أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (أرشيف)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (أرشيف)
الإثنين 20 مايو 2019 / 23:18

الأزمة أمريكية إيرانية.. والورطة قطرية بامتياز

24 - أحمد إسكندر

دخل التوتر بين واشنطن وطهران مرحلة التهديدات الصريحة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد، وتهديده لطهران بتدميرها نهائياً إذا لم تكف عن تهديد بلاده.


وفعلياً تُرجم التصعيد على أرض الواقع بهجمات طالت مصالح دول خليجية أبرزها الهجوم على أربع ناقلات نفطية في المياه الإقليمية الإماراتية، واستهداف الميليشيات الحوثية ذراع إيران التخريبي لخطوط إنتاج النفط لشركة أرامكو السعودية، والرابط بين ذلك كله توتر العلاقات الأمريكية الإيرانية، والعقوبات الاقتصادية الأمريكية خاصةً على قطاع النفط الإيراني.

حبال ممزقة
وفي خضم هذا المشهد يبدو الوضع في الدوحة "مضطرباً" فقطر تجمعها روابط متضادة مع الولايات المتحدة وإيران، وقرارها السيادي غائب عن الأحداث، وفي هذه الاثناء بدأت حبال العلاقات القطرية تتمزق مع جانبي المعادلة بحسب ما قالت إذاعة "صوت ألمانيا".

فالدوحة دأبت على دعم الدول الداعمة لـ "الإسلام السياسي"، وذهبت في ذلك إلى حد التحالف مع إيران، وهذا التقارب شمل افتتاح مصارف إيرانية في الدوحة، والعكس في طهران، ومصالح تجارية بمليارات الدولارات، يبدو أنها أصبحت اليوم على المحك، وبات التساؤل المطروح، إلى أي حد يمكن لقطر أن تنحاز لإيران، وأن تمضي معها في التصعيد؟.

قوات أمريكية
في المقابل، لا يخفى على أحد أن قطر هي مقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية، وتستقر فيها أسراب طائرات وقوات أمريكية وبريطانية، ساهمت بشكل فعال في إسقاط نظام طالبان في أفغانستان في 2001 وفي إسقاط نظام صدام حسين في العراق في 2003، وفي قراءة لأسوأ سيناريو، يمكن أن تنطلق طائرات أمريكية من قاعدة العديد لتقصف أهدافاً إيرانية، ما سيضع قطر أمام خيار صعب لا محالة.

وعلق الخبير الاستراتيجي والعسكري مهند العزاوي لصحيفة "الشرق الأوسط" قائلاً: "مسألة القواعد الجوية ومقرات القيادة في قطر لا ترتبط بالموقف السياسي للإمارة، ودولة قطر لا تستطيع أن تمنع استخدام القواعد بسبب المواثيق بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية".

تناغم سياسي
وتأكيداً لحرجها قال وزير الدولة للشؤون الخارجيّة القطري سلطان المريخي لوكالة الأنباء الفرنسية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنّه "لا يريد الحرب"، مضيفاً أن إيران بدورها لا تريد الحرب أو عدم استقرار في المنطقة".

وأشار العزاوي إلى اعتقاده بأن "الطرفين، الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تستخدمان القوة لدواعٍ سياسية بهدف الوصول إلى تناغم سياسي، واستبعد احتمال قيام حرب كما يروج الإعلام أو تروج بعض مواقع التواصل الاجتماعي".

وأضاف هناك استخدام أدوات عسكرية لدواعٍ سياسية ومنها ما يسمى خيار حافة الحرب، واستخدام مظاهر القوة بأعلى معاييرها ليُجبر أحد الأطراف الآخر على الجلوس إلى طاولة المفاوضات".

قطر خارجاً
وفي المقابل، دعت السعودية دعت السبت الماضي، إلى عقد قمتَين "طارئتين"، خليجية وعربيّة، لبحث "الاعتداءات الإيرانية وتداعياتها على المنطقة، وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية"، وتأتي الدعوة السعودية إلى القمتين عشية قمّة إسلاميّة تستضيفها مكة أيضاً، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، وهي القمم التي لم تدعُ الرياض قطر إلى حضورها، كما أعلن وزير دولتها سلطان المريخي وبحسب ما أكدته وكالة الأنباء القطرية الرسمية.

وأشارت صحيفة "إيجبت تودي" إلى مؤشرات على أن الأزمة وإن تفاقمت لن تقود إلى مواجهة شاملة، وحسب الصحيفة، فإن التحالفات والصراعات القائمة، باقية على حالها، حتى وإن بدا أنها تصل إلى طريق مسدود وليس من المتوقع أن ينفرط عقد التحالف القطري الإيراني، فقطر متفقة مع الموقف الإيراني في العراق، ومع الموقف الإيراني في اليمن، وقطر لن تتخلى عن ارتباطها بإيران، ولا يوجد ملامح لهذا الاحتمال حتى الآن".