رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
الإثنين 20 مايو 2019 / 16:50

قصف غزة..القاسم المشترك لليمين الإسرائيلي

كتب رمزي بارود، صحفي ومؤلف ومحرر موقع "فلسطين كرونوكيل"عن الهجوم الأخير ضد غزة، معتبراً أنه يخدم مصالح جميع شركاء بنيامين نتانياهو في ائتلاف حكومي محتمل، وهو ما ينطبق على تفجيرات مستقبلية محتملة أيضاً.

عقب مقتل 4 إسرائيليين نتيجة إطلاق صواريخ من غزة، ناور ساسة إسرائيل لإظهار دعمهم لسكان الجنوب الإسرائيلي ، وحضوا على مزيد من العنف

وحسب الكاتب، بدأت الاشتباكات بتحريض إسرائيلي، عندما قتل الجيش الإسرائيلي أربعة فلسطينيين في غزة في 3 مايو(أيار). وقتل شخصان خلال مسيرة احتجاج عند السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل. وكان القتيلان يشاركان في" مسيرة العودة الكبرى"، احتجاج سلمي للمطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي. وقتل شخصان آخران في غارة جوية استهدفت مقراً لحماس وسط قطاع غزة.

توقيت
ويتساءل بارود عما دفع نتانياهو لاختيار مثل ذلك التوقيت لقصف غزة، فيما كان يمكن أن يجعله منطقياً أكثر لو نفذه قبل الانتخابات العامة في إسرائيل. واتهم نتانياهو طوال أشهر سبقت انتخابات 9 أبريل (نيسان)، بأنه كان متساهلاً مع حماس.
وحسب كاتب المقال، رغم أنه كان متلهفاً للحصول على أصوات ناخبين، امتنع نتانياهو عن تنفيذ عملية كبرى في غزة بسبب الخطر الكامن في مثل هذه الهجمات، كما أظهر التوغل الإسرائيلي الفاشل لخان يونس في 11 نوفمبر(تشرين الثاني). ولو فشل نتانياهو في غزة، لكان خسر انتخابات شهدت منافسة شديدة.

وحال فوزه في الانتخابات، أصبح لدى من يوشك أن يصبح رئيس وزراء إسرائيل الذي تولى منصبه الفترة الأطول، رأس مال سياسي ضروري كي يشن حرباً على هواه. وبرأي الكاتب، ظهرت السياسات الإسرائيلية بصورة قوية من خلال الهجوم الأخير على غزة.

مهمة صعبة

وفيما دخل نتانياهو في المراحل الأخيرة لتشكيل ائتلاف حكومي جديد، لكن، كما يقر، ليس من السهل تأليف حكومة أخرى من ساسة متقاربين فكرياً، من اليمين المتطرف ومتعصبين دينيين، وقوميين متطرفين.

وقال في اجتماع لحزب الليكود عقد في 30 أبريل(نيسان) الماضي "إنها ليست مهمة سهلة، وهناك جوانب مختلفة – توزيع الحقائب، والسيطرة على ميزانية الدولة وتحديات عديدة أخرى".

ويرى الكاتب أنه لو نجح نتانياهو، فسوف يشكل خامس حكوماته، أربعة منها متتالية. ولكن تحديه الأكبر يكمن في التوفيق بين مختلف شركاء الائتلاف المحتملين.

ويرغب نتانياهو في إدخال ستة أحزاب في حكومته الجديدة: حزبه الليكود (35 مقعداً في الكنيست)، وأحزاب يمينية متطرفة مثل شاس ويهدوت هتورا وإسرائيل بيتنا القومي المتطرف بزعامة افيغدور ليبرمان، مع اتحاد من أحزاب يمينية، وحزب كولانو الوسطي.

وكما قالت صحيفة "جيروازاليم بوست" الإسرائيلية: "يأمل نتانياهو في ضم جميع الأحزاب الستة إلى حكومته لتوفير نوع من الاستقرار ومنع تشكل أغلبية ضيقة تكون تحت رحمة حزب واحد ساخط يهدد بالاستقالة.

مطلب وحيد
لكن كيف لنتانياهو أن يحافظ على السلام وسط مختلف هؤلاء الحلفاء، وما علاقة ذلك بقصف غزة؟، يرى كاتب المقال أن نتانياهو قصف غزة لأنه المطلب الوحيد الذي يوحد بين جميع حلفائه. فقد احتاج لأن يؤكد لهم التزامه مواصلة الضغط على المقاومة الفلسطينية، وإبقاء الحصار على غزة، وضمان أمن المدن والمستوطنات في جنوب إسرائيل.

وحسب الكاتب، باستثناء ذلك المطلب، لا يوجد الكثير من القواسم المشتركة بين تلك الجماعات. وعلى سبيل المثال، بالكاد يتفق حزب ليبرمان "إسرائيل بيتنا" مع أحزاب دينية بشأن بعض القضايا الأساسية.

ورغم أن أداء حزب ليبرمان في الانتخابات لم يكن مثيراً للإعجاب، إلا أن نفوذه يتجاوز الأرقام. فقد استقال ليبرمان من منصبه كوزير للدفاع في نوفمبر(تشرين الثاني) احتجاجاً على استسلام نتانياهو المزعوم للإرهاب، ولكنه شكل تحالفاً قوياً مع مدن جنوبي إسرائيل عند الحدود مع قطاع غزة المحاصر.

وطوال سنوات، عبر ليبرمان عن تضامنه مع سكان تلك المدن، وفي المقابل، استغل هذه النقطة كلما رغب في الضغط على رئيس الوزراء أو تحديه.

وينظر هؤلاء إلى أنفسهم باعتبارهم ورثة الصهاينة مؤسسي إسرائيل، ولذا يعتقدون أنهم المدافعون عن الرؤية الصهيونية.
ورغم شكواهم المستمرة، شهدت البلدات الإسرائيلية الجنوبية نمواً اقتصادياً مستمراً، وبالتالي زيادة في عدد السكان. وقد جعلت تلك الحقيقة من تلك المناطق محط أنظار الساسة الإسرائيليين، الذين حاول جميعهم كسب ود قادتهم، والحصول على دعم قطاعاتهم الاقتصادية الآخذة في التوسع.

ونتيجة له، لا عجب أن كان تشديد الحصار الإسرائيلي لغزة وتصفية المقاومة في القطاع، من أحد الشروط التي وضعها ليبرمان من أجل الانضمام لائتلاف نتانياهو.

مناورة
وحسب الكاتب، عقب مقتل 4 إسرائيليين نتيجة إطلاق صواريخ من غزة، ناور ساسة إسرائيل لإظهار دعمهم لسكان الجنوب الإسرائيلي وحضوا على مزيد من العنف. وقد ألهمت نشوة ذلك الدعم ألون دافيدي، عمدة مدينة سيدروت، لأن يدعو لاجتياح غزة.
ورغم الإعلان عن هدنة، يتوقع الكاتب مزيداً من العنف الإسرائيلي حال تشكل الائتلاف، لأنه كي يحافظ نتانياهو على رضا شركائه، سيكون في حاجة للمثابرة في قصف غزة.