المقاتلة الأمريكية إف 35 (أرشيف)
المقاتلة الأمريكية إف 35 (أرشيف)
الإثنين 10 يونيو 2019 / 14:36

أردوغان يراهن على علاقاته الشخصية مع ترامب لتجنب العقوبات

24- زياد الأشقر

أبلغ وزير الدفاع الأمركي بالوكالكة باترك شاناهان نظيره التركي خلوصي آكار الخميس الماضي، بأن الولايات المتحدة ستتوقف عن تدريب الطيارين الأتراك والطواقم الأرضية على استخدام مقاتلات إف-35 الأمريكية، وأنها ستجمد كل المشاركة التركية في برنامج إف-35، إذا مضت أنقرة في صفقة شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400.

نحو 100 جندي تركي إلى جانب نظرائهم الصينيين- موجودون في روسيا للتدرب على صواريخ إس-400

 وبينما يلمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتمكن أنقرة بموجبه من الحصول على مقاتلات إف-35، وصواريخ إس-400، بعث البنتاغون برسالة واضحة إلى تركيا مفادها أن واشنطن تعارض حصول أنقرة على الصفقتين معاً.

42 طالباً تركياً في أمريكا
وكتب الباحثان أيكان أرديمير وميرفت طاهرأوغلو في مقال على موقع "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، أن عزم تركيا على شراء صواريخ إس-400، المصممة أصلاً لاستهداف مقاتلات إف-35 التابعة لحلف شمال الأطلسي، دفعت مشرعين أمريكيين إلى منع تسليم تركيا مقاتلات إف-35 في العام الماضي.

ومع ذلك لا يزال 42 طالباً تركياً يواصلون تدريبهم على الطيران، وصيانة المقاتلات في قاعدة لوك الجوية بولاية أريزونا، وفي قاعدة إيغلين الجوية في ولاية فلوريدا، مع خطة لوصول 34 طالباً تركياً آخر في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، للغرض نفسه.

وفي 6 يونيو (حزيران)، بعث شانهان برسالة إلى آكار، يبلغه فيها بأن المتدربين الأتراك الـ 42 من المفترض أن يغادروا الولايات المتحدة بحلول 31 يوليو(تموز) المقبل، وبتجميد كل نواحي التعاون مع تركيا في مجال برنامج مقاتلات إف-35 بحلول هذا الموعد أيضاً.

تجاوز الكونغرس
وأشار الكاتبان، إلى أن قرار البنتاغون جاء في وقت يبذل فيه أردوغان جهوداً لإقناع ترامب بتجاوز الكونغرس وسط تحذيرات مستشاريه من مخاطر حيازة تركيا نظامي صواريخ إس-400، ومقاتلات إف-35.

وفي الأسبوع الماضي وبعد محادثة هاتفية بين الرئيسين، أطلقت محكمة تركية على نحوٍ مفاجئ سراح العالم في الوكالة الدولية للطيران الأميركية "ناسا" سركان غولجي الذي يحمل الجنسيتين التركية والأمريكية، والذي كان محتجزاً منذ عامين بتهم مثيرة للسخرية.

ورحب ترامب بإطلاق غولجي، وأشادت أنقرة بالاجتماع الذي سيعقده الرئيسان على هامش قمة مجموعة العشرين في طوكيو هذا الشهر.

وفي اليوم التالي، سرب مسؤولون أتراكاً، أن ترامب وافق على طلب أردوغان القديم بتشكيل الولايات المتحدة وتركيا "مجموعة عمل" لحل الجوانب التقنية المتعلقة بحيازة تركيا الصواريخ الروسية والمقاتلات الأمريكية في آن واحد.

الضرر وقع
وأضاف الكاتبان أن رسالة شاناهان بددت الشكوك التركية في استمرار التدريبات في القواعد الأمريكية، إذا تخلت أنقرة عن صفقة إس-400. لكن يبدو أن الضرر قد لحق فعلاً بالتعاون الأمني التركي الأمريكي.

وفي الوقت الذي ستطرد الولايات المتحدة الطيارين الأتراك من أراضيها، فإن نحو 100 جندي تركي إلى جانب نظرائهم الصينيين، موجودون في روسيا للتدرب على صواريخ إس-400.

كما أن تسلم تركيا للصواريخ الروسية في غضون شهرين، من شانه أن يثير احتمال لجوء واشنطن إلى فرض عقوبات على تركيا بموجب قانون التصدي لأعداء أمريكا عن طريق العقوبات المعروف ب"كاساتا"، الذي يحظر التعامل مع القطاع العسكري الروسي.  

مزيد من التبعية
في الوقت الذي يقوم فيه أردوغان بالاعتماد على علاقته الشخصية مع ترامب لتجنب عقوبات "كاتسا" المحتملة، ورفض بيع تركيا إف 35، فإن تعليق البنتاغون للتدريب التركي على هذه الطائرات، هو تذكير هادئ بأن الجيش الأمريكي يعتبر أن امتلاك تركيا لـ "إف35" وإس400 تهديد خطير للأمن القومي، وعلى المدى الطويل تهديد لأردوغان، لأن حصول تركيا على المعدات الأمريكية والشراكات والتدريب يعرض بلاده لمزيد من التبعية والتدخل الروسي.