الصاروخ الذي ضبطته الشرطة الإيطالية وتبين أنه يعود للجيش القطري (أرشيف)
الصاروخ الذي ضبطته الشرطة الإيطالية وتبين أنه يعود للجيش القطري (أرشيف)
الثلاثاء 23 يوليو 2019 / 12:22

أسبوع إرهاب قطري..من إيطاليا إلى الصومال

24 - بلال أبو كباش

عجت الصحف والمواقع الإخبارية العالمية بتقارير وصور ومكالمات صوتية تدين قطر بالإرهاب خلال يوليو (تموز) الجاري، بدءاً من الكويت مروراً بإيطاليا وانتهاء بالصومال، لتكشف فصلاً جديداً من فصول دعم الدوحة للإرهاب بالمال والسلاح والإعلام.

يوم الإثنين الماضي 15 يوليو (تموز)، كان شاهداً على إدانة قطر بتسليح الجماعات الإرهابية أينما وجدت، فالخبر الذي جاء من روما وسمع صداه في الدوحة، أثبت حقيقة الدور القطري الخبيث، وبيان الشرطة الإيطالية الذي أكد ضبط صاروخ جو-جو يستخدمه الجيش القطري، ومدافع رشاشة وقاذفات صواريخ خلال مداهمة، متعلقة بتحقيق في جماعات يمينية متطرفة، لم يكن الوحيد الذي يسلط الضوء على إرهاب قطر، وتلاه تسجيل صوتي من صحيفة نيويورك تايمز كشف تورط الدوحة بتفجيرات في مقديشو لصالحها.

وتؤكد صحيفة "فينسيا توماسينى" الإيطالية في تقرير لها، أن قطر تستهدف نشر الإرهاب بإيطاليا وأوروبا كلها، ويشير الخبراء إلى أن الدوحة تصب تركيزها على إيطاليا باعتبارها لاعباً أساسياً في العلاقات الدولية. وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني أكد في تصريح له أن الجماعة المتطرفة التي تلاحقها السلطات الإيطالية كانت تستهدف اغتياله بالصاروخ القطري.

تهديد أوروبا
تلك اللعبة الخبيثة التي تسعى قطر لنشرها لم تقتصر على محيطها العربي، بل تعدته لتصل إلى أوروبا حاملة في طياتها تهديدات جديدة، ويرى المراقبون، أن الدور القطري أصبح شأنه شأن إيران التي تواصل تهديداتها العالمية وهجماتها على السفن الأوروبية وبالتحديد البريطانية منها في مياه الخليج.

ويدعو التقرير قادة أوروبا تحديداً لضرورة وضع الدوحة تحت مجهر المراقبة بعد ثبوت تورطها رسمياً بتهديد أمن إيطاليا، ويشير المفكر والخبير الاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، في تصريحات لصحيفة البيان الإماراتية نشرت يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن ضبط الشرطة الإيطالية للصاروخ القطري، يعكس خطورة السياسات القطرية العدائية التي تتعدى حدود المنطقة وتصل لتهديد أوروبا، في خط متواز مع خطورة الدور القطري في دعم وتمويل ومساندة التنظيمات الإرهابية.

محرك الإرهاب الرئيسي
وأشار مؤسس المخابرات القطرية، اللواء محمود منصور، إلى أنه "لا شك في الدور الذي تلعبه الدوحة في أوروبا من خلال دعم وتمويل الجماعات المتطرفة"، الأمر الذي تثبته الكثير من الأدلة، مشدداً على أن الدوحة تمثل أكبر الداعمين للإرهاب في العالم، وتستخدم المتطرفين لتحقيق أهدافها، وهو ما اتضح من خلال قضايا ضبطت داخل مصر ودول أخرى، والأحراز والاعترافات المسجلة للمدانين بالصوت والصورة، والتي كشفت عن أن المحرك الرئيسي للعمليات الإرهابية هي قطر وتركيا بالتخطيط من جهات أخرى.

يتساءل الكاتب والباحث إميل أمين في مقال له نشرته قناة "العربية" يوم الأربعاء الماضي، "هل هناك نوايا قطرية حقيقية في إثارة الشغب الإيديولوجي في الداخل الأوروبي بشكل عام، وليس فيما يخص إيطاليا فقط؟"، ويجيب أمين على سؤاله قائلاً، نجد الجواب في طي صفحات عدد وافر من الكتب التي صدرت حديثاً في أوروبا، بعضها في إيطاليا، والبعض الآخر في فرنسا وألمانيا، وجميعها تشير إلى أدوار الشر القطرية على الأراضي الأوروبية، لاسيما في أطراف المدن، هناك حيث المهانون والمجروحون من اللاجئين والأعراق المنبوذة، ونسبة غالبة من المسلمين الشرق أوسطيين والأفارقة على حد سواء.

خنجر مسموم
في كتابهما "قطر الخيرية" للصحافيين الاستقصائيين "كريستيان شينو، وجورج مالبرنو"، نجدهما يصفان المؤسسة الأقوى في تلك الإمارة الصغيرة، بأنها الخنجر الذي طعن الخاصرة الأوروبية، وتمكن من التوغل في ثنايا وحنايا 6 دول أوروبية، أبرزها فرنسا، وإيطاليا، وسويسرا.

خلية الكويت
كان كشف الخلية الإخوانية الإرهابية في الكويت، دليل آخر على تورط الدوحة في دعم الجماعات الإرهابية، ويثبت ذلك إرسال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لوفد دبلوماسي بشكل عاجل إلى الدوحة للتستر على دور بلاده في دعم الخلية الإرهابية التي قبض الأمن الكويتي عليها في 12 يوليو (تموز) الجاري، حسب تقرير نشره موقع "العرب مباشر".

وأكدت صحيفة "الرأي" الكويتية في تقرير لها، أن التحقيقات والتحريات التي أجرتها السلطات الأمنية في الكويت، كشفت أن أعضاء خلية الإخوان المضبوطين هم جزء من المنظومة الكبيرة التي يتم رصدها منذ نحو ثلاث سنوات، وتبين عقد خلية الكويت الإخوانية لاجتماعات عدة في تركيا وفي قطر فضلاً عن اجتماعاتهم في الكويت.

تفجيرات الصومال
أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي أكدت أنها حصلت على تسجيل صوتي للسفير القطري حسن بن حمزة هاشم يؤكد تورط الدوحة في تفجيرات بمقديشو نفذتها عناصر إرهابية متطرفة لدعم وتعزيز مصالح قطر فشكل دليلاً ثالثاً خلال أقل من أسبوعين على تورط الدوحة في نشر الإرهاب في أوروبا وأفريقيا وآسيا.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن التسجيل الصوتي كان عبارة عن مكالمة هاتفية للسفير القطري في الصومال، مع رجل أعمال مقرب من أمير قطر، قال فيها الأخير إن مسلحين نفذوا تفجيرات في ميناء بوصاصو لتعزيز مصالح قطر.

وتشير تقارير أمنية أمريكية إلى أن قطر ضالعة في تمويل حركة الشباب الإرهابية في الصومال. ولعب عدد من ممولي الإرهاب الذين يعيشون في قطر بحرية دوراً محورياً في تمويل الحركة، المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، بشكل مباشر وغير مباشر وعلى رأس هؤلاء القطري عبد الرحمن بن عمير النعيمي، الذي تربطه حسب تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية علاقة وثيقة بزعيم حركة الشباب الإرهابية حسن عويس.