اجتماعات قطرية في حضور خليفة كايد المهندي (يمين) (تونس تليغراف)
اجتماعات قطرية في حضور خليفة كايد المهندي (يمين) (تونس تليغراف)
الثلاثاء 23 يوليو 2019 / 23:12

المهندي مبعوث قطر الخاص.. لتمويل الإرهاب

24. إعداد: شادية سرحان

في مؤشر جديد على اتساع نطاق الأنشطة التخريبية التي يتورط فيها النظام القطري في أنحاء مختلفة من العالم، اعترف السفير القطري لدى الصومال بتورط بلاده في تفجيرات ضربت العاصمة مقديشو، لتعزيز مصالح الدوحة في منطقة القرن الأفريقي، وذلك بالتعاون مع رجل أعمال يدعى خليفة كايد المھندي المقرب من أمير قطر تميم بن حمد، وذلك في تسجيلات كشفت عنها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وبحسب التسجيل الصوتي المسرب والذي حصلت عليه الصحيفة الأمريكية، للمهندي، فإن الدوحة ترتبط بعلاقات وثيقة مع الإرهابيين، وتدعم المتطرفين الذين يشنون عمليات إرهابية في هذا البلد الأفريقي الممزق بهدف تحويل عقود عمل لحساب الإمارة الصغيرة.

وهذه أبرز المعلومات حول رجل الأعمال البارز خليفة كايد المھندي ذراع قطر لتمويل الجماعات المسلحة الموالية لها في المنطقة العربية والذي يعتقد بحسب ما ورد عنه في تقارير صحافية، أنه يعمل لصالح الاستخبارات القطرية ومتهم بتمويل الميليشيات الليبية وجماعات إرهابية في مالي:

مقرب من تميم
وذكر اسم المهندي في خبر أوردته وسائل الإعلام في إندونيسيا وكان مقترناً بأمير قطر ويقول الخبر، إن "المهندي كان ضمن وفد رفيع المستوى مكون من 43 رجل أعمال زاروا مدينة جاكرتا الإندونيسية مع أمير قطر تميم بن حمد في يناير (كانون الثاني) 2019، من أجل بحث الاستثمار في السياحة"، مما يؤكد ما وصفته "نيويورك تايمز" بأن المهندي مقرب من تميم .

تمويل الميليشيات في ليبيا
وفي عام 2017، كشف الجيش الوطني الليبي عن قيام خليفة كايد المھندي بتمويل الجماعات الإرهابية في ليبيا. وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، آنذاك، إن "وظيفة المهندي هي تمويل الإرهابيين في ليبيا، وذلك من تحويله أموالاً بلغت 8 مليارات دولار من حساب له في بنك بتونس، نحو بنك آخر بولاية تطاوين، ومن ثم تصل هذه الأموال إلى الجماعات المسلحة في ليبيا".

وبحسب تقرير إعلامية، عمل المهندي في تونس، تحت غطاء المشاركة في مشاريع سياحية بمدينة توزر التونسية. وربما تكون صفة رجل أعمال، مجرد غطاء لأعمال استخبارية، ومما يعزز الأمر، تفاصيل المكالمة المسربة بينه وبين السفير القطري في مقديشو، حيث قال رجل الأعمال القطري في التسجيل، إن "مسلحين نفذوا تفجيرات في ميناء بوصاصو لتعزيز مصالح قطر".

وذكرت صحيفة "تونس تليغراف" أن خليفة كايد المهندي هو رجل الاستخبارات القطرية في تونس، كان يأتي إليها تحت ستار الرحلات السياحية، بجانب الاستثمار في المشروعات السياحية.

جماعات متطرفة تابعة للقاعدة
وفي عام 2012، استطاعت صحيفة "لوكنار انشينيه"، الكشف عن تمويل الاستخبارات القطرية لجماعات إرهابية شمالي أفريقيا تابعة لتنظيم القاعدة عبر المهندي، وفقاً لما أوردته تقارير صحافية.

الصومال
ويخوض الصومال حرباً منذ سنوات ضد حركة "الشباب" التي تأسست مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريا تنظيم "القاعدة"، وتبنت العديد من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة الآلاف.

وترتكز أهداف قطرية تخريبية على دعم العنف وتوسيع دائرته، من خلال الدعم المستمر لحركة الشباب الإرهابية ومساع لتأسيس تنظيم مسلح جديد في مقديشو.

ويحاول النظام القطري، عبر عملائه في مقديشو، تنفيذ مخططاته التخريبية والقضاء على حكام الأقاليم المعارضين لهيمنته، ومن ثم تفتيت النظام الفيدرالي من أجل تقوية نفوذ الدوحة في البلد الواقع شرق قارة أفريقيا.

وبالرجوع إلى التسجيل المسرب، أكدت "نيويورك تايمز" في تقريرها، أن القطريين يعرفون من المسؤول عن التفجيرات والقتل في تأكيد لا يحتمل أي تأويل.

وأضافت أنه "يبدو واضحاً من سياق التسجيل، أن الهجوم كان يستهدف "تعزيز مصالح قطر" في الصومال، كما تحاول الدوحة تقويض الدعم الذي تقدمه دول خليجية لمساعدة الصومال على استعادة عافيته.

وقد أفصح أيضاً رجل الأعمال المهندي، عن التطلع لتحويل "عقود" في الصومال إلى يد الدوحة، وفي هذا الشأن، قالت الصحيفة الأمريكية إنها "تواصلت مع المهندي، ولم ينف صحة التسجيل، لكنه زعم أنه كان يتحدث بصفته "مواطناً" وليس "مسؤولاً حكومياً".

وسلوك قطر دائماً ما يؤكد دعمها للإرهاب، بالرغم من سعيها الدائم لنفي هذه الشبهة عنها، لكن الدوحة تحتاج الكثير من وسائل الإقناع للخلاص منها، فلا يكاد يمر يوم إلا ويكشف عن دليل جديد على تورط نظامها في دعم وتمويل الإرهاب في مختلف أنحاء العالم.