منشآت متضررة في بقيق.(أف ب)
منشآت متضررة في بقيق.(أف ب)
الأحد 22 سبتمبر 2019 / 16:06

ترامب يهزم إيران..هذه هي الأدلة

حض الكاتب هولمان جنكيز، في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال"، الولايات المتحدة على فرض مزيد من العقوبات ضد إيران والسماح للسعودية بالتعامل مع أي تداعيات محلية سيئة ناجمة عن الهجمات التي شنتها طهران ضد المنشآت النفطية لشركة أرامكو السعودية.

إيران تستهدف من هجمات كهذه توريط الولايات المتحدة للدخول في مواجهة عسكرية ستقود في نهاية المطاف إلى تنازل واشنطن

ورداً على انتقادات البعض ضد ضبط النفس الذي مارسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ما يتعلق بالاستفزازات العسكرية الإيرانية، يُشير كاتب المقال إلى أن العقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب ضد إيران بالفعل تؤتى ثمارها؛ حيث تسببت بإضعاف نظام ملالي طهران، وفي الوقت نفسه تعكس لماذا تقود مكائد إيران الإقليمية إلى طريق مسدود في نهاية المطاف.

الرد على الهجمات الإيرانية
ويوضح الكاتب أن هذا يخدم فعلاً المصالح العربية، وفيما يتعلق بردود الفعل الإقليمية الإيرانية مثل الهجمات بالطائرات المسيرة وصواريخ كروز على منشآت النفط السعودية، فإنه يتعين السماح للسعودية باتخاذ الخطوات الضرورية للرد على تلك الهجمات والتصدي لها إذا رغبت في ذلك.

ويؤكد الكاتب أن السياسة الأمريكية تعمل بشكل جيد، ولا تحتاج الولايات المتحدة إلى الرد عسكرياً إلا عندما يخدم ذلك مصالحها، بيد أنه ربما يكون من المفيد تعزيز تأثير العقوبات من خلال مهاجمة صادرات النفط الإيرانية سراً. ويعتبر الكاتب أن السياسة الأمريكية أثبتت بالفعل مدى نجاحها؛ حيث منعت طوال أربعين عاماً أي قوة منافسة من السيطرة على الخليج وموارده النفطية. ومن ثم فإنه لا يجب إثبات التزام الولايات المتحدة عند وقوع أي أحداث جديدة.

النفط الأمريكي
ويعتبر الكاتب أن عودة ظهور النفط المحلي الأمريكي تنطوي على فوائد عديدة أهمها أن الولايات المتحدة ليست مضطرة إلى المبالغة في رد الفعل بسبب انخفاض تدفق النفط نتيجة الاضطرابات والمشاحنات الإقليمية، لاسيما أن الاقتصاد العالمي لايزال مزوداً بشكل كافٍ، وحتى إذا ارتفعت الأسعار قليلاً فإن الولايات المتحدة سوف تستفيد الآن باعتبارها منتجاً رئيسياً.

ويقول الكاتب إن "الموقف الأمريكي أقوى من أي وقت مضى، والدول الضعيفة فقط هي التي تحتاج إلى المبالغة في ردود الفعل. وعلاوة على ذلك لا تتوافر لدى أتباع ترامب رغبة كبيرة في أن يتحول إلى رئيس حرب، وبخاصة لأنهم يشعرون أن الحروب الأخيرة لم تخدم مصالح الولايات المتحدة. كما يدركون أيضاً أن الديناميات الغريبة لرئاسة ترامب لن توفر الجاذبية الموحدة التي تجعل أحياناً الحرب اقتراحاً سياسياً داخلياً جذاباً".

أزمة ملالي طهران
ويضيف الكاتب أن إيران تستهدف من هجمات كهذه توريط الولايات المتحدة للدخول في مواجهة عسكرية ستقود في نهاية المطاف إلى تنازل واشنطن من أجل الخروج منها من خلال رفع العقوبات واستعادة رشاوى الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما.

وتشير الدلائل إلى أن العقوبات المفروضة ضد إيران تبدو مشجعة؛ إذ تراجعت صادرات النفط الإيرانية بنسبة 90% منذ شهر أبريل 2018 بسبب العقوبات، ويواجه نظام ملالي طهران أزمة محلية ويبدو أن القيادة الإيرانية تسعى الآن إلى التهرب من ذلك من خلال إطلاق استفزازات تستهدف اقتراح حرب أوسع إذا لم تتراجع الولايات المتحدة. وبحسب الكاتب، فإنه إذا تحققت فعلاً تهديدات وقوع هذه الحرب، فإنها ستقود حتماً إلى تسريع الأزمة الداخلية لإيران.

العقوبات ضد إيران

ولكن على الرغم من احتمال حدوث المزيد من الاستفزازات، إلا أنها ستجعل من الصعب بالنسبة لأي رئيس ديمقراطي في المستقبل إلغاء العقوبات واستعادة صفقة أوباما النووية. ويعتقد كاتب المقال أن الخروج من فخ العقوبات الإيرانية يبدو مستحيلاً من دون تلبية المطالب الأمريكية لكبح جماح سلوك إيران الإقليمي البغيض.

ويختتم الكاتب أن إدارة ترامب تنتهج استراتيجية مفيدة تتألف من فرض العقوبات ضد إيران مع السماح للشركاء الأمريكيين المحليين بالتعامل مع أي تداعيات سلبية لا تؤثر بشكل أساسي على المصالح الأمريكية.