(أرشيف)
(أرشيف)
الأحد 21 يوليو 2019 / 00:43

واشنطن على أهبة الاستعداد لـ"معركة بحرية" مع إيران

24 - إعداد: ريتا دبابنه

تستمر إيران في حملتها الاستفزازية لزعزعة أمن الملاحة الدولية في الخليج العربي، حيث أعلنت أمس الجمعة أنها احتجزت ناقلة نفط بريطانية وطاقمها المكون من 23 فرداً من جنسيات مختلفة، وسط غضب بريطاني ودولي عارم.

ومن الواضح أن نظام الملالي يحاول أن يبعث برسائل إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة بأنه على استعداد تام للتصعيد، مع استمرار التوتر بشأن عقوبات واشنطن فيما يخص الاتفاق النووي الإيراني.


مواجهة قوية
ولكن، وفقاً لتقرير بموقع "بزنس إنسادير"، فإن طهران قد تضطر قريباً إلى مواجهة القوة البحرية الأمريكية والبريطانية الثقيلة الموجودة بالفعل في المنطقة.

فقد أرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن، التي تعتبر أقوى وحدة عسكرية بحرية في العالم، مع الجناح الجوي الهائل لحاملة الطائرات، والطرادات، وأربعة مدمرات، وسفن الدعم، إضافة إلى عتاد عسكري ضخم إلى منطقة الشرق الأوسط في مايو (أيار).


وتعمل حاملة الطائرات يو اس اس بوكسير، وهي حاملة أصغر لطائرات هليكوبتر وطائرات هليكوبتر من طراز AV-8B، في مكان قريب من "لينكولن"، وقالت إنها أسقطت مؤخراً طائرة إيرانية بدون طيار.

إلا أن إيران أنكرت ذلك ونشرت شريط فيديو لإحدى طائراتها بدون طيار تهبط لدحض رواية الولايات المتحدة، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت لقطات إيران حديثة أن أنها قد تثبت أي شيء.

انتهاكات
ذكرت بريطانيا الخميس، أن ثلاث سفن إيرانية حاولت سد طريق ناقلة نفط بريطانية تمر عبر مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يتحكم في تدفق نفط الشرق الأوسط إلى العالم، لكنها تراجعت عندما واجهتها سفينة حربية تابعة للبحرية الملكية.


وبعد أسبوع من احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية كانت في طريقها إلى سوريا، منتهكة العقوبات المفروضة على دمشق، قالت لندن إن ناقلة النفط "التراث البريطاني"، الذي تديره شركة النفط BP، اقترب من مضيق هرمز، وأضافت الحكومة في بيان، أن "سفينتى مونتروز اضطرت لوضع نفسها بين السفن الإيرانية والتراث البريطاني، وإصدار تحذيرات شفهية للسفن الإيرانية التي حولت طريقها بعد ذلك".

احتمال التصعيد
ويشير التقرير إلى أنه في حال صعدت إيران استفزازاتها في الخليج العربي، فإن حاملات الطائرات في الولايات المتحدة يمكنها أن تفعل ما هو أفضل من الكمال، ومع وجود طائرات الهليكوبتر الحربية بجانب "بوكسر" و"لينكولن"، فإنه يمكن للولايات المتحدة أن تدمر بسهولة أي عدد من طائرات الهجوم السريع الإيرانية.

يذكر التقرير أنه في يونيو (حزيران) المنصرم، أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية دون طيار، باهظة الثمن، بصاروخ أرض جو، وحينها أعد البنتاغون خططاً لهجوم انتقامي على طهران، إلا أن الرئيس دونالد ترامب قال إنه ألغى ذلك عندما سمع عدد الإيرانيين الذين سيموتون جراء الهجوم.


لكن الآن، يقول التقرير، الوضع تغير، حيث أن إيران تحتجز ما لا يقل عن 23 بحاراً أسيراً بعد الاستيلاء على السفينة البريطانية، وهو ما جعل كبار قادة المملكة المتحدة، أمس الجمعة، عقد اجتماعاً طارئاً لتحديد كيف سيكون الرد المناسب.

ذكاء كبير
ورغم أن إيران تتحدث بشكل متكرر عن غرق حاملات الطائرات الأمريكية، وأنها تمتلك أسطولاً بحرياً يمكنه تدمير قوات واشنطن، إلا أن الباحث في شركة "ستراتفور" للاستشارات الجيوسياسية سيم تاك، قال إن الولايات المتحدة نشرت حاملة طائراتها بذكاء كبير.

وأضاف تاك في تصريحات خاصة، أن "الولايات المتحدة ذكية للغاية بشأن كيفية نشر قواتها البحرية في المنطقة. إنها تفضل الاحتفاظ بحاملها في بحر العرب بدلاً من الخليج العربي. حيث أن هناك مساحات أكبر من المياه المفتوحة، بعيداً عن تقييد إيران".


وولفت إلى أنه "بسبب المسافة التي تمركزت فيها حاملة الطائرات الأمريكية، فإنه يمكن لواشنطن ضرب إيران من بعيد، دون المجازفة بالتعرض لهجمات بالألغام، أو الغواصات التي قد تشنها إيران داخل مياهها الإقليمية".

إيران.. قوة ضعيفة
وقال تاك "ايران ليس لديها قوة جوية خاصة بها قادرة على تحمل هذه الطائرات، عنصر الدفاع الجوي الذي تعتمد عليه قديم للغاية وغير قادر على حمايتها".

ويضيف التقرير أنه إضافة إلى ذلك، يحتمل أن يكون للسفن الأمريكية في المنطقة أكثر من 400 صاروخ توماهوك كروز، التي استخدمتها الولايات المتحدة مرتين في ضربات على تمركزات لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا المجاورة.


"معركة بحرية"
وليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة ستطلق مهمة إنقاذ البحارة الأسرى، لكن القوة النارية البحرية الكبيرة في المنطقة، تعني أنه في حال استمرت طهران في محاولات اختطاف ناقلات النفط، فمن الممكن أن تتحول الساحة إلى "معركة بحرية".

وتعليقاً على التوترات في المنطقة، قال ترامب يوم الجمعة، إن "السفن الأمريكية أكثر السفن فتكاً على الإطلاق، ونأمل من أجل إيران ألا يفعلوا أي شيء أحمق. إذا فعلوا ذلك، فسيدفعون ثمناً باهظاً".