الأحد 25 أغسطس 2019 / 11:11

هل يتحوّل العراق إلى برميل بارود؟

يبدو أن إسرائيل استطاعت تنفيذ تهديداتها لتوسيع عملياتها ضد إيران إلى وسط العراق، وسط مؤشرات توحي بأنها وراء سلسلة من التفجيرات التي طالت عدداً من المواقع المرتبطة بإيران هناك.

حتى لو استطاع العراقيون التعرف على المقاتلات الإسرائيلية، فهم يفتقرون للدفاعات الجوية الكفيلة بردع عدد منها، وذلك على نقيض ما هو متوفر في سوريا

وأشار سيباستيان باخوس، محلل سياسي أمريكي بارز، في موقع ستراتفور، أنه لو وسعت إسرائيل حملتها في العراق، سوف تسعى الحكومة في بغداد لمنع تحويل بلدها إلى ساحة حرب أخرى بالوكالة بين إسرائيل وإيران.

لكن نتيجة للأنشطة الإسرائيلية، سيحاول قوميون عراقيون وفصائل موالية لإيران، ومجموعات سنية وعراقيون، مقاومة الولايات المتحدة أو إيران.

كما يرى كاتب المقال أن العمليات الإسرائيلية في العراق قد تتحول لفتيل آخر يشعل حرباً كبرى في المنطقة. وفي حال عدم الرد على الهجمات قد تتشجع إسرائيل على تأمين نفسها ضد إيران، لأبعد من ذلك.

تخريب أو غارات
ويلفت الكاتب لسيناريوات عدة بشأن من كان وراء أربعة انفجارات نفذت في مواقع مرتبطة بإيران في العراق، ولكن دون توفر دليل محدد.

ولم تخلص السلطات بعد إلى أن الانفجارات كانت متعمدة، ولكن هناك مؤشرات توحي بأن هدفها إما عمل تخريبي أو غارات جوية، تقف إسرائيل على رأس قائمة منفذيها المحتملين. ويقود ذلك لاعتقاد أن إسرائيل قد تكون باتت قادرة على مد حملتها ضد إيران من سوريا إلى العراق كجزء من استراتيجيتها الإقليمية لوقف تهديدات الجمهورية الإسلامية.

لكن برأي كاتب المقال، في حال حاولت إسرائيل تقريب الصراع من إيران عبر توسيع حملتها في العراق، فقد تجد أن هذا البلد أكثر قابلية على الاشتعال من سوريا، ما سيكون له آثار وخيمةً على حليفها الأمريكي، وعلى السلام في المنطقة ككل.

مشاكل فريدة
وحسب الكاتب، هاجمت إسرائيل طوال سنوات أهدافاً مرتبطة بإيران داخل سوريا دون التسبب بحرب كبيرة. ولكن سلسلة من الأحداث العنيفة في العراق أثارت تكهنات بأن إسرائيل بدأت بشن هجمات هناك. ولكن إذا وسعت إسرائيل حملتها ضد الجبهة الإيرانية في العراق، فسوف تواجه مشاكل ستجعل الساحة أكثر خطراً مما خبرته في سوريا. ومن شأن أنشطة إسرائيلية أن تحدث تقلباً في السياسة العراقية وتوترً في علاقات بغداد الخارجية، كما يمكن أم تثير خطر اندلاع حرب كبرى بين إيران وخصومها.

لكن عند استعراض الانفجارات ذاتها، والتي وقعت عند قواعد تابعة لقوات الحشد الشعبي، في يوليو( تموز) الماضي وفي الشهر الحالي، أشارت بعض المصادر المحلية بإصبع الاتهام نحو الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد دفع ذلك رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، للتهديد بإسقاط أية طائرة تحاول تنفيذ هجوم آخر.

دوافع عسكرية وسياسية
ويرى كاتب المقال أنه في حال ثبت أن الانفجارات لم تكن عرضية، يرجح أن تتجه الأنظار نحو إسرائيل لأن لديها الدافع والوسائل والفرصة لتنفيذ مثل تلك العمليات. فقد ارتبطت جميع المواقع التي تعرضت لانفجارات بصواريخ باليستية إيرانية- كانت وكالة رويترز للأنباء أول من أشار، في أغسطس(آب) 2018، لوجودها في العراق.

ولإسرائيل دافع عسكري قوي لمهاجمة مثل تلك المواقع. ويرجع السبب لمحاولة إيران نقل بعض أصولها إلى العراق بعدما شنت إسرائيل عدة هجمات ضد معداتها في سوريا. وتعمل طهران، في ظل سعيها لتعزيز نفوذها في العراق، لإقامة جبهة جديدة لردع هجمات إسرائيلية ضد أصولها. وبدورها، لدى إسرائيل سببها لاتخاذ إجراءات صارمة لمنع مثل هذا الحشد من تشكيل حالة ردع في موقع جديد منفصل عن الجبهة اللبنانية ضد حزب الله.

وتر التهديدات
وعلاوة على دوافعها العسكرية في تنفيذ تلك الهجمات، لإسرائيل دافع سياسي حيث يلعب حزب الليكود الحاكم على وتر تهديدات رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو التي أطلقها منذ سبتمبر( أيلول) 2018، بأنه سيتخذ إجراءات في العراق كجزء من مسعاه لكسب أصوات في انتخابات 17 سبتمبر( أيلول) المقبل. وسيكون هذا السباق الانتخابي حرجاً، ولكل صوت قيمته.

وحسب كاتب المقال، سيكون جهاز الاستخبارات الإسرائيلي قادراً على رصد أهداف، أو تنفيذ عمليات تخريب على الأرض. ويفاخر سلاح الجو الإسرائيلي بامتلاكه أحدث التقنيات وقد استعرضها في هجماته في سوريا ضد قوات إيرانية.

كما لدى إسرائيل فرصة لاستخدام نفس الطائرات التي يسيرها حليفها الأمريكي، ما يصعب عملية توجيه ضربات مباشرة إلى إسرائيل. ولهذه النقطة أهمية خاصة بالنسبة للإسرائيليين بالنظر لأن الأمريكيين ما زالوا نشطين في العراق، ويواصلون عملياتهم ضد فلول داعش هناك.

وحتى لو استطاع العراقيون التعرف على المقاتلات الإسرائيلية، فهم يفتقرون للدفاعات الجوية الكفيلة بردع عدد منها، وذلك على نقيض ما هو متوفر في سوريا، حيث تعيق دفاعات جوية روسية بعض العمليات الإسرائيلية.