الأحد 21 يوليو 2019 / 19:44

"أخبار الساعة": شراكة إماراتية صينية تعزز الأمن والسلم الإقليمي والدولي

أكدت نشرة أخبار الساعة، أن زيارة الدولة التي يقوم بها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الصين تحظى بأهمية متزايدة، ليس للتوقيت الذي تأتي فيه فقط، حيث تشهد المنطقة والعالم تطورات بالغة الدقة، وأزمات ونزاعات معقدة تتطلب التشاور والتنسيق من أجل إيجاد حلول فاعلة لها، وإنما لأنها تجسد الحرص المشترك على تطوير العلاقات الثنائية وترسيخ أسس الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين في المجالات كافة أيضاً.

وقالت النشرة، الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم الأحد تحت عنوان "شراكة إماراتية - صينية تعزّز الأمن والسلم الإقليمي والدولي"، أن "زيارة الدولة، التي توجه فقط إلى رؤساء الدول، تشير بوضوح إلى المكانة الاستثنائية التي يحظى بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدى الصين، قيادة وشعباً، بالنظر إلى طبيعة الدور الرائد الذي قام، وما يزال يقوم به، في تمتين أواصر العلاقات بين الدولتين، وتعزيز شراكتهما الاستراتيجية".

نقلة نوعية
وأضافت أن "هذه الزيارة التي تعد الرابعة لولي عهد أبوظبي إلى الصين، ستمثل نقلة نوعية بالفعل في مسار العلاقات الثنائية بين الدولتين، وفي تزايد مستوى التنسيق السياسي بينهما، وخاصة أن هناك العديد من القضايا والملفات المهمة التي ستتناولها هذه الزيارة، والتي لن تقتصر فقط على مجالات التعاون الثنائي، وإنما ستتضمن أيضاً التطورات الأخيرة التي تشهدها البيئتان الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الأزمة الإيرانية التي تشهد تصعيداً غير مسبوق، نتيجة لممارسات طهران غير المسؤولة التي تنطوي على تهديد واضح للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، خاصة بعد احتجازها مؤخراً ناقلة نفط بريطانية، وتهديدها المتواصل بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة، فضلاً عن استمرار دعمها للميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في العديد من دول المنطقة، كما ستكون هذه الزيارة مناسبة مهمة أيضاً لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة أن ثمة توافقاً في الرؤى بين الدولتين حولها، وكيفية التعامل معها".

وقالت إن "التطور المستمر الذي تشهده العلاقات الإماراتية-الصينية منذ سنوات، والذي ترجم في تزايد حجم المبادلات التجارية والاستثمارات المشتركة، وتطوير التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتبادل التجاري والاستثمار والفضاء، والتعاون العلمي، والتنسيق السياسي المستمر فيما بينهما حول قضايا المنطقة والعالم، يؤكد أن هذه العلاقات مرشحة لمرحلة جديدة أكثر تطوراً تعبّر عن طموحات قيادتَي الدولتين في ترسيخ أسس الشراكة الاستراتيجية بينهما، وبما يسهم في تعزيز مصالح الشعبين الصديقين من ناحية، وتوظيف هذه الشراكة بشكل إيجابي في خدمة قضايا الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم من ناحية أخرى".

إرادة سياسية
وأكدت أن "الشراكة الإماراتية الصينية تقدم نموذجاً ملهماً للشراكات بين الدول الصديقة، ليس لأنها تتسم بالشمول والتنوع ولا تقتصر على جانب بعينه، وتتضمن أبعاداً سياسية واقتصادية وثقافية وتعليمة وتكنولوجية فحسب، وإنما لأن هناك إرادة سياسية قوية ترسخ هذه الشراكة، وتعمل على تطويرها بشكل مستمر، وبما يحقق مصالح الشعبَين أيضاً، فضلاً عن أن الدولتين تمتلكان العديد من مقومات القوة في المجالات المختلفة، والتي تتيح آفاقاً واعدة نحو الانتقال بمستوى الشراكة بينهما إلى مرحلة أكثر تطوراً في المجالات كافة، وفي الوقت ذاته، فإن هناك إدراكاً متبادلاً لدى الدولتين لأهمية تطوير هذه الشراكة، ففي الوقت الذي تنظر فيه الإمارات إلى الصين باعتبارها شريكاً استراتيجياً وطرفاً أساسياً في معادلة تحقيق الانتعاش الاقتصادي والاستقرار في محيطيها الإقليمي والدولي، فإن دولة الإمارات تكتسب أهمية خاصة في الاستراتيجية الصينية تجاه منطقة الشرق الأوسط، بالنظر لما تقوم به من دور فاعل في إرساء أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، ولما تمثله أيضاً من نموذج تنموي ناجح في المنطقة إضافة إلى ما سبق، فإن "مبادرة الحزام والطريق" التي أعلنتها الصين قبل سنوات تتيح فرصاً استثمارية عديدة من شأنها تعزيز العلاقات بين الدولتين، خاصة أن الإمارات شريك مهم ورئيسي في هذه المبادرة التي يتوقع أن تمثل نقلة نوعية لحركة التجارة والاقتصاد في المنطقة والعالم خلال السنوات المقبلة".

وأوضحت نشرة أخبار الساعة، أن "زيارة الدولة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى بكين تحظى باهتمام عالمي كبير، لأن القضايا والملفات التي سيبحثها مع فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة المرتقبة بينهما لا تنفصل بأي حال عن الجهود الرامية إلى تعزيز مرتكزات الأمن والسلم والتنمية على الصعيدين الإقليمي والدولي".