الأربعاء 18 سبتمبر 2019 / 13:55

تقرير: الرد على هجمات أرامكو سيحسم مستقبل أسعار النفط

كتبت الخبيرة في الاقتصاد والطاقة كورنيا ماير، على موقع "ذا آراب نيوز"، أن الرد على الهجمات ضد منشآت أرامكو السعودية بات أمراً حاسماً لضبط أسعار النفط العالمية.

تُعد السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام بمثابة جزر الاستقرار في بحر من الاضطرابات والنزاعات المسلحة بالمنطقة

وأشارت الكاتب إلى أنه بعد الهجمات بالطائرات دون طيار على منشآت أرامكو السعودية في بقيق وخريص، السبت الماضي، ارتفعت أسعار خام برنت بـ 20%، عند فتح الأسواق يوم الاثنين.

أكبر قفزة في التاريخ
وتوضح كاتبة المقال أن سبب هذا الارتفاع كان الأنباء التي أفادت بأن إنتاج بقيق، أكبر مصنع لمعالجة النفط في العالم، انخفض بـ 5.7 ملايين برميل يومياً، أي حوالي 6% من الانتاج العالمي.

ولم تهدأ الأسواق إلا عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده للسحب من الاحتياطي الاستراتيجي للولايات المتحدة، وبحلول منتصف الصباح، بلغ تداول خام برنت 65.8 دولاراًللبرميل، بزيادة 9.2%.

وتشير الكاتبة المقال، إلى أنها ربما كانت أكبر قفزة يومية في تاريخ أسعار النفط، إذ كانت المعنويات في السوق تشبه معنوياتها بعد غزو صدام حسين للكويت، أو بعد الإطاحة بالشاه في إيران، وعادة ما تتجاوز الأسواق الحدود المتوقعة، ومن الأجدر وضع الأمور في نصابها الصحيح.
  
ويُعد مخزون شركة أرامكو السعودية للنفط بالغ الأهمية، وتحتفظ الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة بمخزونات الطوارئ، الأمر الذي من شأنه أن يهدئ معنويات السوق.

وصباح الاثنين الماضي، صرح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، بأن مخزون النفط العالمي قادر على تغطية العجز المؤقت في الانتاج السعودي.

مخاطر جيوسياسية
يدرك المحللون والمراقبون أنهم لم يركزوا بدرجة كافية على المخاطر الجيوسياسية المتزايدة، إذ تُعد السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، جزراً مستقرة في بحر من الاضطرابات والنزاعات المسلحة في المنطقة، ولكن أحداث يوم السبت الماضي كشفت مدى سهولة اندلاع النزاعات.

ويرى إيد مورس المحلل في "سيتي بنك" أن المخاطر الجيوسياسية لم تنعكس بشكل كاف على سعر النفط، بعد أحداث يوم السبت، ويتفق معه في الرأي العديد من المحللين.

الرد على الهجمات
وتشير الكاتبة إلى وجود عوامل تخفف من وطأة الأوضاع، إذ ستراقب الأسواق ردة فعل السعودية على الهجمات.

ويحذر المقال من عودة المخاطر المتزايدة، ولكن ارتفاع المخاوف واستمرارها سيعتمد إلى حد كبير على كيفية تعامل أرامكو السعودية، ووزارة الدفاع مع هذا الموقف.

ويُذكر أيضاً بأن دورة الأخبار باتت قصيرة، وأن الحدث العالمي التالي ربما يغير تركيز السوق.

توقعات أسواق النفط
وتقول كاتبة المقال: "علينا ألا ننسى أن توقعات أسواق النفط ليست وردية، فقد ألقت الحروب التجارية وتباطؤ الاقتصاد في أوروبا بظلالها على الطلب. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يكون نمو الطلب 1.1 مليون برميل يومياً في 2019، ولكن الشهور الأخيرة كانت مخيبة للآمال، إذ ارتفع نمو الطلب بنحو 0.2 مليون برميل يومياً فقط، وفق بيانات يونيو(حزيران)".

ووصفت كاتبة المقال البيانات الاقتصادية الصينية يوم الاثنين الماضي بـ "مخيبة للآمال" وتنذر بالأسوأ فيما يتعلق بالطلب.

وعلى عكس ذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية تزايد العرض من خارج أوبك، وقبل هجمات السبت الماضي، كانت قضية مدى حاجة الأوبك إلى زيادة تخفيض الإنتاج أكثر من 1.2 مليون برميل يومياً، ستناقش في الاجتماع المقبل، بفيينا في ديسمبر(كانون الأول) المقبل.

وتختم الكاتبة بأنه عندما تنتهي الضجة، فإن تطورات أسعار النفط على الأمد المتوسط ستتوقف على كيفية تعامل السعودية وأرامكو مع الموقف، وعلى التوازن بين العرض والطلب في العام المقبل.