منصة صواريخ أس-400 الروسية.(أرشيف)
منصة صواريخ أس-400 الروسية.(أرشيف)
الإثنين 22 يوليو 2019 / 10:49

نشر S-400 يقوّض مكانة أنقرة في الناتو

كما كان متوقعاً، أعلنت الولايات المتحدة عن قرارها بوقف المشاركة التركية في مشروع تصنيع طائرة F-35 المتعدد الجنسيات، بسبب بدء تسلم تركيا أنظمة الدفاع الجوي الروسي S-400.

نشر تركيا لنظام S-400 من شأنه تقويض مكانة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي

وأشار سركان دميرطاش، كاتب رأي لدى صحيفة "حريت" التركية، لصدور بيانين منفصلين عن البيت الأبيض والبنتاغون وصفا منظومة S-400 كمنصة "جمع معلومات استخباراتية". وتم التأكيد على أن نشر S-400 مع F-35 على الأراضي التركية، سيقوض قدرات التخفي للمقاتلة الأمريكية.

ورغم تأكيد تركيا أن نظام S-400 سيكون تحت السيطرة الكاملة للجيش التركي، يعتقد عدد من الخبراء في الولايات المتحدة أن خبراء عسكريين روساً سيواصلون، لبعض الوقت، مساعدة نظرائهم الأتراك في استخدام النظام.

خطر كبير
ويلفت هؤلاء الخبراء لقدرة نظام الرادار لدى S-400 للاطلاع على القدرات المتقدمة لطائرة F-35، مما قد يشكل خطراً كبيراً على أمن الجيل الخامس لتلك الطائرة.

وحسب الكاتب، حاول مسؤولون في البنتاغون والبيت الأبيض، عبر البيانين الذين صدرا في 17 يوليو(تموز)، التأكيد على الأهمية التي يعلقونها على مساهمة تركيا في حلف شمال الأطلسي، وعدم تغير العلاقات الثنائية العسكرية الجارية، رغم صفقة S-400. ورغم ذلك، يرى هؤلاء أن طبيعة تلك الترتيبات سوف تتغير في نهاية الأمر. وأشاروا إلى بعدين.

وبشأن البعد المتعلق بالناتو، تلفت الولايات المتحدة إلى أن قرار تركيا بالحصول على S-400 من روسيا يقوض التزامات تقدمها جميع الدول الحليفة إلى بعضها الآخر، بشأن الابتعاد عن الأنظمة الروسية. وتم طرح الالتزام الذي تشير إليه الولايات المتحدة في قمة الناتو لعام 2016. وجاء في بيان البيت الأبيض: "ستكون لذلك آثار ضارة على قابلية التشغيل البيني التركي مع التحالف".

فكرة أساسية
وحسب الكاتب، يعتبر مبدأ التشغيل البيني فكرة أساسية من المقرر أن تبنى عليها أنظمة الدفاع الجماعية لحلف الناتو. ويتوافق ذلك بشكل خاص مع جهود الحلف لإقامة نظام دفاع جوي مضاد للصواريخ الباليستية من شأنه حماية الدول الحليفة من خلال الرادارات وقاذفات الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، ضمن بنية أمنية خاصة.

ويلفت كاتب المقال لاستضافة تركيا أحد تلك الرادارات في منطقة كوريجيك في ملاطية، محافظة في شرق الأناضول. ولا تتوفر أية معلومات بشأن كيفية تأثر تلك الرادارات عند نشر نظام S-400.

وفي ما يتعلق بالجانب العسكري المتبادل، ألمح البيان الصادر عن البيت الأبيض إلى أن نشر نظام S-400 سوف يطغى على التعاون العسكري – العسكري بين البلدين الحليفين.

لكن يرى الكاتب أن حقيقة امتلاك تركيا الآن لمنظومات روسية ستبقى دوماً في ذهن الولايات المتحدة، عندما تفكر في عمل عسكري جديد مع حليفتها.

علامات استفهام
وباعتقاد الكاتب، تثير تلك النقطتان علامات استفهام جديدة بشأن مكانة تركيا ضمن حلف الناتو، رغم سعي الأمين العام للحلف ينس ستولتينبيرغ، للتأكيد على أن نطاق علاقات تركيا مع التحالف يتجاوز بكثير قضية مقاتلات F-35.
وفي الوقت نفسه، تذكِّر تركيا بأنها لا تزال متمسكة بالتزاماتها حيال حلف الناتو، فيما تقول للحلف أن استبعاد تركيا من مشروع تصنيع F-35 سوف يضعف أمن جناحه الجنوبي.

ويرى الكاتب أن إجراء تقييم شامل لهذه التطورات لا بد أن يؤكد على أن نشر تركيا لنظام S-400 من شأنه تقويض مكانة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، وهو ما يتطلب أن يبذل الأمين العام للحلف جهداً كبيراً وحقيقياً لمنع تدهور إضافي للعلاقات بين أنقره وبروكسل في الفترة المقبلة.