الخميس 18 يوليو 2019 / 14:58

لهذه الأسباب... أبوظبي أكثر مدن العالم أماناً للعام الثالث على التوالي

حلت العاصمة الإماراتية أبوظبي على رأس قائمة المدن الأكثر أماناً على مستوى العالم للعام الثالث على التوالي.

ونشر موقع "Numbeo" الإلكتروني، الذي يستند في تقاريره إلى أضخم قاعدة معلومات وبيانات في العالم، يتم جمعها من مستخدمين من مختلف المناطق والمدن، وتتضمن تفاصيل عن الحياة ومستويات المعيشة فيها، جدولاً يضم المدن الأكثر أمانا في العالم.

وتفوقت مدينة أبوظبي على أكثر من 300 مدينة في جميع أنحاء العالم، حيث ارتفع مؤشر الأمان لديها من 88.26 نقطة عام 2018 الماضي، إلى 89.39 نقطة عام 2019 الحالي.

ويأتي تصدر مدينة أبوظبي للمدن الأكثر أماناً بفضل الرعاية والدعم غير المحدود الذي تقدمه القيادة في الدولة برئاسة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وحرص القيادة على توفير أفضل المقومات المعيشية لتعزيز مسيرة الأمن والأمان، مما يجعل سكان الدولة عموماً، وإمارة أبوظبي خصوصاً، الأكثر حظاً بما يتمتع به الوطن من معايير أمان دولية راقية تشكل نموذجاً يحتذى به.

وتحرص القيادة العامة لشرطة أبوظبي على الاستمرار في تبني استراتيجيات شاملة ومبادرة متميزة وطموحة، بتقديم الخدمات ذات الجودة العالية في سبيل إسعاد المجتمع، ما يعزز من ريادة الدولة في مؤشرات التنافسية العالمية، ويرسّخ البنى الاقتصادية والاستثمارية الآمنة، ويوفر الرفاهية والعيش الكريم لجميع القاطنين في الدولة وفي إمارة أبوظبي بشكل خاص.

وعملت كافة الدوائر والجهات والمؤسسات المختصة على تحقيق معايير الأمن وممارساته الفضلى في أبوظبي، انطلاقاً من العديد من القواعد، حيث يُنظر للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، القائمة على إسعاد الناس وتحقيق الرفاه والأمن لهم، باعتبارهما مسؤولية مشتركة بين المؤسسات الحكومية والخاصة وكافة عناصر المجتمع.

وتصدر أبوظبي الدول الأكثر أماناً على مستوى العالم، هو نجاح تحقق وفق أجندة وطنية، تركز على حماية الأرواح والممتلكات، وعبر تشريعات ومبادرات ترسخ أمن المجتمع واستقراره، وتعزز مكانتها في مؤشرات الأمن والأمان على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهناك العدي من المقومات التي مهدت للوصول إلى هذا الإنجاز، ومنها:

مقر لـ"الإنتربول"
في عام 2019 افتتح مقر لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" في العاصمة أبوظبي، ما يؤكد حرص القيادة على تطوير الأجهزة الأمنية والشرطية، وتأهيل الكوادر والإمكانات والتقنيات، لتكون قادرة على صون أمن الوطن ومكتسباته، وتوفير الحياة الآمنة لأبنائه.

دعم الإمارات لمنظمة الإنتربول يعزز مكانة الدولة ودورها الفاعل في الحد من الجريمة ومكافحة الإرهاب والتطرف أينما كان، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لجميع المجتمعات والشعوب.

عاصمة الأمن والأمان
في مارس (آذار) من عام 2018، صوت أكثر من 70 ألف شخص من مختلف دول العالم تجولوا عبر مدن كثيرة، واختاروا أبوظبي، في استبيان عالمي، كأفضل وجهة في فئة "الأمان الشخصي"، حسبما أعلن بمعرض بورصة السياحة العالمية في برلين، وهو ما عكس مستويات الثقة العالية والسمعة الرفيعة التي صارت تتمتع بها المدينة في العالم، ولم يأت ذلك من فراغ.

وإن حجم الإنجازات التي تتحقق يوماً وراء الآخر في ظل القيادة الإماراتية الحكيمة، وبجهد المخلصين في كل مجال، جعل من أبوظبي والإمارات عموماً حاضرة مزدهرة، تستقطب الملايين من شتى بقاع الأرض الباحثين عن مستوى راق من المعيشة والإقامة والسياحة والعمل، في مجتمع يؤمن بقيم التسامح والتعايش، وقبول الآخر ويمنح الجميع فرصاً متساوية للنجاح من دون تمييز.

خطة استشراف المستقبل
وتماشياً مع التوجهات الحكومية للوصول لأعلى مراتب الريادة العالمية، حرصت شرطة أبوظبي على مواكبة التطورات المستقبلية، وقامت بإعداد خطة استشراف للمستقبل عام 2017، تمتد لأربعة عقود قادمة، وتستهدف هذه الخطة تحقيق أعلى مؤشر للأمن والأمان، بدءاً من مكافحة الجريمة، وتحقيق الأمن المروري، ومكافحة الأزمات والكوارث.

وتستند الخطة الاستشرافية على ركائز أساسية عدة تقوم شرطة أبوظبي بالعمل عليها وتتمثل في: المدينة الآمنة، ومجتمع أكثر إيجابية، وسعادة والريادة العالمية، وصولاً للرقم واحد، وإدارة الموارد بشكل ذكي، ومبتكر ومستدام، ودعم رؤية الإمارات لمرحلة ما بعد النفط، كما تستشرف الخطة رؤى بعيدة المدى تستبق المستقبل لضمان استمرارية التنمية الشرطية، واستدامة معايير السعادة للأجيال القادمة لتعزيز المكانة العالمية لإمارة أبوظبي، ووضعها على خريطة العواصم العالمية الأكثر أمناً، واستقراراً، وتقديماً للخدمات الأمنية العصرية ضمن استراتيجية شاملة يتم خلالها اختزال النتائج، والمستهدفات والمسرعات الحكومية بحلول الذكرى المئوية لإنشاء شرطة أبوظبي سنة 2057.

كما تسعى إلى تحقيق مستهدفات عدة ومنها: بناء منظومة أمن مستدامة تهدف إلى حماية المجتمع وتجنبه المخاطر، وتمنع خسائر الأرواح والممتلكات، بما يكفل حياة آمنة وكريمة للمجتمع، والاستغلال الأمثل لطاقاته للنهوض والتقدم والارتقاء، علاوة على بناء منظومة متكاملة للوقاية والجاهزية لضمان سلامة المجتمع، وتوفير بيئة آمنة خالية من مسببات الحوادث والإصابات والأمراض المهنية، وتهدف إلى الارتقاء بمستوى السلامة العامة في كافة المرافق عبر مجموعة متكاملة من السياسات والأنظمة، والإجراءات التي تدعم الممارسات والتدابير الوقائية.

"كلنا شرطة"
في سبتمبر (أيلول) من عام 2016، أطلقت شرطة أبوظبي مبادرة "كلنا شرطة" التي تستلهم قيم ومقومات خطة أبوظبي 2030، بالتركيز على وجود "مجتمع آمن"، ودعم هذا التوجه من خلال التركيز على ضمان المحافظة على الأمن بمواكبة التطور المتسارع لنمو التجمعات السكنية في إمارة أبوظبي، ومضاعفة أعداد العناصر الشرطية المعنيين بالشأن الأمني، إلى جانب تكريس مشاركة المجتمع في كل ما يرتبط بقضاياه الأمنية.

وتهدف هذه المبادرة إلى تعميق الشعور بالأمن والأمان في التجمعات والأحياء السكنية وكافة أرجاء إمارة أبوظبي، وتحقيق سعادة مجتمع أبوظبي من خلال الأمن المستدام، إلى جانب تحفيز الإبداع والابتكار من كافة شرائح المجتمع، ومشاركة كافة شرائح المجتمع في الحفاظ على الأمن والسعادة، علاوة على تحفيز المجتمع ليأخذ دوره كسد منيع في الدفاع عن مكتسبات الأمن والأمان.

دوريات الخيالة والدرجات النارية
في يوليو (تموز) من عام 2016، عادت شرطة الخيالة لشوارع وأحياء إمارة أبوظبي بعد توقف دام عشر سنوات بهدف خدمة منظومة الأمن والوقاية من الجريمة وبث الطمأنينة.

وهناك كذلك دوريات الدراجات النارية التي أطلقتها شرطة أبوظبي لتؤدي مهام الدوريات والاستجابة للحوادث والبلاغات الواردة من المناطق البعيدة عن السكنية البرية، لتمثل إضافة جديدة لأعمال ومهام الدوريات الشرطية والأمنية ولتغطية كافة الأماكن التي يصعب على سيارات الدورية التقليدية الوصول اليها، ولتحقيق درجة استجابة عالية.

دوريات الدراجات الهوائية
وأطلقت القيادة العامة لشرطة أبوظبي في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2016، دوريات الدراجات الهوائية الأمنية بشكلها الحديث لتغطية المناطق السياحية والأحياء السكنية والمراكز التجارية، وذلك للعمل على الارتقاء بمستوى عامل الاستجابة، وتحقيق السلامة والطمأنينة لأفراد المجتمع.

ويؤدي هذا النوع من الدوريات كافة مهام ومسؤوليات رجال الدوريات الشرطية التقليدية، وتتكون كل دورية من دراجتين هوائيتين تم تجهيزهما بكافة الأجهزة والوسائل التي تمكنهم من التواصل المباشر مع غرفة العمليات المركزية.

دورية السعادة
وفي الفترة ذاتها، أطلقت القيادة العامة لشرطة أبوظبي دورية السعادة التي تهدف إلى جعل الطرق أكثر أمناً وسلامة، وذلك من خلال نشر ثقافة الالتزام بقواعد السير والمرور عبر إسعاد مستخدمي الطريق من خلال مكافأتهم بـ "قسيمة سعادة"، أو "بطاقة صفراء" يتم تسليمها عن طريق دورية السعادة بشكل مباشر، كما تقوم دوريات السعادة بإلغاء النقاط السوداء الموجودة في سجل السائقين، واستبدالها بنقاط بيضاء للملتزمين، ما يعزز من نشر ثقافة الأمن والأمان.

القوانين ونشر الوعي
وإن نتائج التقرير التي أظهرت مواصلة إمارة أبوظبي تصدر مدن العالم أمناً للعام الثالث على التوالي، تعد نتيجة طبيعية للدور الكبير الذي تبذله مختلف الجهات التنفيذية الممثلة بشرطة أبوظبي ودائرة القضاء في أبوظبي، إضافة إلى الجهات الأخرى العاملة في الإمارة، بهدف إرساء وتطبيق العدالة وتنفيذ القوانين بمختلف بنودها وتشريعاتها.

كما ساهم الوعي المجتمعي بالقوانين والعقوبات المترتبة على مختلف أنواع الجرائم في الحد من الجرائم في الإمارة، حيث تبذل الجهات المختصة، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، جهداً ملحوظاً لنشر القوانين والأحكام والتعديلات، بهدف توعية شرائح المجتمع بضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يعرضهم للعقوبة.

وإن سيادة القانون، إضافة إلى السرعة في فصل القرارات، والمساواة بين الجميع أمام كافة درجات التقاضي، هي جميعها عوامل عكست نهج القيادة الإماراتية وتوجيهاتها المستمرة بضرورة تطبيق القوانين ومعاقبة المخالف وفقاً للتشريعات الموضحة، إضافة إلى عملها المستمر على ترسيخ ثقافة الحل الودي ومبادئ وقيم التواصل الفعال والتعايش بعيداً عن الجرائم، لتعزيز الشعور بالأمن ما جعل الإمارات وعاصمتها أبوظبي واحة عالمية للأمن والأمان.