زعيم حزب المحافظين بوريس جونسون مع والدته وشقيقته.(أرشيف)
زعيم حزب المحافظين بوريس جونسون مع والدته وشقيقته.(أرشيف)
الثلاثاء 23 يوليو 2019 / 21:22

جونسون بمواجهة "بريكست" وإيران!

رغم المقالات والكتب والسير الذاتية الكثيرة التي تروي قصصاً عن ولادته في نيويورك ونشأته مع إخوته الثلاثة ووالديه في بروكسل، كما عن طموحه وذكائه واستقلاله وشخصيته الفكاهية، ليس واضحاً بعد أي زعيم سيكونه

في بلد كبريطانيا معروف بتقاليده العريقة وطقوسه الدقيقة، يؤذن وصول بوريس جونسون إلى رئاسة الوزراء بانقلاب سياسي، ممهداً لأسلوب جديد في الحكم ونمط لم يعتده "10 داونينغ ستريت".

فـ"بوريس" الذي يُنقل عنه قوله مرة إن حظوظه في الفوز برئاسة الوزراء جيدة بقدر فرص العثور على ألفيس برسلي على المريخ، أو تقمّصه بشجره زيتون، صار الرجل الأول في بلاده بعدما أثبت على مدى أربعين سنة أنه شخص يصعب التنبؤ بقراراته. وعلى رغم المقالات والكتب والسير الذاتية الكثيرة التي تروي قصصاً عن ولادته في نيويورك ونشأته مع إخوته الثلاثة ووالديه في بروكسل، كما عن طموحه وذكائه واستقلاله وشخصيته الفكاهية، ليس واضحاً بعد أي زعيم سيكونه. فبينما يعتبره مؤيدوه منقذاً، يرى فيه خصومه محتالاً.

مهمته الأولى والأساسية ستكون إخراج بلاده من الاتحاد الاوروبي في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، تنفيذاً لنتائج الاستفتاء الذي صوت فيه البريطانيون على الانفصال عن القارة القديمة. ولا شك في أن ولايته سيحددها شكل "بريكست" الذي يعتبر أحد أكبر التحديات التي يواجهها رئيس الوزراء البريطاني منذ الحرب العالمية الثانية، والذي أنهى حتى الآن الحياة السياسية لاثنين من أسلافه. ومع أن هناك رهانات كبيرة عليه لانقاذ بلاد من الدوامة التي دخلت فيها البلاد منذ التصويت على الانفصال عام 2016، وخصوصاً بعد تأكيده عزمه على الطلاق حتى من دون اتفاق، لا تزال العراقيل التي أطاحت تيريزا ماي قائمة. فجونسون سيتزعم نفس حكومة الأقلية الهشة، وسيحكم في ظل نفس البرلمان الذي رفض مراراً اتفاقاً توصلت إليه سلفه مع الاتحاد الأوروبي، وناور بنجاح لاستبعاد خروج من دون أي اتفاق. ومع تسلمه الحكم، يتوقع أن تزيد المعارضة داخل حزبه للخروج من أوروبا. فوزير الخزانة فيليب هاموند كان أعلن عزم بعض الوزراء على الاستقالة من مناصبهم والانضمام إلى أولئك الذين يرفضون الخروج من دون اتفاق، خوفاً من تبعات اقتصادية مدمرة لقرار كهذا.

ويخشى اقتصاديون أن يترتب على سيناريو "خروج بلا اتفاق" نتائج سلبية لبريطانيا، أكثر منها لأوروبا، بما فيها ركود كبير، يتخلله خسارة للوظائف وتراجعاً في سعر الجنيه الاسترليني.

ولن يكون "البريكست" التحدي الوحيد الذي يواجه جونسون. فبريطانيا وجدت نفسها أخيراً في قلب المواجهة بين طهران والغرب عندما احتجزت طهران ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا رداً على احتجاز لندن سفينة كانت تنقل نفطاً إلى سوريا، قبالة سواحل جبل طارق، بحجة انتهاكها عقوبات أوروبية على النظام السوري.

...كان مفترضاً أن يحاول جونسون موازنة علاقته مع كل من أميركا وأوروبا وهو يستعد للخروج من الاتحاد، غير أن أزمة الناقلة قد تدفعه إلى الانحياز لسياسة "الضغط الأقصى" التي تعتمدها إدارة الرئيس دونالد ترامب، لإجبار طهران على العودة الى إعادة التفاوض على الاتفاق النووي ووضع حد لطموحات طهران في المنطقة.