عناصر من الحشد الشعبي يشيعون أحد رفاقهم في النجف (أرشيف)
عناصر من الحشد الشعبي يشيعون أحد رفاقهم في النجف (أرشيف)
الجمعة 30 أغسطس 2019 / 15:43

حرب بالوكالة قد تفجّر العراق مجدداً

مع استعادة العراق استقراره النسبي، بعد 16 عاماً من حرب مدمرة، يخشى عراقيون أنهكتهم تلك الحرب، من تجدد هجمات إسرائيلية وأمريكية ضد قوات مدعومة من إيران داخل بلدهم.

قد تقوض التفجيرات حكومة المهدي، وخاصة إذا قررت ألوية PMF الرد عبر ضرب أهداف أمريكية أو حتى إسرائيلية

ومن بغداد كتبت، بيشا ماجد، صحفية مستقلة تركز في عملها على سياسات واقتصاد في المنطقة، أنه عندما أدى هجوم غامض بواسطة طائرة دون طيار لمقتل عنصرين من قوات الحشد الشعبي( PMF)، ولوح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إلى تورط إسرائيل في الهجوم، كان ذلك أحدث مؤشر على أن العراق لن يشعر باستراحة من القتال.

ففي وقت بدأ العراقيون ينهضون ثانية، يتم الآن تحويل العراق إلى ساحة معركة بين أطراف خارجيين.
وتصف كاتبة المقال قوات PMF بأنها مزيج من ألوية شبه عسكرية، يرتبط معظمها بإيران، وقد ساعدت على طرد داعش من العراق في نهاية 2017. ومنذ حين، يسعى رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، وتحت ضغط من واشنطن، لدمج تلك الألوية ضمن قوات الجيش العراقي على أمل تحقيق الاستقرار في بلد مزقه صراع لم يتوقف تقريباً طوال 16 عاماً، منذ الغزو الأمريكي في 2003.

إشارة واضحة
ولكن، وحسب الكاتبة، في إشارة إلى تصعيد شديد للصراع بين إسرائيل وإيران، يبدو نتانياهو مستعداً لتنفيذ عمليات في العراق لأول مرة منذ قصف الإسرائيليين في عام 1981 مفاعل تموز، الذي بناه صدام حسين. وقد اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطاً أكثر تشدداً ضد إيران، ولوحت بدعمها لحملة جوية أوسع ضد عناصر مدعومة إيرانياً في العراق وسوريا ولبنان.

اشمئزاز ويأس
ولكن باستهداف أقوى التنظيمات في العراق، تهدد تلك الهجمات استقرار الحكومة العراقية، وتجعل من الصعب على العراق البقاء على الحياد بين الولايات المتحدة وإيران. ويدرك العراقيون أنه ليس بمقدورهم التحرك بقوة، ولكن هذا لا يقلل من شعورهم بالاشمئزاز واليأس.

في هذا السياق، قالت إينا رودولف، باحثة لدى المركز الدولي لدراسة التطرف في كينغز كولدج في لندن: "ساد مزاج واسع النطاق بين أطياف الشعب العراقي، ونوع من السأم من التدخلات الخارجية، سواء كانت أمريكية أو إيرانية. وأعتقد أنه من المهم بالنسبة لمسؤولين أمريكيين متابعة الرأي العام العراقي، وعدم التقليل من شأن التركيز على سيادة العراق".

وبرأي الكاتبة، قد تقوض التفجيرات حكومة المهدي، وخاصة إذا قررت ألوية PMF الرد عبر ضرب أهداف أمريكية أو حتى إسرائيلية. ولا يستطيع المهدي استعداء الولايات المتحدة أو إسرائيل، ولكنه يعتمد على PMF بسبب موقعه في السلطة. فقد جاء ترتيب قوات PMF الثاني في الانتخابات البرلمانية، وشاركت في تشكيل الائتلاف الذي أوصل المهدي إلى رئاسة الوزراء.

وتلفت الكاتبة لعدم استقرار الوضع السياسي في العراق مع كل هجوم جديد على الأراضي العراقية.

نتانياهو
وفي الأسبوع الماضي، عشية آخر الهجمات، أجرى نتانياهو لقاءات عدة أوحى من خلالها أن إسرائيل كانت وراء بعض تلك الانفجارات. وقال رداً على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستعلن التعبئة ضد أهداف إيرانية في العراق: "نحن نعمل في عدة مناطق ضد دولة تريد تدميرنا. وبالطبع أطلقت يد القوات الأمنية، وأمرتهم بتنفيذ كل ما يلزم لإحباط مخططات إيرانية".

وأكد مسؤولون أمريكيون مجهولون في لقاءات مع صحيفة نيويورك تايمز مسؤولية إسرائيل عن تلك الهجمات.

وتشير الكاتبة لتزامن الهجمات في العراق مع أخرى تمت في لبنان وسوريا، واستهدفت أيضاً جماعات مدعومة من إيران. وفيما قد يبدو التصعيد مفاجئاً بنظر مراقبين خارج المنطقة، إلا أنه يأتي عقب أشهر من توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، وأثناء التحضير لانتخابات إسرائيلية يواجه فيها نتانياهو منافسة شرسة. ولذا قال حارث حسن، زميل بارز غير مقيم لدى مركز كارنيغي في الشرق الأوسط: "لنتانياهو مصلحة في تصعيد الوضع الآن وهو في طريقه إلى الانتخابات. وهو يعتقد أن مزيداً من الاستقطاب سوف يساعده في وضع نفسه في مكانة من يدافع عن إسرائيل ضد عدة خصوم".