رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
الجمعة 20 سبتمبر 2019 / 20:45

نتانياهو يعرف طريق السجن!

أعتقد أن زعيم الليكود بات الآن وبعد هذه التطورات يفكر جدياً في كيفية قضاء وقته في السجن، وأن تجربة إيهود أولمرت ماثلة أمام عينية

 أعتقد ان نتانياهو مصاب حالياً بتبلد المشاعر بعد فشل "الليكود" في حسم نتائج الانتخابات التي أجريت قبل عدة أيام، وبالإضافة لتبلد المشاعر فهو محبط إلى أقصى درجات الاحباط وذلك لسببين: أولاً لأنه خسر القدرة على تشكيل الحكومة حيث كان يطمح بالحصول على ولاية ثالثة ليدخل موسوعة "غينس الإسرائيلية" من خلال أطول فترة حكم في تاريخ إسرائيل، وثانياً لأن هذه النتيجة تعني عاجلاً أم آجلا أن الرجل سيحاكم في أكتوبر (تشرين الأول) القادم بتهم الفساد المتعددة التي تطارده منذ زمن والتي يتوقع أغلب المراقبين أن يدان بها وستدخله السجن ولربما تدخل برفقته زوجته سارة المتهمة هي الأخرى بذات التهم.

يدرك نتانياهو حقيقة مصيره ويعلم أنه بات عاجزًا عن فعل أي شيء تجاهها بعد محاولاته المتخبطة للقفز عن الواقع، فمن تعجيل الانتخابات وإجرائها قبل موعدها بسبعة أشهر، في أبريل (نيسان) الماضي، وهي الانتخابات التي لم يستطع الليكود ان يحسم نتائجها لصالحه، إلى التحريض على الناخبين العرب وتصويرهم على أنهم أعداء "لدولة إسرائيل"، إلى وعوده الانتخابية البهلوانية، كضم الضفة الغربية وشمالي البحر الميت إلى السيادة الإسرائيلية والتي قوبلت بادانة دولية قوية، وكل ما سبق لم لم ينقذه من السقوط في الانتخابات التي أجريت مؤخراً، وهو حالياً يسابق الزمن من أجل إيجاد " تكتيكات" تعطيه مزيداً من المناورة من أجل الوصول لرئاسة الحكومة لتحصين نفسه ومنع محاكمته. ومن تلك التكتيكات عرضه التحالف مع حزب أبيض -أزرق والذي قوبل بدرجة كبيرة من التجاهل، أو المراهنة على إجراء انتخابات جديدة للكنيست (ستكون الثالثة في أقل من عام) في حال تعذر تشكيل ائتلاف حكومي وهو الأمر الذي رفضه رئيس دولة إسرائيل رؤوفين ريفلين.

لا يوجد أمام زعيم الليكود إلا الاستسلام بعدما فقد كل عناصر قوته وبعدما حيدت انتخابات الكنيست الاخيرة تأثير ترامب وإدارته على الوضع السياسي الاسرائيلي، وهو التأثير الذي طالما كان يراهن عليه نتانياهو، بل حيّدت أيضا تلك الانتخابات دور حليف نتانياهو التاريخي شيلدون أديلسون الذي وظف كل إمكاناته المالية والسياسية لدعم زعيم الليكود.

من غير المستبعد أن تدفع شهية نتانياهو وجشعه للسلطة والحكم وبعد فشله في انتخابات أبريل (نيسان) وهذه الانتخابات، من غير المستبعد أن تدفع الليكود لاجراء انتخابات داخلية للاطاحة به إذا بقى متمسكاً برغبته بالوصول لرئاسة الحكومة على الرغم من ان الليكود لم يسبق له أن عزل أو أطاح بأحد قياداته منذ تسلمه السلطة لأول مرة عام 1977 في عهد مناحيم بيغن.

تحول نتانياهو في نظر بعض المراقبين في إسرائيل إلى شخصية ديكتاتورية همه السلطة فقط، وفي تعليق مهم ليوسي فيرتر- محلل الشؤون الحزبية في مقال له في صحيفة "هارتس" يقول: "يبدو نتانياهو أشبه بزعماء أفريقيين، أو ديكتاتوريين سابقين من أوروبا الشرقية. لقد امتنع عن السفر إلى الخارج، خوفاً من ألاّ يكون له ما يعود إليه. أجبره الواقع في البلد على التنازل عن إحدى هواياته المفضلة، إلقاء خطاب في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والاجتماع المعد له مع الرئيس ترامب، لقد كان من المفترض أن يبحث الاثنان موضوع حلف دفاعي ("تاريخي"، بالطبع). في الظرف السياسي الحالي الصعب، الهستيريا تغلبت على التاريخ" .

أعتقد أن زعيم الليكود بات الآن وبعد هذه التطورات يفكر جدياً في كيفية قضاء وقته في السجن، وأن تجربة إيهود أولمرت ماثلة أمام عينيه ولا تفارق تفكيره !!!