دمار في كنيسة نيغومبو شمال كولومبو (أرشيف)
دمار في كنيسة نيغومبو شمال كولومبو (أرشيف)
الأربعاء 24 أبريل 2019 / 13:15

ماذا وراء هجمات سريلانكا الإرهابية؟

ماذا وراء الهجمات الإرهابية في سيرلانكا؟ تحت هذا العنوان كتبت مجموعة من محرري موقع "فورين بوليسي" في محاولتهم تقصي اتجاهات منفذي التفجيرات المتزامنة ضمن كنائس وفنادق والتي أوقعت 200 قتيل، ومئات الجرحى يوم الأحد الماضي.

توحي القدرة على تنفيذ هجمات عدة في آن واحد بتوفر درجة عالية من التخطيط والتمويل للوصول للهدف

وحسب تقارير صحافية، وقعت ثمانية هجمات، بما فيها تفجيرات ضد كنائس في مدينتي نيغومبو وكوشيكادي، غرب سريلانكا، وفي باتيكالوا، شرق البلاد. كما استهدفت ثلاثة فنادق فاخرة في العاصمة كولومبو.

وفرضت الحكومة السريلانكية حظراً غير محدد للتجول، وأغلقت شبكات تواصل اجتماعي كفيسبوك وواتس آب بهدف منع نشر شائعات قد تشعل عنفاً بين الطوائف، كما حصل في مارس( آذار) 2018، عندما تعرضت مساجد وشركات وبيوت مسلمين لهجمات.

ويبلغ عدد سكان سريلانكا 22 مليون نسمة، ثلاثة أرباعهم سينهاليون معظمهم بوذيون. ويعرف قرابة خمس السكان عن أنفسهم بأنهم تاميل – سواء سريلانكيين أو من أصل هندي- ومعظمهم هندوس. وأما المسلمون فيشكلون حوالي 10% من السكان، والمسيحيون 10% ، من ضمنهم تاميل وسينهاليون.

86 حادثاً

ويشير كتاب التقرير إلى أنه بسبب وقوع ثلاثة من التفجيرات ضد كنائس خلال قداديس عيد الفصح، فإن قسماً من الهجمات استهدفت 1.5 مليون مسيحي في سريلانكا. كما أن تزامن التفجيرات منع إنذار المتجهين إلى الكنائس.

وأشارت وكالة رويترز إلى أن التحالف المسيحي الإنجيلي الوطني في سريلانكا، والذي يمثل أكثر من 200 كنيسة، سجل، في العام الماضي، 86 حادثاً انطوت على تمييز وتهديدات وعنف ضد المسيحيين. ويبدو أن المستهدفين الآخرين في فنادق كولومبو، هم خليط من سياح ورجال أعمال وأثرياء محليين. ويعتقد أن 30 من القتلى زوار أجانب.

تخطيط وتمويل

وبرأي كتاب التقرير، توحي القدرة على تنفيذ هجمات عدة في آن واحد بتوفر درجة عالية من التخطيط والتمويل للوصول للهدف. وفيما لا تزال السلطات تحقق في ما جرى، تحمل التفجيرات بعض سمات هجمات نوفمبر( تشرين الثاني) 2008 في مومباي، والتي طالت في وقت واحد فندقين فاخرين، ومحطة سكة حديدية، ومركز توعية يهودي.
  
وحسب الاستخبارات الهندية، صممت هجمات بومباي كي لا توقع أكبر عدد من الضحايا وحسب، بل لاستهداف مجموعات – مثل سياح أجانب- لاستقطاب أوسع تغطية إعلامية حول العالم.

بين بومباي وسريلانكا
ولكن، حسب معدي التقرير، ثمة فروق بين هجمات بومباي وتلك التي وقعت يوم الأحد في سريلانكا، وليس أقلها أنها توزعت في أنحاء البلاد بدلاً من تركزها في مدينة واحدة. وعلى خلاف ما حدث في بومباي، لم يحتجز أي رهائن.

وأشيع أن قائد شرطة سريلانكا أصدر، في 11 أبريل( نيسان) تحذيراً إرشادياً حول احتمال وقوع هجمات انتحارية ضد كنائس. وفي ذلك الإرشاد كتب نائب المفتش العام الجنرال بريالال داسانياكي أن جماعة إسلامية متشددة تسمى "جماعة ثوويث الوطنية" كانت تخطط لتنفيذ هجمات في جميع أرجاء سريلانكا.

وعند حديثه إلى وسائل إعلام، يوم الأحد، أقر رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينجهي بتداول بعض المعلومات حول تدبير هجوم. وقال: "يجب أن نبحث عن سبب عدم اتخاذ احتياطات مناسبة".

وفيما لا يعرف بعد إن كان تاريخ سريلانكا قد لعب دوراً في هجمات الأحد الأخير، تقول "فورين بوليسي" إن البلاد شهدت عقوداً من العنف الطائفي بين الجيش السريلانكي وما عرف باسم "حركة نمور التاميل" التي طالب قادتها بإقامة وطن خاص بالتاميل في شمال شرق سريلانكا. لكن تم القضاء على الحركة في عام 2009 إثر مقتل زعيمها.


وتراجع قطاع السياحة بحدة خلال الحرب الأهلية، ليصل إلى أدنى مستوى بعد أن ضرب تسونامي البلاد في عام 2004. ولكن لاحقاً تعافت تلك الصناعة، واجتذبت مليوني زائر في العام الماضي.

وفي عام 2016، أشارت السلطات السيريلانكية إلى أن 32 من مواطنيها التحقوا بداعش، ولكن من غير المعروف أن للتنظيم الإرهابي وجوداً في البلاد.