معرض فني في أبوظبي.(أرشيف)
معرض فني في أبوظبي.(أرشيف)
الثلاثاء 30 يوليو 2019 / 19:13

أبوظبي.. فنّ الأمس واليوم والغد

حين تتابع سعي أبوظبي للريادة، ستكتشف وراءه نظرة عميقة جداً، لا تقف عند نظريات إدارية، أو استلهام تجارب، أو محاكاة أفكار

دائماً ما يعجبني الفن، ويبهرني الفنانون. ولو قدر لي أن أختار بين الفن والعلم، لاخترت الأول. أجد الحياة في الفن حياة. وأجدها في العلم حياة أيضا لكن مع بعض الجمود. الفن قاد العلم إلى التطور، فوراء كل اختراع قام به عالم حلم فنان. وأبوظبي تثبت ذلك عن طريق السيرة الفوتوغرافية.

في أبوظبي أقيم معرض فني. في الحقيقة هو أبعد من الفن وأعمق، تقوم فلسفته على استعراض السيرة الفوتوغرافية لأبوظبي، واستثمارها كمحفز فني لبناء تصور للمستقبل. تصور يقوم على الفن. فالمعرض ينطلق من صور فنية لمباني قديمة في الإمارة وأخرى من الواقع ليرسم معالم المستقبل التخيلي. فكرة رائدة وفلسفة جميلة تثبت أن الأمس واليوم يرسمان الغد. وهكذا تبنى الدول على أساس قوي.

الجميل في الموضوع أن الفن هنا ليس ريشة ولوناً فقط. الفلسفة حاضرة بالفلاسفة، والفنون كلها كانت هناك: الفن الأول حاضر بالمعماريين، والفن الثاني بالرسامين، والفن الثالث بالتشكيليين، والفن الرابع بالموسيقيين، والفن السادس بالروائيين والشعراء، والفن السابع بالمخرجين السينمائيين. الفنون كلها حاضرة يدعمها فنون وعلوم أخرى تلج من أبواب الإعلام والإنثروبولوجيا والتكنولوجيا ليرسموا معاً نموذجاً معمارياً تخيليا للمستقبل.

حين تتابع سعي أبوظبي للريادة، ستكتشف وراءه نظرة عميقة جداً، لا تقف عند نظريات إدارية، أو استلهام تجارب، أو محاكاة أفكار. سترى خلفه عيناً خبيرة تتسم بالأصالة والحلم. أصالة استمدتها من معين الحكمة ومنبعها الوهاج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله تعالى، وحلماً شجاعاً طموحاً من ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يردفه بعمل دؤوب ينظر لأمس أبوظبي ليصنع غدها.

من تابع زيارة سموه للصين، رأى تجليات هذه السياسة، يقف اليوم حيث وقف زايد بالأمس، يمسك بيد أبنائه وأحفاده ليرسم لهم وبهم مستقبلاً يتكئ على الأمس بفن وأصالة وإبداع.
كل ما في أبوظبي جميل. أمسها ويومها وغدها. فالفن لا يصنع غير الجمال.