الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الجمعة 23 أغسطس 2019 / 22:15

بعد الخيانة..السوريون لأردوغان:يسقط الضامن

24 - إعداد - أحمد إسكندر

لفظ الشارع السوري في آخر معاقل المعارضة السورية تركيا وحلفاءها بعدما تبين لهم حقيقة نظام الرئيس رجب طيب أردوغان الذي ساق الأوهام عليهم حقيقة، وضحى بهم على أول مفترق طرق يتعارض مع مصالحة الشخصية وشعبويته الضيقة.

التغيير الديموغرافي وطمس الهوية الثقافية التي تشاهد في المدن السورية المحتلة من قبل تركيا، قد لا يوجد لها مثيل على الأراضي التركية نفسها

خرجت مظاهرات ووقفات احتجاجية عدّة في ريف إدلب وريف حلب الشمالي "مناطق الضامن التركي" تنديداً بالسياسة التركية في المنطقة بعد سقوط العديد من المناطق في ريفي حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي بيد قوات النظام السوري بيسر وسهولة.

يسقط الخائن أردوغان
المحتجون رفعوا لافتات في منطقة سجو بريف إعزاز شمال حلب جاء فيها "ضمانة انتصارنا رحيلكم عنا، ونرفض الهوية التركية وتسجيل السيارات واللغة التركية، وإذا نهض الشعب تنتهي اللعبة، وللتذكير يا أردوغان حلب سقطت بمساعدة تركيا، وسقطت خان شيخون وسقط الضامن معها".

تزامناً مع الاحتجاجات أعلنت القيادة العامة للجيش السوري استمرار تقدم قواتها في ريف إدلب الجنوبي لدحر مسلحي المعارضة. وأوردت قيادة الجيش السوري في بيان لها أنها ما زالت تقدم بوتائر عالية أفقدت التنظيمات الإرهابية المسلحة (المعارضة المسلحة) القدرة على وقف أبطال جيشنا المُصممين على تطهير كامل الجغرافيا السورية من رجس الإرهاب ورعاته".

من جانبه أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بعد لقائه نظيره اللبناني جبران باسيل، الجمعة، في وزارة الخارجية في بيروت، إنّ "عودة النازحين السوريين تتطلب تعاون المجتمع الدولي كما تتطلب إعطائهم الثقة وتبديد خوفهم".

تزامناً مع ذلك أكدت مراسلة موقع "واتوداي" الأسترالي زينة مطر، من بيروت، ما تقوم به السلطات التركية من عمليات إبعاد وملاحقة للاجئين سوريين يقيمون على أراضيها بعدما رحبت بهم، وشجعت ملايين منهم على الدخول إلى أراضيها مع بداية الأزمة السورية، قبل سبع سنوات.

واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش، في الشهر الماضي، السلطات التركية باعتقال سوريين وإجبارهم على التوقيع على "استمارات عودة طوعية" قبل إعادتهم إلى مناطق خطرة. وطالبت المنظمة السلطات بحماية حقوق أساسية لجميع السوريين بغض النظر عن حالات تسجيلهم بحسب كاتبة المقال.
وتلفت الكاتبة لعدم توافر إحصائيات للمجبرين على العودة حيث وشهد معبر باب الهواء "أحد المعابر التي تسيطر عليها سلطات سورية معارضة" ترحيل6160 سورياً، بزيادة بنسبة 40%، وفق ما ذكرته الصفحة الرسمية للمعبر الحدودي على تويتر. ولم يظهر في الصفحة أية تفاصيل حول ظروف الترحيل.

مخططات التتريك
ونشرت في صحيفة "أحوال" التركية تحقيقاً بعنوان "ما تقوم به حكومة أردوغان شمال سوريا أخطر من سرقة لواء إسكندرون"، حذّرت فيه من أنّ تركيا، ورغم إظهارها العلني عدم رغبتها في البقاء بالأراضي السورية، إلا أنّها أنهت بالفعل نسبة كبيرة من "مخططات التتريك" التي بدأت بها فور انطلاق عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون".

الجهد التركي السريع من اجل إدخال مؤسساتها الخدمية وموظفيها لمُدن الشمال السوري التي سيطرت عليها قوات سورية موالية لها، كاشف عن "وجه استعماري" قديم مُتجدّد يشمل كذلك الاستيلاء على منازل السوريين وتغيير أسماء بعض الشوارع بأخرى تركية وفرض التعامل بالليرة التركية.

ويرى محللون للصحيفة أن عدد الرموز والأعلام التركية وحالات التغيير الديموغرافي وطمس الهوية الثقافية التي تشاهد في المدن السورية المحتلة من قبل تركيا، قد لا يوجد لها مثيل على الأراضي التركية نفسها.

وهو ما يكرس واقع الانفصال الذي تريد تركيا فرضه مع مرور الوقت، حيث لا تزال تجربة السوريين في فقدان لواء إسكندرون لصالح تركيا ماثلة في الأذهان، علماً أنّ ما تقوم به تركيا الآن من انتهاكات وجرائم شمال سوريا هو أخطر وأشمل بكثير مما جرى سابقاً.

تدنيس الأرض
إن ما تقوم به تركيا في الشمال السوري من جرائم وانتهاكات بحق الهوية السورية بحاجة إلى المزيد من التوثيق وتقديم الوثائق إلى الجهات الدولية المعنية، ومقاومتها بكافة السبل التي تمنعها من تدنيس أرض دولة عربية مجاورة بمخططات استعمارية توسعية.

الزائر اليوم لمُدن جرابلس، إعزاز، الباب، وعفرين في شمال سوريا في ظل السيطرة التركية، بات بحاجة لمترجم تركي عربي عند تحويل النقود أو زيارة المشفى أو الدخول إلى المدارس، وما تسمى المجالس المحلية التي أمست مخافر مدنية وأوكاراً استخباراتية للدولة التركية على الأراضي السورية.

وتعتقد للوهلة الأولى بأنك في تركيا وليس في مدن سورية قاومت العثمانيين في زمنٍ ما وهويتها الثقافية والاجتماعية والسياسية متميزة عمّا هو سائد في إزمير وميرسين حيث معقل "الشوفينية التركية".