شاحنة محملة بلحوم مساعدات مقدمة من السعودية لغزة (أرشيف)
شاحنة محملة بلحوم مساعدات مقدمة من السعودية لغزة (أرشيف)
الإثنين 3 يونيو 2019 / 12:34

حماس تسرق لحوم المساعدات السعودية

24 - بلال أبو كباش

فضيحة جديدة ارتكبتها حركة حماس ف غزة، بعدما كشف نشطاء عن سطو عناصر الحركة التي تحكم القطاع بسلطة الأمر الواقع على مساعدات إنسانية قدمتها المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول للشعب الفلسطيني في غزة.

في التاسع من مايو (أيار) الماضي، قالت صحيفة الحياة اللندنية، إن مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، أعلن اكتمال شحن 25 ألف ذبيحة من لحوم الهدي والأضاحي في مكة المكرمة إلى قطاع غزة في فلسطين، عبر 13 شاحنة، تزامناً مع دخول شهر رمضان، حيث ستقطع قرابة 1000 كيلو باتجاه القطاع. وأوضح رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية رئيس لجنة الإفادة من الهدي والأضاحي الدكتور بندر حجار، أنه تم تخصيص 25 ألف ذبيحة من لحوم الهدي والأضاحي لتوزيعها على المستحقين بقطاع غزة الفلسطيني، بالتنسيق مع الجهة المستلمة وهي وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بقطاع غزة.

لكن حركة حماس لم تدع الأمور تتم وفق ما تم الترتيب له، فسرقت قوت الفلسطينيين المتعففين، وفُضحت بتسريب فيديو نشر قبل أيام، يكشف عن فحوى مكالمة صوتية بين مسؤولين في حركة حماس، هما مستشار رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، طاهر النونو، ووكيل الشؤون الاجتماعية، غازي حمد، يتحدثان عن تلاعب رئيس اللجنة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار أحمد الكرد "أبو أسامة" بلحوم المساعدات المقدمة من السعودية.

يتحدث النونو وغازي حمد عن تلاعب أحمد الكرد بلحوم الخراف المقدمة من السعودية للفلسطينيين، وقال النونو حرفياً في المكالمة الهاتفية المسربة، إن "أخوك أبو أسامة الكرد..هلقيت اللحمة اللي وصلت من السعودية، الخرفان، هلقيت أخذوا جزء منها عشان إفطارات الصائم..فأخونا (أبو أسامة) قلك أنا بدي أطعمي الناس لحمة خروف بحبوهاش، بدي أطعميهم لحمة عجل..راح بدلها من عند محل لحمة عجل..".

وتابع النونو، أن "الزلمة (تاجر لحوم العجل) صار يبيع الخروف وهي مكتوب عليها ليست مخصصة للبيع، وهي مساعدات للشعب الفلسطيني، وصاروا يصوروا فيها وهي تنباع (الناس)..السعودية زعلت".

فضيحة
وقال النونو لغازي حمد الذي اكتفى بالسماع، وترديد كلمة (آه) "والله فضيحة..قلتلو (أبو أسامة) هاي فضيحة ليوم القيامة أنو احنا بعنا المساعدات".

وللتغطية على الفضيحة التي كشفها سكان غزة ونشروها لتصبح قضية يتداولها الشعب الفلسطيني معبراً عن استنكاره للفعلة المشينة، قامت حركة حماس بدفع 30 مليون شيقل إسرائيلي (8 ملايين دولار تقريباً) لاسترداد لحوم الخراف من تاجر لحوم العجل، لكن بعد فوات الأوان.

ويؤكد سكان قطاع غزة، أن حركة حماس استولت على لحوم المساعدات المقدمة من السعودية بالقوة، مؤكدين أنه كان المفترض أن يتسلم تلك المساعدات الهلال الأحمر في غزة لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.

وتأكيداً لصحة الأنباء قالت وكالة الأنباء الفلسطينية، "وفا" في الـ18 من مايو (أيار) الماضي، نقلاً عن سكان من غزة، إن "كل شيء يتم إرساله من الحكومة الفلسطينية تستولي عليه حماس، وتبيعه في السوق السوداء لصالح أمراء الانقسام، وعائلاتهم، إضافة إلى سرقة قوافل الأدوية التي ترسلها الحكومة للمرضى في غزة".

وقال عضو المجلس المركزي الفلسطيني، مسؤول جبهة النضال الشعبي في قطاع غزة محمود الزق، إن سلوك "حماس مدان ومرفوض ويفترض أن تصل المساعدات لعناوينها الصحيحة، وما تم مرفوض على صعيد شعبنا وقواه، والمطلوب توزيع واضح للمساعدات وتسليمها لعناوينها الصحيح".

ويؤكد المحلل السياسي الفلسطيني موفق مطر، أن "الذي يشرعن ويبيح سرقة دماء الفلسطينيين شباناً وأطفالاً ونساء لن يتورع ولن يردعه دين وضمير عن سرقة قوتهم الذي هم بحاجة إليه، إن المساعدات التي جاءت في شهر رمضان يجب أن تذهب إلى أهلها وهي هبة ومنحة من المملكة العربية السعودية إلى المتعففين عن السؤال في قطاع غزة، لكن أبت حماس إلا أن تكون مجرد عصابة تسرق قوت الناس مثلما سرقت سابقاً دمائهم وأرواحهم".

وأضاف مطر، أن هذه الذبائح وكميات المساعدات تقوم "حماس بالاستيلاء عليها من المعابر ويتم توزيع الجزء الأكبر منها على أنصارها، ومن ثم يتم تحويل الجزء الآخر للمتاجر وتوزع بعض الذبائح مجاناً أمام وسائل الإعلام فقط". وأوضح مطر أن الأدوية المختوم عليها ختم وزارة الصحة بأنها توزع مجاناً، كانت حماس تبيعها للمواطنين مقابل مال، وهذا أمر غير مستغرب من قبلها.