الأربعاء 18 سبتمبر 2019 / 13:01

نتائج الرئاسية تعصف بإخوان تونس.. وقيادي بارز يهاجم الغنوشي وفساده

تكبد حزب النهضة التونسي هزيمة قاسية، أمس الثلاثاء، بعد إعلان النتائج الرسمية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بعد إقصاء مرشحها نائب رئيس الحركة عبد الفتاح مورو، من السباق، وتزامنت الهزيمة مع استقالة أحد أبرز قيادات الحركة، وفضحه فساد الغنوشي ودائرته، في حين تحدث خبراء عن بداية انهيار الحركة، قبل شهرين من الانتخابات البرلمانية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وفي منشور عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أعلن القيادي البارز في الحركة ورئيس مكتب الغنوشي السابق، زبير الشهودي استقالته، وأرفقها باتهامات هو الوحيد القادر على توجيهها للغنوشي ولحاشيته، وهو الذي شكل لسنوات صندوق أسرار الغنوشي.

وقال الشهودي في منشوره أمس: "استجابة للرسالة المضمونة الوصول من شعبنا العظيم، أنا زبير الشهودي، أُعلن إنهاء كل مهامي القيادية في حركة النهضة، والالتحاق بعامة المنخرطين وكلي اطمئنان على انتصار الإرادة الحرة في تونس". 


وتابع الشهودي مخاطباً رئيس الحركة الإخوانية راشد الغنوشي "في حركة النهضة الغالبية الخلص منهم، دون الأقلية الفاسدة والمفسدة، أعتذر إليهم لانتقادي العلني لرئيس الحركة الأستاذ راشد الغنوشي، والذي أطلب منه اعتزال السياسة، وأن يلزم بيته ومحرابه، ويُبعد صهره رفيق عبد السلام، وكل القيادات الذين دلسوا إرادة كبار الناخبين في إقصاء مباشر لكل المخالفين في الرأي من نساء وشباب وقيادات تاريخية".



وبرر الشهودي استقالته، في تصريح لصحيفة "الصباح نيوز"، إلى نتائج صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها "أين وجه الشعب رسالة لحركة النهضة، واضحة المعالم والدلالة واختار وسيلة ديمقراطية واضحة للتعبير عن ذلك"، وفق قوله.

ولم يتمالك الغنوشي أعصابه، فقال في، خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة التونسية، عقدته حملة مرشح النهضة عبد الفتاح مورو الرئاسية، بعد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، إن "من يُنصب رئيس الحركة ويعزله هو المؤتمر العام للحركة".

وجاء مورو ثالثاً في نتائج الدور الأول للانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد بنسبة 12.88% من الأصوات، فيما تصدر المرشح المستقل قيس سعيد النتائج بـ18.4%، متبوعاً بنبيل القروي بنسبة 15.58%، حسب النتائج التي نشرتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مساء الثلاثاء.


ومثلما توقع المتابعون، تمثل استقالة الشهودي، بداية تصدع حقيقي في النهضة، بعد تتالي الاستقالات وصولاً إلى شخصية قيادية، مثله، وإنكار قيادات أخرى في الأسابيع التي سبقت الانتخابات قرارات الغنوشي، الذي رشح نفسه للانتخابات البرلمانية عن تونس العاصمة، وأقصى قيادات أخرى، مثل عبد اللطيف المكي عنها، وقدم أسماء جديدة من خارج النهضة لتمثلها في الانتخابات المقبلة على حساب أبنائها، ما تسبب في غضب عارم وتمرد داخل الحركة، مثل مسارعة المكي أمس إلى الدعوة للتصويت لفائدة المرشح قيس السعيد، اليساري التوجه، على حساب نبيل القروي المقرب من النهضة، على عكس توجيه الحركة غير الرسمي.

وهذا ما أكده الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أبو الفضل الإسناوي، في تصريح لـ24، حيث أشار إلى أن "التراجع الكبير في قبول حركة النهضة بين قطاع كبير من الناخبين التونسيين من 30% في 2014 إلى 11 % في 2019، سيجعل هناك حسابات وترتيبات من أجل إنقاذ فرصتهم في الانتخابات النيابية المقبلة".