الإثنين 19 أغسطس 2019 / 16:05

حرب مكشوفة.. أردوغان يقصي منافسيه قسراً

24 - إعداد - أحمد إسكندر

سياسة نظام أردوغان التوسعية والإقصائية تحيد منافسيه ومعارضيه عن طريق العزل والإبعاد، أو الحبس والترهيب إما بتهمة الإرهاب أو التخابر من منظمة غولن وكلاهما جرائم من نسج النظام التركي ضد معارضيه.

قامت الشرطة التركية بمداهمة 29 محافظة في البلاد للقبض على "مؤيدي حزب العمال الكردستاني" وهي واحدة من أكبر عمليات الاعتقال أسفر عنها احتجاز 418 شخصاً

الداخلية التركي أعلنت اليوم عن إقصاء 3 من ممثلي المعارضة ومنعهم من إدارة البلديات التي يتولون رئاستها بحسب قرر تعسفي لوزير داخلية أردوغان سليمان صويلو.

استبداد أردوغان
فصل الأعضاء التابعين لحزب الشعوب الديمقراطي من ممارسة استحقاقهم الشرعي يأتي خطوة أردوغانية لإبعاد من ينافسه في المجلس البلدية التي تعد في تركيا الخطوة الأولى لأي مشوار سياسي حزبي أو فردي.

ويرجح قرار وزير الداخلية صويلو، كفة غالبية المجلس البلدية في تركيا ومقاطعاتها في يد حزب العدالة والتنمية، بعد أن وصلت ليد حزب الشعوب الديمقراطي مؤقتاً بحسب مانشره موقع " "tr724التركي الإخباري.

وبحسب الموقع، ورد في قرار الوزارة القول: "استبعاد سيراب تشكماك جنيتش، وسوات يتيشكين، وديار أوراك، وأحمد صاغنيتش، وعيسى تاش، وشوكرو أي دمير، و محمد نديم تورميش، وتشاتين يلماز، و سلامي قرارهان على أن يتبعهم 3 من رؤساء البلديات الأكراد اليوم وهم عدنان سلجوق مزراقلي عن بلدية ديار بكر، و أحمد تورك عن بلدية ماردين، وبديعة أوزغوكجه عن بلدية وان، من وظائفهم كتدبير مؤقت، بموجب المادة الـ 47 من قانون البلدية رقم 5393".

شماعة الإرهاب
قرار الفصل التعسفي بحق أعضاء سابقين والحاليين جاء بعد فتح تحقيقات معهم منذ أبريل (نيسان) الماضي بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة (حزب العمال الكرستاني).

وكشف المحامى ديار أوراك أحد المفصولين في "حادثة سابقة" عن واقعة التحقيقات قائلاً: "اتصل مكتب الأمن بنا هاتفياً وأبلغنا بالتوجه إلى قسم الشرطة، حيث عملت المحافظة على فصلنا من عملنا بسبب التحقيقات نفسها".

حزب الشعوب الديمقراطى يمثل الأغلبية فى مجلس بلدية تاتفان، وبموجب الانتخابات المحلية التي أجريت في مارس (آذار) الماضي فاز العدالة والتنمية بعدد قليل للغاية من الأصوات في بلدية تاتفان التي تقع في منطقة شرق الأناضول، إذ يتكون مجلس البلدية من 14 تابعين لحزب الشعوب الديمقراطي مقابل 11 عضواً من حزب العدالة والتنمية بحسب ما ذكرت صحيفة "أحوال التركية".

إقالة الحكومة التركية رؤساء بلديات ديار بكر وماردين ووان، التي تعد أكبر ثلاث مدن كردية في جنوب شرق البلاد، وتعيين مسؤولين من وزارة الداخلية لتسيير أعمال هذه البلديات يأتي ضمن مخطط للرئيس أردوغان يهدف للسيطرة على عصب هذه المدن بما يضمن ولائها له مستقبلاً.
ولفتت الصحيفة إلى أن وحدات الشرطة الخاصة التي حاصرت مباني البلديات في الساعات الأولى من صباح الإثنين، أبلغت رؤساء البلديات بإيقافهم المؤقت عن العمل، بحجة التخابر ودعم الإرهاب.

عامل الحسابات
رؤساء البلديات الثلاثة الموقوفون هم من حزب الشعوب الديمقراطي، اليساري الموالي للأكراد، الذي يعد الحزب الثالث في البرلمان بحصوله أخيراً على 12% من الأصوات على الصعيد الوطني في الانتخابات البلدية الأخيرة.

وتزامناً مع قامت الشرطة التركية بمداهمة 29 محافظة في البلاد للقبض على "مؤيدي حزب العمال الكردستاني"، وهي واحدة من أكبر عمليات الاعتقال أسفر عنها احتجاز 418 شخصاً معظمهم من ديار بكر وماردين ووان تتبع إدارياً للبلديات التي تم اعتقال المدراء فيها.

هذه ليست المرة الأولى التي يُقصي فيها أردوغان منافسية أو من يشكلون خطرأ على شعبيته بتنفيذ من أذرع وزارة داخليته لرؤساء بلديات من حزب الشعوب الديمقراطي، ففي خريف عام 2016، تمت إقالة أكثر من 30 رئيساً ورئيسة لبلديات من مناصبهم، لكن حزب الشعب استطاع كشف المخططات الأردوغانية واستعاد معظم هذه البلديات في الانتخابات المحلية التي أجريت العام الحالي من خلال صناديق الاقتراع وهو ما يعد إشارة واضحة على تراجع قبضة حزب العدالة والتنمية وسقوط سلطة أردوغان التي يحاول استعادتها جاهداً حتى ولو بالقوة.

منذ محاولة الانقلاب الفاشل التي شهدتها تركيا عام 2016، قامت السلطات بتوجيهات مباشرة من أردوغان بعزل العشرات من رؤساء البلديات المنتمين لحزب الشعوب الكردي وعينت مكانهم أشخاصاً يعتمد على ولائهم لحزب العدالة والتنمية، وذلك بزعم وجود صلات بين الحزب ومنظمة "حزب العمال الكردستاني" المحظورة في خطوة ينظر إليها الشارع التركي محاولةً من أردوغان إبعاد لكل ما يهدد زعامة حزب العدالة والتنمية وتربع رئيسه على عرش تركيا الذي بات مهدداً في الأونة الأخيرة.