تظاهرة لعرب الأحواز خارج إيران (أرشيف / countercurrents)
تظاهرة لعرب الأحواز خارج إيران (أرشيف / countercurrents)
السبت 18 مايو 2019 / 22:29

عرب الأحواز... حفاظ على الهوية وتحدي نظام الملالي رغم القمع والتهميش

تستمر معاناة الشعب الأحوازي تحت سلطة النظام الإيراني وسط قمع مستمر وامتناع طهران من الاعتراف بحقهم بالعيش الكريم وتكريس ثقافتهم العربية الحقة.

ولعل تقارير الاعتقالات والتظاهرات المستمرة ضد النظام في تلك المنطقة العربية من جنوب غرب إيران، هي أكبر دلالة على أن النفس الأحوازي لم يقترب حتى الآن من الانتهاء والمسيرة مستمرة منذ تاريخ ما يصفه سكان المنطقة بـ"الاحتلال الإيراني".

وكان موقع "أحوازنا" لفت في تقرير له يوم الخميس الماضي إلى أن ثوار الأحواز عمدوا إلى إعادة جذب انتباه أنظار الداخل الإيراني والعالم إلى قضيتهم عبر رفع العلم الأحوازي في مدينة المحمرة بولاية خرمشهر تأكيداً على تمسكهم بالتخلص من الاحتلال الإيراني.





ومع مرور ذكرى احتلال الإقليم العربي في 22 أبريل (نيسان) الماضي، اشتعلت التظاهرات في مدن عدة، ترفع فيها الأقلية العربية المضطهدة شكواها من التهميش المستمر منذ سنوات طويلة لقضيتها، مع ازدياد ممارسات القمع من قبل الأجهزة الأمنية.

ويلفت عدد من النشطاء الأحواز على منصات التواصل، أن رفقاءهم يقبعون في خوف دائم من عمليات المداهمات لمنازلهم حيث الإمكانية عالية أن يتم قتلهم على الفور، في إطار عملية إسكات الأصوات المعارضة والنبض القوي للقضية الأحوازية.

ويواجه اليوم عدد ليس بقليل من النشطاء الأحواز تهماً تصل عقوبتها إلى الإعدام.


وذكرت وسائل إعلامية إيرانية مستقلة أن وتيرة احتجاجات في عشرات المدن، لا سيما مناطق سكن الأحواز، تصاعدت خلال الساعات الـ48 الماضية مع استمرار تدهور الاقتصاد وانهيار الريال وانتشار الفساد والقمع.

وأشار موقع "تستر" الإيراني إلى أن انتشار عشرات المقاطع المصورة لمظاهرات ليلية غاضبة في معظم المدن لاسيما في العاصمة طهران وشيراز وأصفهان ومشهد وكرج وهمدان ومراغة وتبريز.

وهتف المتظاهرون بشعارات عديدة من بينها "خامنئي اخجل واترك البلاد؛ الموت للدكتاتور؛ لا تخافوا لا تخافوا كلنا متحدون معاً".

ولم تقف ملفت الأحواز عند هذا الحد فقط، فلدى النظام الإيراني هدف بعيد يهدف لكتم أفواه كل معارضيه، حتى ولو كانوا يحاولون مساعدة إيرانيين آخرين داخل الدولة نفسها.

إذ عمدت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام الملالي إلى اعتقال أساتذة في مدارس الأحواز، جل ما قاموا به هو مساعدة المتضررين جراء السيول التي لا تزال تحاصر مناطق وقرى شاسعة في عدد من الأقاليم.



وكان العديد من الطلبة والأساتذة والعمال خرجوا إلى منصات التواصل للاحتجاج على الاعتقالات المستمرة في إقليم الأحواز، بعد أن تلقى عدد منهم تهديدات بالسجن أو التوقيف الأمني في حال خرجوا إلى الشارع.

وبحسب الصور المنشورة، رفع الطلبة لافتات ورقية طالبوا من خلالها الإفراج عن معلميهم العرب الذين تم اختطافهم من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية بعد أن جمعوا التبرعات ووزعوها على منكوبي الفيضانات، مع استمرار تخبط طهران في وضع الخطط للمساعدة في السيطرة على الأضرار التي تسببت بها السياسات الإيرانية التي لم تنظر إلى الآثار السلبية لجرف المزارع والغابات وحرف مسار الأنهر عن وضعها الطبيعي في المناطق العربية من إيران، وكأن هناك مخطط لإزالة ما تبقى من عائلات عربية في الإقليم الغني بالنفط.



وهذا ما حذر منه الكاتب الأحوزاي يوسف عزيزي في تصريح له إلى صحيفة "العرب" اللندنية قائلاً إن النظام الإيراني يهدف إلى "تفريس" المنطقة وزيادة العنف فيها لتطهيرها من الأصوات المعارضة.

وحسب عزيزي، تأتي أهمية إقليم الأحواز بالنسبة لإيران لأن المنطقة "تضم النفط الذي يشكل 80% من إيرادات إيران، لذا بودها لو هاجر العرب من "عربستان" أرض آبائهم وأجدادهم أو يتم "تفريسهم"، وهذه هي استراتيجية السلطة الإيرانية.



ويظهر ذلك بشكل واضح مع مساعي النظام منذ أكثر من تسعة عقود لـ"تفريس" كل ما يخص الأحواز، بحيث لم يدرس أو يذكر أي شيء عن تاريخ أدب الأحواز وثقافة الأحواز العربية وتاريخ المنطقة العربية في إيران.

ومع قرب إقليم الأحواز من الحدود العراقية، سلط العديد من السكان العرب الضوء على ملف السيول بكونها إغراق متعمد للمدن بهدف تغيير ديمغرافيتها وإبدال سكانها بعوائل وعناصر ميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لإيران.



وكانت تلك الخطة واضحة تماماً مع وصول تلك الميليشيات بالمئات إلى إقليم الأحواز لـ"مساعدة المتضررين".

فيما قال رضا بهلوي، من المعارضة الإيرانية، يوم الأربعاء الماضي: "إن إحضار المرتزقة إلى إيران جاء لقمع الإيرانيين، لقمع الخائفين والمشردين في الأحواز"، مضيفاً: "الملايين من الشباب العاطلين عن العمل مستعدون لإعادة بناء مناطق الفيضانات. وبنصف الأموال التي تذهب من خزانة البلاد، عبثاً لدعم الإرهابيين خارج حدود إيران".