أعلام الإحوان المسلمين (أرشيف)
أعلام الإحوان المسلمين (أرشيف)
الأحد 30 يونيو 2019 / 12:09

تصنيف أمريكا للإخوان كإرهابيين يريح المسلمين وغير المسلمين

أكدت الصحافية التركية أوزاي بولوت في "معهد غايتستون" أنّ تنظيم الإخوان المسلمين الذي تأسس في مصر سنة 1928 هو تيار إسلاموي جهادي يملك فروعاً حول العالم ويسعى إلى تطبيق الشريعة في ظل خلافة عالمية. والإرهاب هو فقط واحد من الأساليب التي يستخدمها الإخوان، فيما إقامة نظام ديموقراطي لم يكن يوماً موجوداً ضمن أهدافهم.

تنظيم الإخوان الإرهابي ألحق ضرراً هائلاً بحقوق الإنسان والحريات والسلام على امتداد العالم وخصوصاً في الدول ذات الغالبية المسلم

وجاء تأكيد تولت تعليقاً على تصريح الناطق باسم حزب العدالة والتنمية في تركيا عمر جليك الذي أكد أنّ الولايات المتحدة إذا صنفت الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب فإنها "ستعيق جهود زرع الديمقراطية في الشرق الأوسط وستخدم مجموعات مقاتلة كداعش".

تعميم مفهوم التكفير
أعلن مؤسس الإخوان بوضوح أنّ هدفه إعادة الخلافة، حيث يذكر موقع الإخوان الصادر بالإنكليزية كيف أنّ إعادة تأسيس الخلافة هي "أولوية قصوى" بالنسبة إلى التنظيم. ونقلت الصحافية عن تقرير لمشروع مكافحة التطرف إشارته إلى أنّ البنا "كان قلقاً مما اعتبره التهديد الأعظم للإسلام: بروز العلمانية والثقافة الغربية في المجتمعات المسلمة". وأضاف التقرير أنّه في خمسينات وستينات القرن الماضي روج أبرز منظّر إخواني سيد قطب للجهاد على أنه "قوة هجومية تستخدم ضد الحكومات العربية العلمانية". وذكر أيضاً أنّ قطب ساعد في إعادة تعميم مفهوم التكفير حيث يصبح المسلمون الذين يخدمون حاكماً علمانياً "مرتدين وبالتالي أهدافاً مشروعة للإعدام".

بن لادن والبغدادي والظواهري  
وثق مشروع مكافحة التطرف صلات آيديولوجية وعملية بين عقيدة الإخوان ومجموعات إرهابية مثل القاعدة وداعش، حيث سجل 44 مجموعة وفرداً مرتبطين بالإخوان من بينهم مجموعات إرهابية ومقاتلون أجانب ودعائيون متطرفون وقادة سياسيون. "ساعدت كتابات مؤسس الإخوان حسن البنا والمنظر الأول سيد قطب في تشكيل أيديولوجيات المجموعات العنفية الإرهابية مثل القاعدة وداعش وحماس". وأضاف: "المشاركان في تأسيس القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، العقل المعلن لهجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد، وزعيم داعش أبو بكر البغدادي انتموا جميعهم إلى الإخوان المسلمين قبل الاضطلاع بأدوار في شبكاتهم الإرهابية الخاصة بهم". وذكر المشروع أيضاً حركة حماس الإرهابية كفرع فلسطيني مباشر للإخوان.

لا معارضة للإرهاب
في كتابه: "الإخوان المسلمون: المنظمة وسياسات تيار إسلاموي عالمي" لاحظ البروفسور باري روبن وجود عدد من الحركات الإخوانية وبشكل رئيسي تلك في مصر والأردن وسوريا كما في سائر الشرق الأوسط وأوروبا. وكتب: "بينما يتبعون تكتيكات واستراتيجيات منافسة لظروفهم المحددة – وأيضاً بناء على تفضيلات زعمائهم المحليين – يسعى الإخوان إلى مجتمع وحكومة متأسلمين بشمولية حيث يمارسون سلطة الدولة". وأضاف أنّه "بالنسبة إلى العنف أو الإرهاب، لا معارضة مبدئية لهذه التكتيكات...".

 "من يقتل مدنيين مسلمين ليس إرهابياً"
أشار روبن أيضاً إلى أنّ الإخوان يوافقون على انخراط القاعدة في القتال والهجمات على أمريكا كما على أيديولوجيتها أو على الأقل يحترمون منظريها، لكنهم ينظرون إليها كخصم. ومن الأمثلة على هذا التفكير، يبرز النائب المصري الإخواني رجب هلال حميدة الذي قال: "من وجهة نظري، بن لادن، الظواهري والزرقاوي ليسوا إرهابيين بالمعنى المقبول من البعض. أنا أدعم جميع نشاطاتهم، بما أنهم شوكة في خاصرة الأمريكيين والصهاينة...(من جهة أخرى)، من يقتل مدنيين مسلمين فهو ليس مقاتلاً جهادياً ولا إرهابياً، بل مجرماً وقاتلاً. يجب أن نسمي الأمور بأسمائها الصحيحة!". وحذر روبن من أنّ الإخوان لم يعودوا ظاهرة في الشرق الأوسط أو الدول ذات الغالبية المسلمة فقط.

سيجلبون المأساة والكارثة 
تابع البروفسور نفسه: "ما هو واضح وحيوي هو أنه في وقت ظهرت مجموعات إسلاموية بشكل أكثر درامية، وشنت هجمات إرهابية ضخمة وخاضت حروباً أهلية، أظهر الإخوان المسلمون قوة أكبر في البقاء ومهارات تنظيمية أفضل. قدرة الإخوان على المناورة وبناء قواعد دعم بصبر، تصوير نفسهم كمعتدلين، واستخدام تكتيكات عنيفة وانتخابية معاً، جعلتهم لاعبين سياسيين أكثر تأثيراً بكثير". وأكد أنّ حكمهم سيجلب المأساة والكارثة للمجتمعات التي يسعون للسيطرة عليها وحكمها.

جليك يستخدم تكتيكات إخوانية
حين حذر عمر جليك من أنّ خطوة الولايات المتحدة "ستسفر بلا شك عن نتائج خاطئة للغاية على مستوى الاستقرار، حقوق الإنسان، الحريات والحقوق الأساسية في دول من العالم الإسلامي" ذاكراً أنّ تصنيف الإخوان على لائحة الإرهاب هو "أكبر دعم يمكن تقديمه لبروباغندا داعش"، بدا الناطق باسم الحزب التركي الحاكم يستخدم تكتيكاً إخوانياً شائعاً: محاولة تقديم نفسه كمناصر للاعتدال والديموقراطية لكن في الوقت نفسه محاولة إزالة العلمانية وحكم القانون في دولته الخاصة وتمكين الجهاد المسلح في الإقليم الأوسع. وكما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت مبكر من مسيرته: "الديموقراطية مثل قطار: تنزل منه حين تصل إلى وجهتك".

زرعوا أنفسهم في أمريكا الشمالية

نجح تنظيم الإخوان خلال العقد الماضي بزرع نفسه في الولايات المتحدة من خلال مجموعات تتضمن جمعية الطلبة المسلمين التي تأسست سنة 1963، الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (1981)، المعهد العالمي للفكر الإسلامي (1981)، الجمعية الإسلامية لفلسطين (1981)، المجلس الإسلامي الأمريكي (1990)، الجمعية الإسلامية الأمريكية (1992)، جمعية الشباب العربي المسلم، مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (1994)، وغيرها. إنّ جميع المنظمات الإسلاموية البارزة في الولايات المتحدة تقريباً تجد جذورها في تنظيم الإخوان المسلمين وفقاً للمشروع الاستقصائي حول الإرهاب. هنالك أيضاً العديد من المنظمات الإخوانية في كندا حيث قام بعضها بتغيير اسمه.

ضرر هائل
تؤكد بولوت في ختام مقالها أنّ تنظيم الإخوان الإرهابي ألحق ضرراً هائلاً بحقوق الإنسان والحريات والسلام على امتداد العالم وخصوصاً في الدول ذات الغالبية المسلمة. سيكون تصنيف أردوغان للإخوان على لائحة الإرهاب ضربة فعالة للمجموعات الجهادية حول العالم وستساعد في تخفيض أعمال العنف وزيادة الاستقرار للعالمين المسلم وغير المسلم على حد سواء.