رئيس بلدية إسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو (أرشيف)
رئيس بلدية إسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو (أرشيف)
الإثنين 24 يونيو 2019 / 16:56

إمام أوغلو.. قاهر أردوغان مرتين

24 - إعداد: شيماء بهلول

نجح مرشح المعارضة التركية أكرم إمام أوغلو في تكرار الفوز برئاسة بلدية لإسطنبول أمس الأحد،على حساب رئيس الوزراء التركي السابق ومرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم.

وبانتصاره المثير يمكن القول إن أوغلو أصبح يهدد أسطورة حزب العدالة والتنمية "الذي لا يقهر في الانتخابات"، وزعيمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.



يتحدر أكرم إمام أوغلو من عائلة ثرية وسياسة، فوالده مؤسس فرع حزب الوطن الأم بزعامة رئيس وزراء تركيا الراحل تورغوت أوزال في طرابزون.

ولد في طرابزون شمال شرقي تركيا في 1970، وخاض مسيرة مشابهة بشكل كبير لمسيرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، درس إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول، وحصل على شهادة ماجستير في الإدارة.

وبعد الدراسة عمل في شركة عائلته للبناء، قبل دخول معترك السياسة قبل نحو 10 أعوام في صفوف حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي يتزعمه كمال كليجدار أوغلو، ثم اختير محافظاً لبلدية بيليكدوزو، بالقسم الأوروبي من إسطنبول في 2014.

وبعد إلغاء نتيجة الاقتراع الأول، ورغم التهديدات والمخاوف نجح أوغلو في تكرار فوزه، وفي إهانة أردوغان، للمرة الثانية في ظرف أشهر معدودة، وأثبت أنه خصم  قادم لمنافسة الرئيس التركي على الفوز بالرئاسة في الانتخابات المقررة في 2023، وبعد التربع على عرش إسطنبول، ثاني أكبر مدينة تركية، وعاصمتها التاريخية، رغم كل مناورات الحزب الحاكم، وزعيمه، ورغم كل الإمكانات الهائلة التي سخرها النظام، لهزيمة أوغلو، تحول رئيس بلدية إسطنبول الجديد، إلى كابوس سيطارد حزب العدالة والتنمية فترة طويلة من الزمن.

وحسب المراقبين، يبدو أن أغلو أصبح أمل تركيا الجديد، والوحيد القادر على لم شمل الأتراك من اليمين واليسار، والأقليات في البلد الذي شهد انقساماً واستقطاباً حاداً منذ سيطرة أردوغان على مقاليده، ما أضحى يُهدد وجود تركيا نفسها، للعصف بالحزب الحاكم وتقليم أظافر زعيمه، الذي لم يتخيل يوماً أن يخسر إسطنبول، وهو الذي قال ذات يوم، من "يفوز بإسطنبول، يكسب تركيا، ومن يخسر إسطنبول، يفقد تركيا" في كلمة يبدو أنها أقرب اليوم إلى النبوءة منها إلى الخطابة الانتخابية.

أما مرارة الهزيمة، فزادت ولا شك في حلوق مؤيدي الحزب الحاكم وزعيمه الأوحد، بعد أن وسع المعارض الشاب هامش الفارق بينه وبين بن علي يلدريم، فبعد أن كانت النتيجة لصالحه ببضعة آلاف أفضت انتخابات أمس الأحد، إلى اكتساح أوغلو لمنافسه، ورفع الهامش إلى مئات الآلاف من المؤيدين، في أبلغ رسالة وجهتها إسطنبول إلى أردوغان، في المرة الثانية، بعد انتخابات مارس (آذار) الماضي، مفادها "سيد أردوغان، طفح الكيل".
وبفوزه على مرشح أردوغان، يفتح أوغلو المجال للمنشقين والمتمردين داخل قلعة أردوغان نفسه، المجال لإعلان ثورتهم على زعيمهم الذي خذلهم، والذي مضت أيامه، لتعميق جراح الإسلام السياسي في نسخته التركية، أكثر وبالصندوق هذه المرة، الذي كثيراً ما اعتمد الإسلاميون عليه، للوصول إلى الحكم قبل الانقلاب عليه سريعاً، أو كما قال الصحافي والكاتب التركي مراد يتكين، قبل التصويت، إن خسارة أردوغان تعني بقاءه "رئيساً، وسيظل ائتلافه يسيطر على البرلمان، لكن كثيرين سيعتبرون هزيمته بمثابة بداية النهاية له" والتي لا يبدو أنها بعيدة كما يعتقد أشد المتحمسين لأردوغان، قبل صعقة انتخابات أ القاسية.