فيديو لطالبان يشيد بالعلاقات الوثيقة مع القاعدة.(أرشيف)
فيديو لطالبان يشيد بالعلاقات الوثيقة مع القاعدة.(أرشيف)
الجمعة 22 مارس 2019 / 14:49

على طالبان نبذ القاعدة قبل أي اتفاق مع واشنطن

فيما تجري الولايات المتحدة مفاوضات سلام مع طالبان في أفغانستان، في غياب ممثلين لكابول، يطالب باحثون الإدارة الأمريكية بمطالبة الحركة بإعلان نبذها تنظيم القاعدة شرطاً أساسياً لأي اتفاق.

كشف تقريران حديثان صادران عن مجلس الأمن الدولي، أن القاعدة وطالبان مازالا "حليفين وثيقين" وأن "علاقتهما القديمة العهد تبقى ثابتة"

وانتقد حميد الله محب، مستشار الأمن القومي الأفغاني، زلماي خليل زاد، رئيس الوفد الأمريكي المفاوض مع طالبان، وتلميحه بأنه يحاول تنصيب نفسه "كنائب للملك في حكومة انتقالية جديدة". ولكن سرعان ما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية تلك التصريحات، قائلة إن أي انتقاد لخليل زاد هو في الواقع انتقاد لوزير الخارجية مايك بومبيو.

ولطالما رفضت حركة طالبان الاعتراف بالحكومة الأفغانية، ورفضت التحدث إلى ممثلي الرئيس أشرف غاني. ويبدو أن خليل زاد رضخ لمطلب طالبان لإجراء مفاوضات منفردة مع الولايات المتحدة، ودون أية شروط مسبقة.

انتظار فرصة

وقال الكاتبان بيل روغيو، زميل بارز لدى معهد الدفاع عن الديمقراطيات، ومحرر مجلة "لونغ وورجورنال"، وثوماس جوسلين، محرر بارز لدى المجلة إنه يحق لمسؤولين أفغان، مثل محب، إبداء عدام ثقتهم بخليل زاد، ولكن يفترض بالأمريكيين أيضاً توخي الحذر. فالجيش الأمريكي يريد للعالم أن يصدق أن طالبان أجبرت بالقوة على الجلوس على مائدة المفاوضات. لكن ذلك غير صحيح، لأن الحركة تسيطر على أكثر من نصف مساحة الأراضي الأفغانية، ويحاصر رجالها عدداً من عواصم الأقاليم بانتظار فرص للاستيلاء على بعضها. ونتيجة له، يفاوض الجهاديون من موقف قوة، وهم يدركون ذلك.

لكن، وبرأي الكاتبين، ليس ذلك مبرراً لاستعداد بومبيو للقبول بصفقة سيئة للغاية. فبالإضافة لاستبعاد الحكومة الأفغانية من المفاوضات، وهي حليفة أمريكا، صدق خليل زاد كذبة طالبان الكبرى في ما يتعلق بالقاعدة والإرهاب الدولي. ولا بد أن يكون هذا مرفوضاً من قبل جميع الأمريكيين الذين تأثروا بأحداث 11/9 .

قضيتان
ورغم تقديمه بضعة تفاصيل محددة، كتب خليل زاد على تويتر، في 12 مارس(آذار) أن مسودة اتفاق إدارة ترامب مع طالبان تغطي قضيتين أساسيتين "جدول الانسحاب" و "تدابير فعالة لمكافحة الإرهاب". وخلاصته، يسعى خليل زاد لاتباع نمط كيسنجر القاضي بتوفير "فترة لائقة" تستطيع خلالها الولايات المتحدة تنفيذ انسحاب منظم في مقابل وعد بأن لا تستخدم الأراضي الأفغانية كمركز للإرهاب الدولي مرة ثانية". وفيما يتعلق بالنقطة الثانية، كان خليل زاد ساذجاً بشكل ملحوظ عند إشارته لاقتناعه بكلام طالبان.

سجل قذر
وباستثناء طالبان، لا يفترض، برأي الكاتبين، لأن يكون أي شخص راضياً عن الاتفاق، وخاصة بالنظر للسجل القذر لعلاقة طالبان بالقاعدة.

إلى ذلك، يقول الكاتبان إن أفغانستان أصبحت موئلاً لتنظيمات إرهابية دولية. ويقاتل كل من داعش والقاعدة ويتدربان عبر الأراضي الأفغانية. وليست لطالبان سلطة على فرع داعش في المنطقة، الذي ينشط عبر الحدود الأفغانية -الباكستانية، ولديه علاقات مع داعش الأم في العراق وسوريا. ورغم احتمال قيام بعض التعاون المرحلي بين الجانبين، إلا أن موالين لداعش يتصادمون بانتظام مع الجهاديين في طالبان. كما يرفض داعش الاعتراف بشرعية طالبان، ولذا لن يلتزم بأي اتفاق يتم بين التنظيم والولايات المتحدة. ونتيجة له، لن يكون بمقدور طالبان ضمان مواجهة طموحات داعش الدولية.

اقتراح سخيف
والأهم منه، برأي الكاتبين، ليس ما يدعو للاعتقاد أن طالبان يريد الوقوف في وجه الأجندة الدولية لتنظيم القاعدة. وهنا تكمن إشكالية سذاجة خليل زاد. فقد صرح بأن حركة طالبان أصبحت شريكاً فعلياً في محاربة الإرهاب. وهو اقتراح سخيف.

فقد كشف تقريران حديثان صادران عن مجلس الأمن الدولي، أن القاعدة وطالبان مازالا "حليفين وثيقين" وأن "علاقتهما القديمة العهد تبقى ثابتة". وما زال زعماء القاعدة ينظرون إلى أفغانستان باعتبارها "ملاذاً آمناً"، ورجال التنظيم يتصرفون كقوة رديفة للتمرد، وتوفر القاعدة التدريب العسكري والتعليم الديني لمقاتلي طالبان. وفي الواقع، ينشط القاعدة في عدد من الأقاليم الأفغانية، بما فيها مناطق خاضعة لسيطرة طالبان.

ويرى الكاتبان أن خليل زاد لم يفسر للشعب الأمريكي أسباب ثقته بعزم طالبان على ضبط القاعدة. ولذا، كجزء من أي اتفاق نهائي، ينبغي أن يطلب من الحركة التأكيد، بعبارات لا لبس فيها، موقفها الرسمي من التنظيم.