الخميس 22 أغسطس 2019 / 11:49

تغيير قواعد اللعبة لمواجهة إيران...العراق هدف أساسي

يشتبه في أن إسرائيل هي التي تقف وراء سلسلة من التفجيرات الغامضة في العراق. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتانياهو لصحفيين التقوه عند زيارته الأخيرة لأوكرانيا: "ليست إيران محصنة في أي مكان" رداً على سؤال بشأن انفجارات غامضة وقعت في العراق، وحيث يشتبه باستهداف إسرائيل لميليشيات شيعية سمح لها بالانتشار لمحاربة داعش.

لن تكون هناك حدود جغرافية لمدى تصدي إسرائيل لطموحات إيران في المنطقة

وأشار جويل جيركي، محرر الشؤون الخارجية لدى موقع "واشنطن إكزامينر"، إلى أن تلك المليشيات تعمل كقوات شبه عسكرية موالية لطهران، ما يجعل الضربات الجوية الإسرائيلية خطوة مهمة استراتيجياً لإحباط طموحات النظام الإيراني في المنطقة.

تغيير قواعد اللعبة
وفي ذات السياق، قال بنهام بن طاليبو، زميل رفيع المستوى لدى معهد الدفاع عن الديمقراطيات، وهو خبير في الشؤون الإيرانية: "لن تكون هناك حدود جغرافية لمدى تصدي إسرائيل لطموحات إيران في المنطقة. وقد يعد ذلك تغييراً في قواعد اللعبة في المنطقة بشأن صد إيران، وحيث يمثل العراق محوراً مركزياً في مشروع إيران الإقليمي".

ولفت طاليبو إلى أنه "لم يثبت بعد" أن حكومة نتانياهو مسؤولة عن تلك الانفجارات، ولكن تلك العمليات ليست الأولى من نوعها.

ويلفت كاتب المقال لعدم تنفيذ إسرائيل أية هجمات في العراق منذ عام 1981، ولكنها لسنوات عدة استهدفت قوات إيرانية في سوريا، فيما رفض نتانياهو السماح للنظام الديني باستخدام الحرب الأهلية السورية كغطاء لوضع منشآت عسكرية رئيسية عند الحدود الشمالية لإسرائيل. وتشكل تلك المواقع السورية جزءاً من مساعي إيران لإنشاء "جسر بري" نحو لبنان، معقل وكيله الرئيسي، حزب الله. ولكن من أجل الوصول إلى سوريا ولبنان، يحتاج مقاتلون إيرانيون لعبور الأراضي العراقية.

واجب دائم
وفيما أحيا ذكرى آلاف من اليهود الأوكرانيين ذكرى مقتل مواكنين لهم على أيدي نازيين دفنوهم في مقابر جماعية خارج كييف في مجزرة بابي يار في 1941، قال نتانياهو: "يقوم واجبنا الدائم على الوقوف في وجه إيديولوجيات فتاكة".
وبعد ساعات قليلة من حديث نتانياهو، أشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" لوقوع انفجار هائل في مخزن للأسلحة يعود لميليشيا مدعومة إيرانياً في شمال بغداد.

ووقع ذلك التفجير الأخير ضمن سلسلة من الهجمات على مخازن أسلحة تابعة لميليشيات تسيطر عليها إيران. وقد نفذت، على ما يبدو، غارتان جويتان في شهر يوليو( تموز)، تلاها انفجار في مخزن للأسلحة في إحدى ضواحي بغداد، ويقال إنه أسفر عن مقتل شخصين وجرح عشرات.

ورد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي عبر المطالبة بأن يسعى التحالف بقيادة الولايات المتحدة للحصول على إذن مسبق لأية ضربات جوية في البلاد، عملية موافقة تسمح بتضييق قائمة المشتبه بتنفيذهم تلك الغارات.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لموقع "واشنطن إكزامينر"، مشيراً لتفجير الأسبوع الأخير: "تعبر الولايات المتحدة عن أسفها بشأن تقارير حول وقوع قتلى وجرحى، وخاصة لأن الانفجار تزامن مع عيد الأضحى. نقدم خالص تعازينا لأسر الضحايا، ونأمل سرعة شفاء الجرحى. وتؤكد الولايات المتحدة من جديد صداقتها لشعب العراق، ووقوفها معه في هذه المحنة".

امتناع
وحسب كاتب المقال، امتنع ذلك المسؤول عن التعليق مباشرة حول "توقعات بتورط إسرائيل" في الانفجارات الأخيرة، وقال: "نحيل التعليق إلى حكومتي العراق وإسرائيل".

وامتنع كل من السفارتين الإسرائيلية والعراقية في واشنطن عن التعليق. وأوحى أحد كبار مساعدي الجمهوريين في الكونغرس بأن الحكومات الثلاث تفضل إبقاء تلك الحوادث طي الكتمان، حتى لو أثبتت بغداد بأن قوات إسرائيلية مسؤولة عنها.

ويشير الكاتب لوقوع الانفجارات بعد أسابيع من إصدار الحكومة العراقية أمراً بإغلاق جميع مقرات ميليشيات موالية لإيران، وتلقي أوامرها من مكتب رئيس الوزراء، مطلب يعكس عدم ثقة كل من إسرائيل والحكومة المركزية في العراق بتلك الميليشيات.

وتعليقاً على ذلك الأمر، قال جيمس فيليبس، خبير في شؤون الشرق الأوسط لدى معهد هيريتيج: "حاولوا، منذ وقت طويل، كبح جماح تلك الميليشيات، لأنها تقوض سلطة الحكومة المركزية، وهو ما تريده إيران".