السبت 27 أبريل 2019 / 23:14

نقوش ثمود تحكي الحياة في حائل.. خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب

24 - الشيماء خالد

أخذ الكاتب السعودي الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب، بحضور كوكبة من المثقفين والأدباء والمهتمين بالتراث والبحث التاريخي والحضاري، زوار ندوته خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب أمس، في رحلة عبر نقوش ثمود، التي روت الحياة في منطقة حائل في قديم الزمان.

واستضاف المعرض حفل توقيع كتاب الذيب، بعنوان "الحياة الاجتماعية في منطقة حائل من خلال النقوش الثمودية"، الصادر ضمن سلسلة "إصدارات" من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، واستقطب الحدث اهتماماً كبيراً من الخبراء والمهتمين بالثقافة والتراث.

وقدّم للندوة محاوراً ومديراً لها، الباحث الإماراتي الدكتور حمد بن صراي، الذي أشار إلى العلاقة القديمة التي تربطه بالضيف، منذ بداية التخصص الجامعي، ودوره في التنقيب في التاريخ السعودي القديم، لغةً ونقوشاً وإرثاً حضارياً وتراثاً ثقافياً عريقاً.

واستهل الدكتور سليمان الذييب الندوة بشكره لدائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي على جهدها في إصدار الكتاب، وإسهامها الجاد في تسليط الضوء على هذا المبحث التاريخي الهام ذي الصلة بالنقوش الثمودية في منطقة حائل السعودية، والتي تزيد على 25 إلى 30 ألف نقش، تعود إلى القرنين السادس حتى الثاني قبل الميلاد.

انعزال
ودار الحوار حول أهمية فهم الأبعاد الاجتماعية لهذه النقوش والتي تعكس الحياة الاجتماعية نفسها في منطقة حائل من معاملات عقارية في الأملاك والخلافات والوظائف والصفات، وأنماط الترفيه وأحوال الصحة والمرض وغيرها، لما يمثله الكتاب من قيمة معرفية تتمثل في إلقاء الضوء على المظاهر الاجتماعية لأهالي حائل الثموديين، وما عكسته من حياة دينية واجتماعية ونفسية واقتصادية، فكانت هذه النقوش التذكارية التي يبلغ عددها المئات، شاهدةً حيةً على حضارة عظيمة كانت منعزلة عن محيطها نوعاً ما، كما اعتبرها الدكتور سليمان الذييب، والذي أقام مقاربةً بينها وبين الحضارة الفرعونية التي انعزلت عن العالم إلا عن محيطها القريب في ليبيا والسودان طلباً لأغراض التبادل التجاري والمعيشة، وذلك قبل دخول الهكسوس إلى مصر القديمة، حسب قوله ، معتبراً أن هذه المقاربة بين الحضارتين، توصلنا إلى السؤال الأهم في مبحث اللغات ونشأة الحضارات، ألا وهو: "هل انعزال هذه الحضارات سببٌ في تراجعها وتأخرها أم هو سبب في ازدهارها وتطوّرها؟".

تويتر حائل
كما تناولت الندوة بشكل خاص الوظيفة الدعائية للنقوش، والتي كما وصفها الذييب أشبه بلغة تويتر اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يغلب عليها طابع الإيصال المباشر، والتكثيف بالرمز والمفردة والصورة، والتلقائية في التعبير بعيداً عن الرقابة المجتمعية والقيمية، متناولاً الحضور الديني في النقوش من خلال المعبودات مثل رضو ودثن وكهل ونهي وشمس ورش وغيرها، وعلاقة النقوش بالتعبير العاطفي والغرضي المجتمعي من خلال موضوعات الزواج والذرية والرزق والحب والعشق والمساعدة والعون والدعاء بالشرّ، والأمراض.

وفي جانب تفصيلي آخر استعرض الدكتور الذييب علاقة النقوش بالأعراض العاطفية والمجتمعية من ترحال وسفر وانتقال وما يتولد عنها من اشتياق وحنين وحزن، باحثاً في العلاقات الاجتماعية، ومستشهداً بالنقوش المرتبطة بكل ذلك، إلى جانب التقسيمات اللغوية والمعرفية الناتجة عنها، مثل النقوش التي تبدأ باسم العلم، وتلك التي تبدأ بحرف اللام والأداة لام ميم، والتي تبدأ باسم ودد في التحيات وبحرف الباء أو تبدأ باصطلاحات للتحية أو اسم إشارة.