الإثنين 16 سبتمبر 2019 / 12:23

دور النساء أساسي لمكافحة الإرهاب

أصدر المفتش العام لدى وزارة الدفاع الأمريكية في الشهر الماضي تقريراً مفصلاً حول الأوضاع داخل معسكر ومعتقل الهول للاجئين، كشف وجود عشرات الآلاف من النساء والأطفال الذين عاشوا سابقاً تحت سلطة ما سمي بخلافة داعش، في ظروف بائسة.

من أجل الوقاية من الإرهاب والحد منه، ينبغي على الحكومة الأمريكية إصدار تقارير استراتيجية تحلل مختلف أنماط الدعم الذي تقدمه النساء إلى تنظيمات متطرفة

ولفتت الباحثتان جميلة بيجيو، الزميلة البارزة في قضايا المرأة والسياسة الخارجية لدى مجلس العلاقات الخارجية في إدارة أوباما، وزميلتها راشيل فوغليشتاين، إلى أن غياب الحد الأدنى من الأمن يسمح لهؤلاء النساء بنشر عقيدة داعش دون رادع، ما سينتج "عهداً من الخوف".

وأشارت الباحثتان، على موقع "واشنطن بوست"، إلى أنه إذا حافظ التنظيم المتطرف على نفوذه في تلك المنطقة، رغم افتقاره إلى معقلٍ، فإن النساء يتحملن المسؤولية عن ذلك.

بلا هوادة
وحسب الباحثتين، وبعد 18 عاماً على هجمات 11 سبتمبر الإرهابية المدمرة، لا يزال التطرف قائماً. ومع أن الولايات المتحدة أنفقت قرابة 6 تريليونات دولار على محاربة الإرهاب، ارتفع عدد المقاتلين الإسلاميين المتطرفين، في العام الماضي، بـ 270٪ مقارنةً مع ما كانوا عليه في 2001.

وعلى المستوى العالمي، يشكل التطرف اليميني خطراً متزايداً. وفي الولايات المتحدة، ارتبطت في العام الماضي جميع عمليات القتل الإرهابية بالتطرف اليميني، باستثناء عملية واحدة.

وتلفت كاتبتا المقال إلى أنه، حتى هذا اليوم، تجاهل قادة الأمن القومي الأمريكي عاملاً هاماً هو مشاركة النساء.

وحسب أحدث تقرير صدر عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، يجند عدد من المتطرفين نساءً، ويعتمدون عليهن وسيطات، و"شهيدات" ومصادر دخل مهمة. ولكن غالباً ما تتجاهل الاستراتيجية الأمريكية في محاربة الإرهاب، دور النساء في التطرف العنيف، جناة، وضحايا، ونادراً ما تدرج مشاركتهن ضمن جهود محاربة التطرف.

مشاركة فاعلة
وحسب الكاتبتين، شاركت نساء بفعالية في 60٪ من المجموعات المتمردة المسلحة في الأعوام السبعين الماضية، بل وتزداد أعداد الهجمات التي تقودها نساء، إذ سجل مركز مراقبة التطرف حول العالم، تنفيذ 181 متطرفة حول العالم 100 هجوم انتحاري في 2017.

وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تجند مجموعات متطرفة حديثة أعداداً غير مسبوقة من النساء لأهداف موجهة. وحالما يتحولن إلى متطرفات يستخدمن بدورهن منصات التواصل الاجتماعي لأداء أدوار عملاتية أكبر في الفضاء الخارجي.

وليست النساء المجندات بالطبع مجرمات فقط. وترى الكاتبتان أنهن مستغلات ومستخدمات لتحقيق مكسب مادي. وتستفيد تنظيمات متطرفة من بوكو حرام، إلى داعش، والقاعدة استراتيجياً ومالياً من قمع حقوق النساء، واستعبادهن، ما يسمح لمتطرفين بالسيطرة على الإنجاب، وتسخير المرأة، وحتى جني الأرباح من خلال التهريب.

حذف دور النساء
ورغم زيادة دور النساء في التطرف العنيف، معتديات أوضحايا في آن معاً، تحذف الاستراتيجيات الأمريكية لمحاربة الإرهاب، النساء من جهود الوقاية.

وينسحب هذا على الاستفادة من تورطهن مع جماعات متطرفة، وفي الوقت نفسه تجاهل المشاركات المحتملة لنساء للمساعدة في محاربة التطرف. وللنساء دور في كشف المؤشرات المبكرة على التطرف، لأن المتشددين غالباً ما يستهدفون حقوق النساء.

وإذا كن مسؤولات أمنيات، تقدم النساء رؤى ومعلومات قد يكون لها دورها الكبير في حفظ السلام. كما تعد النساء بمثابة رسل ضد الإرهاب، بفضل دورهن البارز الذي تلعبنه داخل عائلاتهن، ومجتمعاتهن.

نقاط عمياء
وعندما تتطرق الكاتبتان ى حماية الأراضي الأمريكية، تشيران إلى نقاط عمياء غالباً ما يشهدها نظام العدالة الجنائية، ويعاني منها مسؤولو إنفاذ القانون، ذلك أن المتطرفات الأمريكيات يملن لارتكاب ذات  الجرائم التي يرتكبها متطرفون ذكور، ويحققن معدل النجاح نفسه. ولكن هؤلاء الجانيات أقل عرضة للاعتقال والإدانة بسبب جرائم مرتبطة بالإرهاب، ما يسلط الضوء على تناقض في المعاملة وفي معالجة خطر أمني كبير.

وفي رأي الكاتبتين، على الحكومة الأمريكية، إصدار تقارير استراتيجية للوقاية من الإرهاب والحد منه بتحليل مختلف أنماط دعم النساء للتنظيمات متطرفة.