شرطي عراقي على الحدود مع إيران في محافظة البصرة.(أرشيف)
شرطي عراقي على الحدود مع إيران في محافظة البصرة.(أرشيف)
الإثنين 20 مايو 2019 / 14:14

العراق ليس دولة تابعة لإيران..هذه بعض الأدلة

24- زياد الاشقر

كتب آرون ماجد في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه غالباً ما يقال هذه الأيام إن إيران تهيمن على حدودها الغربية. ويشبه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون السيطرة الإيرانية على بغداد بهيمنة الاتحاد السوفيتي السابق على أوروبا الشرقية خلال الإربعينيات من القرن الماضي. وهاجمت المندوبة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة إيران في سبتمبر(أيلول) الماضي، قائلة إنها تعمل على "تشكيل حكومة عراقية تكون تحت سيطرة النظام الإيراني".

أقر النائب في البارز في كتلة "الفتح" نسيم عبدالله بأن الجهود لطرد القوات الأمريكية من العراق لن تصل إلى أي مكان

ويسلم الكاتب بأن إيران تمارس نفوذاً مهماً في العراق، على أساس أنها الشريك التجاري الثالث لبغداد مع تبادل سنوي يصل إلى 12 مليار دولار سنوياً. وفي الانتخابات التشريعية عام 2018، فاز الموالون لإيران ضمن تحالف "الفتح" ب48 مقعداً- أي ما نسبته 14.6% من مقاعد البرلمان العراقي، ولتصبح ثاني أكبر كتلة نيابية. وتسلح إيران الميليشيات الشيعية، التي تقتطع حصة من الاقتصاد العراقي وتتولى الأمن في بعض المناطق حتى بعد هزيمة تنظيم داعش فيها. 

كتلة الفتح
ومع ذلك، فإن حدود التدخل الإيراني سرعان ما تتضح. ففي أواخر 2018، قام الرئيس الأمريكي بزيارة مفاجئة لقاعدة عين الأسد الجوية. واحتج نواب كتلة "الفتح" على هذه الزيارة التي اعتبروها مساً بالسيادة العراقية، وكثفوا جهودهم لطرد 5200 جندي أمريكي لا يزالون في العراق. وتلقوا في جهدهم هذا دعماً من المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي دعا العراق إلى طرد الولايات المتحدة "في أسرع ما يمكن".

وأوضح الكاتب أنه على رغم مطالب إيران وكتلة "الفتح"، فقد تمت عرقلة تشريع في هذا الصدد في البرلمان. ورفضت الأحزاب السنية والكردية دعم مشروع القانون، الذي من دون الحصول على بعض الدعم السني أو الكردي، من غير المحتمل أن يتم تبنيه. وفي مارس (آذار) سافر رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي إلى واشنطن ليؤكد امتنان العراق على الحضور العسكري الأمريكي.

إخراج القوات الأمريكية
وفي أبريل (نيسان)، استقبل الرئيس العراقي برهم صالح السناتورة الامريكية تامي داكورث، التي فقدت رجليها عندما كانت مجندة في العراق، "كي يكرم تضحيتها". وفي اليوم التالي، أقر النائب في البارز في كتلة "الفتح" نسيم عبدالله بأن الجهود لطرد القوات الأمريكية من العراق لن تصل إلى أي مكان. وقال: "لا أعتقد أن ثمة رغبة حقيقية لدى الكتل السياسية لإخراج القوات الأجنبية من العراق، خصوصاً أن الكثير من الإئتلافات تتخذ موقفاً أمام الإعلام، بينما تفصح عن موقف مختلف وراء الكواليس".

ولفت إلى أن مقاومة النفوذ الإيراني تتمثل في المعركة المستمرة على منصب وزير الداخلية الذي لا يزال شاغراً حتى الآن. ويسعى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى الانتهاء من تشكيل حكومته بعد ثمانية أشهر على تكليفه. وتدفع كتلة "الفتح" بفالح الفياض -قائد قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران- كي يتولى المنصب. وقد رشحه عبد المهدي في ديسمبر (كانون الأول)، لكن الموافقة عليه تمت عرقلتها بواسطة نواب من الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر، الذي يصور نفسه زعمياً لحركة وطنية ترفض النفوذين الأمريكي والإيراني. وفي مارس (آذار) سحبت كتلة "الفتح" فياض وبقي المنصب شاغراً. وهذا يدل على عجز حلفاء إيران عن تعيين موالٍ لهم وزيراً للداخلية.

السعودية
وقال إن من العلامات على استقلالية العراق، أنه بعد زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لبغداد في مارس، زار عبد المهدي المملكة العربية السعودية في أبريل على رأس وفد من 12 وزيراً. وفي الشهر نفسه عاودت السعودية فتح قنصلية في بغداد، للمرة الأولى منذ 30 عاماً.