الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله (أرشيف)
الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله (أرشيف)
الثلاثاء 10 سبتمبر 2019 / 20:47

"الجيش الهوليوودي" والوعد الصادق الجديد لنصرالله

لم يكن استعراض القوة في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة ذكرى عاشوراء، إلا مشهداً مألوفاً اعتاده اللبنانيون في كل إطلالة له، وكانت تهديداته منتظرة، في ظل الخناق الذي يضيق على إيران، ويضيق معه أفق الحزب وقدرته على التحرك. أما تجديده الولاء لإيران، ولو على حساب أمن لبنان واستقراره، فمشهد بات من الأدبيات الراسخة للحزب.

أتاحت تلك "التمثيلية" حفظ ماء الوجه للجانبين، إذ استطاع "حزب الله" الادعاء بأنه نفذ تهديده بالرد على الهجوم بطائرتين مسيرتين إسرائيليتين، كما سمحت لإسرائيل بالامتناع عن رد واسع

غير أن ما قد يشكل سابقة في خطابات نصرالله، هو إقراره علناً بأكاذيب حزبه، ولو عبر طريق التهكم على الجيش الاسرائيلي، عندما قال إن "الجيش الأسطوري الذي لا يقهر" تحول إلى جيش هوليوودي لانه بات خائفاً وجباناً.

وكان نصرالله بالطبع يشير إلى الهجوم على أفيفيم في 1 سبتمبر (أيلول) الجاري، عندما سارع حزب الله إلى التباهي بقتل وجرح جنود إسرائيليين كانوا في آلية اسرائيلية استهدفها.

ورداً على التشكيك الإسرائيلي، سارع  الحزب إلى نشر فيديو يؤكد نجاح عمليته، ونشرت وسائل اعلام أن مزايا صاروخ الكورنيت الذي استعمل في العمليّة وقوته القاتلة "تؤكد نجاحه ضد الدروع واستحالة ألا يسقط قتلى وجرحى".

ولكن كلام نصرالله حسم التكهنات مقراً بأن مقاتليه وقعوا في فخ "التمثيلية" التي قدمتها قوات الاحتلال عندما نقلت جنديين كانا في الموقع، ولعبا دور جريحين في جزء من عملية تمويه خُطط لها سلفاً.

يومها، أملت إسرائيل من خدعتها كما يبدو، أن يخلص حزب الله إلى أن رده على الهجمات الإسرائيلية على أهداف له ولإيران في الضاحية الجنوبية لبيروت، والعراق، وسوريا، كان كافياً، وأن يتوقف عن إطلاق النار.

وأتاحت العملية حفظ ماء الوجه للجانبين، إذ استطاع "حزب الله" الادعاء بأنه نفذ تهديده بالرد على الهجوم بطائرتين إسرائيليتين دون طيار في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقله الأول، كما سمحت لإسرائيل الامتناع عن رد واسع.

لكنّ نصرالله الذي قال إنه سيستفيد من التجربة، لم ينم على ضيم، مُطلقاً "وعداً صادقاً" جديداً بالثأر، قائلاً إنه في المرة المقبلة سيضرب أكثر من آلية وأكثر من مكان.

أثار تصرف الجيش الإسرائيلي سجالاً واسعاً في اسرائيل، وتراوح وصفه في الاعلام الاسرائيلي، بين "التمثيل الدرامي" و"التكتيك المعتمد في الحرب النفسية" و"الإجلاء وهمي".

وسرعان ما دخلت "التمثيلية" الإسرائيلية البازار الانتخابي المحتدم وعكست بوضوح الأزمة السياسية العميقة في البلاد.

ولم تقنع الرواية الرسمية العديد من السياسيين والعسكريين والمحللين الإسرائيليين، الذين انقسموا بين التشكيك في صحتها وبين التساؤل عن الحكمة من إعلانها بعد ساعات قليلة من العملية.

وجاءت أبرز ردود الفعل الداخلية الإسرائيلية على تمثيلية العدو المفترضة، على لسان نائب رئيس الموساد السابق رام بن باراك، الذي عبر عن تخوفه فقال إن "نشر مناورة التضليل، يمكن أن يدفع حزب الله ليقوم بعملٍ مجدداً"، فهل يفعلها الحزب أم نحن مقبلون على "تمثيلية" جديدة؟