أطفال في مخيم الزعتري (أرشيف)
أطفال في مخيم الزعتري (أرشيف)
الثلاثاء 23 يوليو 2019 / 00:01

تراجع المساعدات لمخيم الزعتري تفاقم معاناة أطفال اللاجئين

24- عمان- ماهر الشوابكة

تدفع الأوضاع الاقتصادية الصعبة الاجئين السوريين في مخيم الزعتري شمال شرق الأردن للزج بأطفالهم في سوق العمل، رغم أنه مغلق أمام هذة الفئة العمرية، خاصة بعد تراجع المساعدات الدولية الإغاثية للاجئين في السنة الأخيرة.

ويعمل معظم هؤلاء الأطفال في المزراع المحيطة والقريبة من المخيم، سيما في مجال قطاف الثمار، والذي لا يحتاج إلى جهد عضلي كبير، فيما تترك الأعمال الزراعية الشاقة للشباب، خاصة  وأن الأطفال كثيراً ما يكونون برفقة ذويهم من الكبار.

ورغم أن المخيم لا يسمح بالخروج منه، إلا لم يحصل على تصريح عمل أو زيارة لأقاربه خارج المخيم، إلا أن الأطفال يعملون على التسلل، تحت جنح الظلام فجراً عبر الساتر الترابي الذي يحيط بالمخيم من جميع الجهات.

العمل في المزارع 
ويستخدم هؤلاء الأطفال الدرجات الهوائية كوسيلة تنقل مجانية للوصول إلى المزارع المحيطة، في حين يتوارون عن أنظار فرق التفتيش التابعة لوزارة العمل الأردنية والتي تمنع عمالة الأطفال.

ويؤكد الطفل محمد سلامة (13 عاماً)، أن أوضاع عائلته الصعبة تدفعه للخروج من المخيم من أجل العمل ومساعدتها، سيما وأن والده فقد في الحرب في سوريا ولا يعرفون عنه شيئاً.

وأشار إلى أن مساعدات المنظمات الإغاثية تراجعت كثيراً، بحيث لم تعد هذا المساعدات تسد جميع احتياجات العائلة.

وقال طفل آخرـ فادي الدرعاوي، إنه يرافق والده للعمل معه وتقاضي أجر حتى لو أن متدنياً لمساعدته، سيما وأن والده يعمل على تشغيله في الأعمال الزراعية الخفيفة التي لا تحتاج إلى مجهود عضلي.

أجر منخفض 

فيما قال أحمد الزعبي، إنه يضطر إلى اصطحاب أطفاله معه لمساعدته في أعماله الزراعية في إحدى المزاعر التي يتوكل في إدارتها زراعياً، لمساعدته في ذلك بدلاً من استجلاب عمال آخرين، سيما وأنه يترك لأطفاله جنى الثمار والسقاية فقط.

وتابع أنه مهما كان أجر أطفاله متدنياً، إلا أنه يساعده في تلبية احتياجات أسرته، سيما وأن الأسعار مرتفعة في ظل انحسار المساعدات الإغاثية.

ومن جهته، قال صاحب إحدى المزارع القريبة من المخيم، إنه يفضل تشغيل الأطفال السوريين اللاجئين كونهم يتقاضون أجوراً متدنية، في الوقت الذي لا يتطلب فيه قطاف الثمار عمالاً بأعمار الشباب، لأنه عمل سهل يستطيع أن يقوم به الأطفال.

وأشار إلى أنه بتشغيل الأطفال يوفر كثيراً، سيما وأن العمل الزراعي لم يعد يجد في المملكة بعد إغلاق أسواق كثيرة في وجه المنتجات الأردنية، خاصة أسواق سوريا ولبنان وتركيا.