الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير (أرشيفية)
الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير (أرشيفية)
الأربعاء 8 مايو 2019 / 01:01

تقرير: تاريخ طويل للبشير في دعم الجماعات الإرهابية

24 - القاهرة - عمرو النقيب

على مدار أكثر من 30 عاماً كان نظام البشر القبلة الأولى للعناصر الإرهابية في المنطقة العربية.

فقد كان البشير كان الراعي الرسمي لقيادات التنظيمات المتطرفة، وأنشأ عدداً من معسكرات التدريب في السودان، لتأهيل العناصر الإرهابية عسكرياً، وتهديد دول الجوار وفي مقدمتها مصر.

وتحول السودان على يد النظام الإخواني، إلى مركز عمليات لقيادات تنظيم القاعدة بين 1990 و1996، خاصةً أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري.

وتكشف بعض الاعترافات وحتى الاتهامات المتبادلة بين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وبين سيد إمام، أحد مؤسسي تنظيم الجهاد، بعد ما عُرف بالمراجعات الفكرية في السجون المصرية المسماة "وثيقة ترشيد العمل الجهادي"، تورط نظام البشر في دعم العمليات الإرهابية داخل مصر.

وقال سيد إمام في الفصل الأول من كتابه "التعرية لكتاب التبرئة"، عن أيمن الظواهرى: "عندما اتهمته أنا بالعمالة للمخابرات السودانية، فأُقسم بالله الذي لا إله غيره أنني سمعت هذا الكلام من فم الظواهري بأذني مباشرة دون واسطة في السودان آخر 1993، إذ قال لي إنه ملتزم أمام السودانيين بتنفيذ عشر عمليات في مصر وأنه استلم منهم مائة ألف دولار لهذا الغرض".

وكشفت وثائق أمريكية أثناء التحقيق في قضية تمويل الإرهاب في محكمة بولاية إلينوي الأمريكية في 2003، هذا الدور حين أقر المتهم الرئيسي بتورط قطر في تمويل نشاط القاعدة إبان وجود بن لادن في السودان، وكان في مقدمة هذه العمليات محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس مبارك في اثيوبيا، وفقا للأدلة جنائية.

والمتهم هو إنعام أرناؤوط، كان يعمل ضمن مؤسسة البترجي الخيرية، التي أوقفتها السعودية في 1993 بعد تحقيقات أثبتت تمويلها للإرهاب.

وفي القضية، قدم الإدعاء الأدلة تدعم أقوال أرناؤوط عن تمويل تنظيم القاعدة وعملياته الإرهابية عبر منظمات "خيرية"، بينها مؤسسة قطر الخيرية.

وأكدت أنه في 1995، بعد المحاولة الفاشلة للقاعدة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس ابابا بإثيوبيا، وجه بن لادن اللوم لعضو القاعدة على استخدام أموال منظمة قطر الخيرية في العملية.

وكانت التسعينات من القرن الماضي، شاهدة على عدد كبير من العمليات الإرهابية  في المصري، نفذتها عناصر تابعة للجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد المتحالف مع تنظيم القاعدة، وبرعاية الرئيس عمر البشير والإخواني حسن الترابي.

عبد الحليم موسى
كان من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري، اللواء عبد الحليم موسى، في 12 أكتوبر(تشرين الأول) 1990، لكنه نجا منها بسبب مرور موكب الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب السابق حينها. واعتقد مسلحون من "الجماعة الإسلامية" أنه موكب وزير الداخلية فأطلقوا النار على محجوب فقتلوه، وقال الظواهرى إن الاغتيال كان رداً على مقتل علاء محيي الدين، المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية، والذي لقى مصرعه برصاص الشرطة المصرية، حسب الظواهري.

حسن الألفي
وفي 18 أبريل(نيسان) 1993 تعرض وزير الداخلية المصري الأسبق، اللواء حسن الألفي، لمحاولة اغتيال بعد نحو ستة أشهر من توليه منصبه خلفًا للواء محمد عبد الحليم موسى، بعد تفجير أحد أعضاء تنظيم الجهاد نفسه في موكبه أمام الجامعة الأمريكية بالقاهرة، لكنه نجا من المحاولة، التي كانت رداً  
على محاكمة 800 إرهابي أمام المحكمة العسكرية في القضية المعروفة باسم "طلائع الفتح"، مثلما اعترف أيمن الظواهري، فى كتابه "فرسان تحت راية النبي".

صفوت الشريف
وفي أغسطس(أب) 1993، تعرض وزير إعلام مبارك، صفوت الشريف، لمحاولة اغتيال، في ضاحية مصر الجديدة، على يد "الجماعة الإسلامية"، لكنه نجا منها وقُبض على منفذيها بعد ساعات.

عاطف صدقي
وفي نوفمبر(تشرين الثاني) 1993، تعرض رئيس الوزراء المصري، الأسبق عاطف صدقي لمحاولة اغتيال، بسيارة مفخخة، على يد مجموعة من تنظيم الجهاد، لكنه نجا منها، وأسفرت العملية عن مقتل الطفلة الشيماء عبدالحليم، وإصابة آخرين.

سيدي براني
وفي ديسمبر(كانون الأول) 1993، خططت الجماعة الإسلامية لاغتيال الرئيس مبارك، بزرع متفجرات في طريق الساحل الغربي أثناء توجهه إلى ليبيا براً، لكن الأجهزة الأمنية اكتشفت المتفجرات، وقبضت على المتهمين، كان من بينهم ضابط المخابرات الحربية، مدحت الطحاوي، المنتمي للجماعات الإسلامية، الذي اعترف بكافة التفاصيل.

كوبري الفردوس
وفي أواخر 1994 اعتقل نحو 30 من أعضاء "الجهاد"، يشقون نفقا بالقرب من طريق صلاح سالم بالقاهرة، الذي كان موكب الرئيس مبارك يسلكه دائماً، واعتزموا تفخيخ النفق وتفجيره عند مرور موكب مبارك، وحملت العملية اسم "محاولة كوبري الفردوس".

أديس أبابا
وفشلت محاولة أخرى للجماعة الإسلامية لاغتيال مبارك أديس أبابا في 1995، بعد إطلاق مسلحين من الجماعة بإطلاق النار على موكب الرئيس مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ولكن الرئيس مبارك نجا من المحاولة بفضل سياراته المضادة للرصاص.

وكشف حسن الترابى في حوار تلفزيوني مسجل بعد وفاته في 2016، تورط نائبه الإخواني على عثمان محمد طه، بشكل مباشر، فى العملية بمعاونة جهاز الأمن العام الذى يترأسه حينها نافع على نافع.

وكشف تمويل العملية بـ "أكثر من مليون دولار" أخذه على عثمان محمد طه سراً من الجبهة الإسلامية القومية.

طائرة مبارك
وفي 2015، كشفت مواقع أمريكية تفكير بن لادن قبل 20 عاماً في الهجوم على طائرة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتفجيرها.