وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة الجديد مارك إسبر (أرشيف)
وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة الجديد مارك إسبر (أرشيف)
الأربعاء 19 يونيو 2019 / 23:11

مارك إسبر..محارب قديم في البنتاغون لمواجهات جديدة؟

24 - بلال أبو كباش

رشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارك إسبر لمنصب وزير الدفاع بالوكالة بعد تخلي باتريك شاناهان عن سعيه لقيادة البنتاغون أمس الثلاثاء، وتسرب أخبار وتقارير عن "عنف منزلي" داخل أسرته.

وبرز اسم وزير سلاح البر مارك إسبر، بعد أن احتل مساحة واسعة في وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية، التي سلطت الضوء على نهج قائد البنتاغون بالوكالة الجديد، صاحب الخلفية العسكرية المحترفة، والذي جاء تعيينه في وقت حساس تصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، في الشرق الأوسط.

سيصبح مارك إسبر ثالث رجل يتولى قيادة البنتاغون في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب، بعد استقالة الوزير جيم ماتيس في ديسمبر(كانون الأول) 2018، إثر خلاف في الرأي مع ترامب على قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا.

أما باتريك شاناهان فرحل مبكراً بعد أن كشف مكتب التحقيق الفدرالي "أف بي آي" نزاعاً عمره 9 سنوات بين شاناهان وزوجته، بحسب ما ذكرته صحيفة "يو أس توداي".

خبرة عسكرية
ويأتي تعيين إسبر في ظل دراية الرئيس ترامب بخبراته العسكرية الواسعة، وهو ما أكده بعد ترشيحه، وقوله: "أعرف مارك، وأنا واثق أنه سيقوم بعمل رائع جداً".

ومارك إسبر، عسكري سابق ومهتم بالصناعات الدفاعية، وصاحب خبرة حربية طويلة، إذ سبق له أن شارك في حرب الخليج الأولى في 1991، ضمن الفرقة "101" الشهيرة المجوقلة في الجيش الأمريكي، والتي كُرمت أخيراً في الاحتفالات بالذكرى 75 "لإنزال النورماندي". 

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن إسبر عمل مسؤولاً قيادياً في مجموعة "رايثيون" الدفاعية منذ 7 سنوات عندما اختاره الرئيس الأمريكي في 2017، لإدارة سلاح البر. ومنذ ذلك الحين، دأب هذا الرجل المتحفظ، والمتأهل، والأب لثلاثة راشدين، على التنقل بين الجامعات الأمريكية، محاولاً تجنيد شبان يتمتعون بقدر كاف من التعليم للخدمة في جيش محترف، يزداد اهتمامه بالتكنولوجيا.

وتبدو مهمة الوزير الجديد صعبة، فيما ينخرط الجيش الأمريكي في عمليات قتالية في أفغانستان، وسوريا، والعراق، وأفريقيا، فضلاً عن تصاعد التوتر العسكري مع إيران. كما عُهدت إليه أيضاً مهمة تجهيز جنود سلاح البر وتدريبهم ويبلغ عددهم نحو 1.4 مليون رجل وامرأة.

مناصب عديدة
وشغل إسبر مناصب عدة، وتولى مسؤولية قضايا الأمن القومي في لجان العلاقات الخارجية، ومجلس الشيوخ. إضافة إلى عمله مخططاً للحرب في البنتاغون.

قربه وزير الخارجية الحالي مايك بومبيو الذي درس معه في أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية المرموقة منه، ويحظى باحترام أعضاء الكونغرس، ما يرفع احتمالات توليه المنصب رسمياً، خاصةً أنه عكف على تقديم المشورة العسكرية لعدد الكبير من أعضاء الكونغرس، أبرزهم الجمهوري تشاك هاغل، الذي شغل منصب وزير الدفاع في 2013، قبل أن يستقيل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014.

ومن بين الداعمين لإسبر أيضاً رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب آدم سميث، الذي علق على تعيينه قائلاً: "يحتاج دفاعنا الوطني إلى وزير دفاع أصيل في أسرع وقت ممكن"، معرباً عن ارتياحه لاختيار إسبر.

وأضاف سميث في بيان، "إذا ثُبت في هذا المنصب، فأنا واثق أن إسبر سيكون قادراً على تنفيذ استراتيجية الدفاع الوطني، بمعزل عن أي تأثير خارجي، واعتبارات سياسية".

مساهمات غير عسكرية
ولإسبر مساهمات غير عسكرية مهمة، إذ ترأس "مؤسسة التراث"، وهي مؤسسة فكرية محافظة، بين  1996 و 1998. وشغل أيضاً منصب نائب الرئيس التنفيذي في جمعية صناعات الفضاء بين 2006 و2007، ومن سبتمبر (أيلول) 2007 إلى فبراير (شباط) 2008 شغل منصب مدير السياسة الوطنية للسيناتور فريد تومسون، في حملته الانتخابية لعام 2008.

مواجهة روسيا وإيران والصين
قبل ترشيحه للبنتاغون، أكد إسبر في مايو (أيار) الماضي، أن تحديث الجيش الأمريكي لمواجهة روسيا والصين، سيجعله أكثر قدرةً على ردع إيران وكوريا الشمالية، مشيراً إلى أن تجربة الحرب غير النظامية في الشرق الأوسط ساعدت في تطوير قدرات الجيش الأمريكي لمواجهة روسيا، وإيران من خلال تكتيكات "المنطقة الرمادية"، وفق مجلة "breaking defense".

واكد إسبر في لقاء مع مجموعة من الصحافيين، أن الفجوة مع روسيا والصين تتقلص بشكل ملحوظ، معترفاً بأن البلدين يملكان أنظمة صاروخية أكثر تطوراً من تلك التي تلمكها الولايات المتحدة.

خطر إيران
وشدد إسبر على مواجهة خطر إيران وكوريا الشمالية، قائلاً إن البلدين يحاولان تجنب المواجهة العسكرية المباشرة قدر الإمكان، ويركزان على الحروب بالوكالة عن طريق المنظمات الإرهابية، والشبكات الإجرامية.

ويشير إسبر إلى أهمية التركيز على خطر إيران وكوريا الشمالية، في ظل احتفاظ البلدين بعلاقات قوية مع الصين وروسيا، واستخدامهما نفس أنظمتهما العسكرية، ويقول: "علينا أن نكون مستعدين للتعامل مع الصراع ضد إيران..وغيرها من الدول التي تهدد مصالح الولايات المتحدة".

ويسعى إسبر أيضاً إلى تطوير استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية الجديدة التي تبتعد قدر الإمكان عن الحروب المباشرة، بالاعتماد على قوات خاصة تقوم مهمتها على تقديم المشورة للحلفاء بدل التدخل المباشر ف المواجهات العسكرية.