(أرشيف)
(أرشيف)
السبت 21 سبتمبر 2019 / 12:18

أليكس صعب.. ذراع حزب الله في الأمريكيتين

تعددت المصادر المالية والهدف واحد، مثل ينطبق على أعمال ميليشيا حزب الله المالية العديدة حول العالم، والتي لها هدف واحد وهو الإرهاب ضد دول المنطقة، وخصوصاً العربية منها.

وتمتد شبكة حزب الله في دول إفريقية باتجاه أوروبا والأمريكيتين، حيث يؤمن أعضاؤها المال والصفقات، ويحصلون مقابلها على خدمات تساعدهم، منها نقاط في دول العالم يديرها أعضاء من الحزب تساعدهم في الربح من تبييض الأموال وتجارة المخدرات وأعمال أخرى.

أليكس صعب
أحد أبرز مديري الشبكات التابعة لحزب الله في الأمريكيتين هو أليكس صعب الذي أعلنت وزارة العدل الأمريكية اتّهامه كعضو في "حزب الله"، الرجل يقيم في نيوجيرسي وأوقف في نيويورك، ويعمل على نقل معلومات تحضيراً لهجمات محتملة في الولايات المتحدة.

الادعاء الأمريكي أشار إلى أن أليكس صعب (47 عاماً)، وهو لبناني حصل على الجنسية الأمريكية في عام 2008، تلقى منذ عام 1999 تدريبات لدى الميليشيات، ونقل صعب بصفته عضواً في فرع العمليات الخارجية في "حزب الله" معلومات حول أهداف أمريكية محتملة، وفقاً لبيان وزارة العدل الأمريكية.

المشتبه به صعب، يُعرف بأليكسي صعب، وأليكس صعب، وعلي حسن صعب ورشيد، يسافر بانتظام إلى لبنان لتلقي تدريبات، وزوّده "حزب الله" بمعلومات استخبارية مفصلة حول مواقع ذات رمزية كبيرة في نيويورك، لا سيما مقر الأمم المتحدة، ومبنى "إمباير ستيت"، و"تايمز سكوير"، وجسور وأنفاق ومطارات.

علاقات مع فنزويلا
أليكس صعب رجل الأعمال الكولومبي، والذي كشف عن علاقة قوية تربطه بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، كشفت تحقيقات الانتربول الكولومبي، عن ممارسته وأخويه أمين ولويس تجارة الأقمشة، وحسب التحقيقات، كانت عبارة عن تجارة وهمية إذ قام صعب بعمليات نقل كبيرة لأموال بين عامي 2011 و2014 بين كندا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، وفنزويلا، ومع أن تجارته في بوغوتا العاصمة الكولومبية كانت مزدهرة إلا أنه اقفلها نهائياً عام 2016.

التحقيقات المعمقة أدت إلى ملاحقة صعب بوصفه أحد المستفيدين من الاستيراد غير القانوني للأغذية بتكلفة إضافية للبرنامج الحكومي الفنزويلي للجنة الإمداد والإنتاج المحلي، وكشفت التحقيقات أن صعب باع ما قيمته 200 مليون دولار أمريكي من المواد الغذائية لفنزويلا، عقب مفاوضات وصفقة حملت توقيع مادورو وبكلفة إضافية. ويُعتبر صعب واحداً من أقوى رجال الظل في فنزويلا لذا يُمنع نشر أي معلومات عنه.

التحقيقات الكولومبية المستمرة بالتزامن مع التحقيق الأمريكي أشارت إلى أن لعمل صعب ارتباطاً قديما بمادورو، وهو الذي رتب لقاءه مع زعيم حزب الله حسن نصر الله في اجتماع عقد في دمشق العام 2007، صعب حضّر الاجتماع وشارك به كمنسق لأعمال مادورو الذي كان حينها وزيراً للخارجية، في ذلك اللقاء جرى توقيع اتفاق شمل السماح لحزب الله بالتحرك بحرية في فنزويلا للاتجار بالمخدرات وغسل الأموال، وتجارة الأسلحة، وتسليم جوازات السفر الفنزويلية الأصلية لأعضاء من حزب الله، للتنقل عبر دول العالم من دون كشفهم.

جرائم خلف الستار
دور صعب أيضا كان في التغطية على عمل مؤسسات وجمعيات تحت ستار "العمل الإنساني" لممارسة التهريب وجمع المساعدات وأبرزها "جهاد البناء"، و"شركة وعد"، و"القرض الحسن"، و"النية الحسنة الخيرية"، وهي تابعة للأخيرة وكانت تعمل على أراضي الولايات المتحدة، ولعبت دوراً محورياً في تأسيس البنى التحتية المالية لحزب الله، وكانت وزارة الخزانة الأمريكية حظرت أعمالها منذ العام 2007، واعتبرت أن منظمة "القرض الحسن" ليست إلا واجهة لحزب الله.

عمل صعب على تعاون فنزويلا مع حزب الله في قضية غازي نصر الدين، اسمه الحركي في "الحزب" "أبو علي"، وهو ملاحق من قبل وزارة الخزانة الأميركية منذ عام 2008، وكان مطلوباً من الإنتربول، وشغل القائم بأعمال سفارة فنزويلا في دمشق، وجرت تسميته لاحقاً مديراً للشؤون السياسية في سفارة فنزويلا في لبنان، ومن ثم ظهر في البرازيل حيث لديه شبكة من لتوزيع جوازات سفر الفنزويلية الأصلية التي جرى توفيرها لإخفاء الهويات الحقيقية للإرهابيين.

دور موسع
التحقيقات أظهرت حتى الآن أن دور أليكس صعب كبير جداً في دول أمريكا اللاتينية ولا سيما كولومبيا، وفنزويلا، والمكسيك، وباراغوي النقطة الأهم في عمليات تمويل حزب الله، إضافة إلى أفريقيا وتحديداً جمهورية الكونغو، وجمهورية بنين، حيث يقوم الحزب بنشاطاته من عمليات تهريب المخدرات إلى تبييض الأموال، أما عن عمليات تحويل الأموال فتحصل عبر نقلها إما بالشحن عبر الطائرات، إلى لبنان ليتم إدخالها عبر المعابر جواً من مطار بيروت وبراً من سوريا وبحراً عبر مرفأ بيروت.