مسلح عراقي في منطقة دمرها القتال (أرشيف)
مسلح عراقي في منطقة دمرها القتال (أرشيف)
الإثنين 15 أبريل 2019 / 14:01

غزو العراق فتح الباب للإرهاب...كيف يمكن غلقه؟

قال روبرت بايب، أستاذ العلوم السياسة ومدير مشروع الأمن والتهديدات لدى جامعة شيكاغو، في ندوة نظمتها مؤسسة "ناشونال إنترست" عن العراق بعد ستة عشر عاماً من الحرب، إن الغزو الأمريكي في 2003 كان أكبر كارثة في السياسة الخارجية منذ حرب فيتنام، لافتاً إلى الفشل في تحقيق أي من الأهداف المعلنة للحرب، منع أسلحة الدمار الشامل، ونشر الديمقراطية الراسخة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي، والحد من الإرهاب.

كان غزو العراق، في مارس( آذار) 2003، خطأ مأسوياً ولد إرهاباً دائماً، سوف يستمر إلى أن ينال سنّة العراق حق تقرير مصيرهم

وقتل في العراق منذ 2003 نحو 4500 أمريكي، وجرح 32 ألفاً، أي أكثر من الذين قتلوا في 11 سبتمبر( أيلول) 2001 الإرهابية. وقتل أكثر من 110 ألف عراقي نتيجة لجولات من الحرب الأهلية التي أشعلها الغزو الأمريكي.

وعانت سوريا من آثار تلك الحرب، ما أدى إلى فوضى واسعة فيها. ودخلت إيران على الخط وشاركت في تلك الحرب عبر قوات تحارب بالنيابة عنها.

الإرهاب انتحاري
والأسوأ حسب بايب أن حرب العراق أثارت في 2003 موجة هائلة من الإرهاب، خاصةً الإرهاب الانتحاري الأكثر فتكاً.

وقبل الغزو الأمريكي للعراق في مارس ( آذار) 2003، لم يشهد تاريخ العراق أي عملية على شاكلة الإرهاب الانتحاري. لكن ما إن غزته الولايات المتحدة، حتى بدأت الهجمات الانتحارية بشكل فوري.

ومنذ ذلك اليوم، عانى العراق هجمات انتحارية أكثر من أي بلد آخر، 2394 بحلول 2019، ما أدى لمقتل 24 ألف شخص، منهم عدد من الجنود والمدنيين الأمريكيين، ومن دول غربية. ومع ظهور داعش، تصاعدت تلك الهجمات الانتحارية، في الغرب.

القاعدة وداعش

ويشير الكاتب إلى أن الهجمات الانتحارية الإرهابية في العراق كانت نتيجةً لغزو واحتلال العراق. وكان تنظيم القاعدة في العراق تنظيماً إرهابياً، مسؤولاً بشكل رئيسي عن هجمات انتحارية اكتسبت زخماً خاصةً بعد هجمات مثيرة في 2003، ضد مقار دولية، وأهداف تابعة لحكومة شيعية دعمتها ومكنتها الولايات المتحدة.

ووفق أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس تنظيم القاعدة في العراق، كانت تلك الأهداف "عين وأذن ويد المحتل الأمريكي". ولذلك هاجمت القاعدة، ما اعتبرته عدوها الحقيقي، الحكومة الشيعية الجديدة. و
ومن رحم القاعدة في العراق خرج تنظيم داعش. 

تمرد على احتلالين
ويقدم كاتب المقال صورة كاملة للوضع في العراق، ويرى أن الغزو الأمريكي أنتج تمرداً سنياً مستداماً، رداً على احتلال مناطق سنية من قبل كل من القوات الأمريكية، وحكومة شيعية جديدة مكنتها الولايات المتحدة. وهكذا أصبح الإرهاب الانتحاري، عند سُنة العراق، بمثابة الرد على الاحتلالين.

وتبعاً لذلك، يرى الكاتب أن انسحاب قوات أمريكية وغربية من العراق ليس كافياً لوقف موجة الإرهاب الانتحاري، مورداً مثالاً لما جرى في فيتنام بعدما انسحب الأمريكيون.

لكن، كاتب المقال يرى، أن غزو العراق، في مارس( آذار) 2003، كان خطأً مأسوياً ولّد إرهاباً دائماً، سيستمر حتى ينال سنة العراق حق تقرير مصيرهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.