرفون للتقية كي يروجوا أفكارهم وأيديولوجياتهم. تبدأ من المفهوم الحالي الذي يتداوله قسم من اليمين السياسي الأمريكي وهو استخدام الخداع والباطل لتحقيق مكسب سياسي. إنّ الماكينة الإسلامية التي تشمل مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية "كير" وليندا صرصور وإلهان عمر وغيرهم، ليست بحاجة لاستخدام تكتيكات "التقية" لتحقيق مكسب سياسي.

يستغل هؤلاء ثقافة أمريكية ناعمة تميل صوب المجموعات الضحية. يظهر الإسلاميون أنفسهم وكأنهم متعرضون للتهميش والقمع أكثر، من دون الحاجة إلى الكذب في الأحاديث اليومية. بعبارة أخرى، إنّ المناخ السياسي والثقافي الأمريكي مهيأ جداً كي يؤوي من يعتبرهم ضحايا، ولهذا السبب، فإنّ كل ما يحتاج إليه الإسلاميون هو إبراز نفسهم بمظهر الضحايا. بالطبع، إنّ هذا ليس اضطهاداً حقيقياً بل تضليلاً.

هل يضطر الإسلاميون للكذب؟
أفضل مثل على ذلك هو حظر السفر المؤقت الذي أصدره ترامب والذي أعادت الماكينة الإسلامية صياغته على أنّه "حظر على المسلمين" الأمر الذي سهّل عملية وسم المسلمين بأنّهم مجتمع معرض للقمع. ومع ذلك، علم الجميع بأنّه لم يكن حظراً على المسلمين بنقاطه الأساسية مطلقاً. إنّ مجموعة التضليل لا تتضمن كل شخص مسلم وبالتأكيد هي لا تتضمن أولئك الذين يتحدّون سرديات التضليل. وحين تتحدث كودوزي مع المواطنين الأمريكيين ويتم التطرق إلى التقية تسأل:
"ما الذي تظنّون أنّ الإسلاميين يكذبون بشأنه؟ هل يضطرون للكذب في هذه المرحلة؟ إنهم يظهرون لنا علناً من هم، واليسار الأمريكي يقبلهم بلهفة، يخدمهم ويقدّم إليهم منصة أكبر وأكبر".

يخبرك علناً أنّه ذئب والخراف ترحب به
في حين أنّ الجرائم الخداعية موجودة ويجب رفضها، إنّ "المخطط الكبير" أو التقية غير موجودين بالمعنى المتخيل. تشرح كودوزي أنّه في هذا الإطار، "لا يحتاج الذئب للاختباء في ثياب خروف. إنّه يخبرك علناً أنّه ذئب والخراف ترحب به في الديار". وقدّمت الكاتبة أمثلة على ذلك وهي تقديم الإسلاميين الأعذار للمجموعات الإرهابية، تسلية زوجات الجهاديين وتأمين التعاطف والتغطية الإعلامية لهنّ كما حصل مع هدى مثنى. كذلك، يعمد هؤلاء إلى إضفاء سحر خاص على المتطرفين الإسلاميين وإلى وضع الإرهابيين على غلاف المجلات الأمريكية إضافة إلى ترحيب الإسلاميين بزرع التطرف في نفوس المسلمين.

وتختم كودوزي مقالها كاتبة: "إذاً أسألكم أين التقية؟ إنهم يظهرون لكم بالضبط ما هم عليه واليسار الرجعي يفرش لهم السجاد الأحمر".