الإثنين 16 سبتمبر 2019 / 23:59

"بلومبيرغ": التفاوض "عبثي" مع إيران

24- نيفين الحديدي

اعتبر تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، أن الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين، الذي وقع السبت الماضي، دليل آخر على أن "الولايات المتحدة يجب أن لا تستمر في التفاوض مع النظام الإيراني".

وقال التقرير، الذي نشرته الوكالة الأمريكية، الأحد، إنه عقب الهجمات على منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو، التي وقعت السبت، أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عن "نقطة واضحة وضرورية"، حين قال إن "إيران مسؤولة عن الهجوم"، وأكد التقرير، أن رد فعل بومبيو كان ضرورياً، لأن إيران كانت تتظاهر بالبحث عن السلام لكنها تشن الحرب".

وتضيف "بلومبيرغ" "لهذا السبب أرسلت إيران وزير خارجيتها، جواد ظريف، إلى فرنسا، الشهر الماضي، لتصعيد حربها بالوكالة ضد السعودية، مع أكبر قوة اقتصادية في العالم، فالدبلوماسية الإيرانية تعول على خصومها الذين يتعاملون مع عدوان وكلائها على أنه مستقل عن حكم الدولة".


الضغط على إيران 

وفي السياق، أكد التقرير، أن ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن، يفتقرون إلى الطائرات المسيرة والصواريخ أو المعدات لمهاجمة البنية التحتية داخل السعودية. 

وأشار التقرير، إلى أنه في 2018، قامت بعثة خاصة للأمم المتحدة بفحص حطام الصواريخ التي أطلقت من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن باتجاه السعودية، وخلصت إلى أن هذه الأسلحة وقطع غيارها تم إرسالها على الأرجح من إيران.

وذكرت "بلومبيرغ"، أن قائداً من ميليشيا "حزب الله" کان قد قال لمحللين في جامعة جورج واشنطن في 2016: "من برأيكم يطلق الصواريخ على السعودية؟ إنهم ليسوا الحوثيين، بل نحن (حزب الله)". وشدد على أن "حزب الله" مرتبط بالحرس الثوري الإيراني.

وأكدت الوكالة، أن "على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخاذ القرار حول كيفية الرد على هذه الهجمات الإيرانية الأخيرة، والآن هو الوقت المناسب لإعادة تقييم ضغطه للتفاوض مع إيران.. يمكن أن يبدأ ترامب بإعادة تأكيد شروط بومبيو الـ12 لتخفيف العقوبات الإيرانية".

وفي إشارة إلى أن كيفية رد السعودية والولايات المتحدة على هجمات، السبت، وتحديدها للتطورات المستقبلية، قالت "بلومبرغ": "إذا استمرت السياسات الحالية، خاصة من دونالد ترامب فستشن إيران المزيد من الهجمات على حلفاء الولايات المتحدة". 

الهجوم من العراق 
من جهته، قال الكاتب عبد الرحمن الراشد في مقال نشرته صحيفة "عرب نيوز"، اليوم الإثنين، إنه "خلال الأيام القليلة التي سبقت هجوم السبت، على منشأتي النفط السعوديتين، في بقيق وخريص، أشارت المعلومات الواردة من العراق، إلى أن ثلاث منظمات مسلحة كانت تخطط لعمليات ضد أهداف أمريكية داخل العراق. وهذا يعزز احتمال أن يكون الهجوم على السعودية قد شن من العراق، وهي الدولة التي لم تعد قادرة أن تكبح الميليشيات الإرهابية على أراضيها، بسبب سيطرة الحرس الثوري الإيراني".

وأضاف الراشد، أن الحرس الثوري الإيراني له اليد العليا في العراق بفضل العديد من الميليشيات التي تتلقى التعليمات من طهران. وقال إن "السيناريو" نفسه يتكرر في لبنان وسوريا واليمن: دولة مركزية فاشلة أو ضعيفة، بينما تسيطر الميليشيات على القرارات السيادية لصالح طهران.

وأكد أن الهجوم الضخم على المنشآت النفطية السعودية في بقيق وخريص لا يستهدف المملكة فحسب، بل يستهدف المنطقة بأكملها وحتى العالم، الذي تريد منه طهران أن يعترف بهيمنتها، وقبول قراراتها، والاستعداد لمرحلة جديدة من الهيمنة الإيرانية في المنطقة.. تسيطر إيران فعلياً على صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت، وتسعى للسيطرة على الخليج وبقية المنطقة.

الوجه الآخر للقاعدة وداعش

وفي إشارة إلى سبب العدوان الإيراني الأخير، تساءل الكاتب، "هل يمكن أن يكون الهجوم على المنشآت النفطية السعودية نتيجة لخنق الولايات المتحدة لإيران؟ لا.. هذا ليس نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على إيران، ولكن العكس هو الصحيح. أحد الأسباب وراء العقوبات الاقتصادية، ورفض الاتفاق النووي كان إصرار إيران على تنفيذ مشروعها الذي بدأ منذ الثمانينات: توسيع قوتها، وتهديد دول المنطقة. وقال: "ظهرت الميليشيات الإرهابية التابغة لإيران في العراق ولبنان قبل سنوات من الاتفاق النووي والعقوبات، وليس العكس".

وختم الراشد بقوله: "إيران دولة شريرة لها مشروع كبير. تشبه أيديولوجيتها وطموحاتها تنظيم القاعدة وداعش. خطرها يهدد الجميع. في ظل غياب جبهة موحدة لمواجهتها، ولهذا سوف يتوسع تهديدها فحسب".