الأربعاء 25 سبتمبر 2019 / 13:49

هزاع المنصوري.. أبناء زايد يحققون حلم الإمارات وطموح مؤسسها

24- أبوظبي- محمد رمضان

امتلك منذ نعومة أظافره شغفاً بعلوم الطيران وريادة الفضاء، وعمل في قطاع الطيران الحربي لـ14 عاماً، وسجل في حياته العديد من الإنجازات الوطنية والعالمية، ليكون أصغر طيار إماراتي يقود طائرة "F16"، ويكتب اسمه في سجل التاريخ كأول رائد فضاء إماراتي عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، ويقضي 8 أيام على متنها، فمن هو هزاع المنصوري؟

وُلد هزاع المنصوري البالغ من العمر 35 عاماً، في 13 ديسمبر (كانون الأول) 1983، ويقيم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وهو أب لـ4 أطفال، وتخرج من كلية خليفة بن زايد الجوية عام 2004، حاصلاً على شهادة البكالوريوس في علوم الطيران، تخصص "طيار عسكري".

وعمل المنصوري بعد تخرجه طياراً على طائرة F16، وبعد خبرة تزيد عن 14 عاماً في الطيران العسكري، دخل المنصوري التاريخ كأول رائد فضاء إماراتي يشارك في بعثة على متن محطة الفضاء الدولية والمقرر انطلاقها اليوم الأربعاء الساعة 5:56 مساءً.

خبرات متعددة
ويمتلك أول رائد فضاء إماراتي العديد من الخبرات في قطاع الطيران، فهو طيار استعراض جوي منفرد، وأصغر طيار إماراتي على طائرة F-16، وأصغر طيار اختبار وظيفي على طائرة F-16B6، وشارك في العروض الجوية في معرض دبي للطيران وخلال عروض اليوم الوطني الإماراتي لعام 2017، وعروض القوات الجوية الإماراتية بذكرى مرور 50 عاماً على قيام دولة الإمارات في 2018.

ويتملك هزاع المنصوري، الذي يحمل رتبة ضابط طيار عسكري في القوات المسلحة الإماراتية، خبرة تزيد عن 14 عاماً في الطيران الحربي، وتمكن أن يصبح طياراً عسكرياً بارزاً في القوات الجوية الوطنية، حيث شارك في "مناورات العلم الأحمر" إلى جانب نخبة من أفضل الطيارين من الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي والدول الحليفة، وذلك للتدرب على المعارك الجوية الحقيقية.

الاختيار
ووقع الاختيار على هزاع من بين 4022 مرشحاً تقدموا للالتحاق ببرنامج الإمارات لرواد الفضاء بعد سلسلة طويلة من الاختبارات الطبية والنفسية المتقدمة ومجموعة من المقابلات الشخصية وفق أعلى المعايير العالمية.

تدريبات مكثفة
وخضع المنصوري منذ أن أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء في أبريل (نيسان) الماضي، اختياره ليكون رائد الفضاء الأساسي في مهمة الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، وسلطان النيادي بديلاً له لنفس المهمة التاريخية، إلى تدريبات مكثفة استعداداً للمهمة.

وبفضل إصراره على تحقيق حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في وصول أبناء الإمارات إلى الفضاء، وطموحه الذي لا يعرف المستحيل، استطاع المنصوري أن يتخطى كافة التدريبات والاختبارات التي خضع لها منذ الثالث من سبتمبر (أيلول) 2018.

وبدأ رائد الفضاء الإمارات تدريباته في مركز "يوري غاغارين" لتدريب رواد الفضاء بمدينة النجوم في موسكو، بتعلم اللغة الروسية؛ وذلك كمطلب رئيسي لضمان نجاح التدريبات على مركبة "سويوز أم أس 15" التي سينطلق منها إلى محطة الفضاء، والمركبة "سويوز إم إس 12" التي سيعود على متنها.

وخاض خلال العام الماضي العديد من الاختبارات والتدريبات تحضيراً لهذه المهمة، تضمنت عمليتي الإطلاق والهبوط ومراحل التدريبات ومرحلة العزل الصحي، وبلغ عدد ساعات التدريب الإجمالي أكثر من 1400 ساعة، ووصل عدد الدورات التدريبية إلى أكثر من 90 دورة.

تجارب علمية
وسينطلق المنصوري اليوم إلى المحطة في رحلة تستغرق 6 ساعات على متن مركبة "سويوز إم إس 15" من أكبر منصة إطلاق فضائية في العالم، محطة "بايكونور" الفضائية في كازاخستان، ينفذ خلالها 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، منها الروسية "روسكوسموس"، ووكالة الفضاء الأوروبية "إيسا".

ومن بين الـ16 تجربة علمية، 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدارك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر.

وسيقوم المنصوري بعدة مهام على متن محطة الفضاء الدولية، منها القيام بمهام رصد الأرض والتصوير الفضائي، والمشاركة في العمل على مشاريع علمية قائمة في المحطة الدولية، ودراسة تأثير انعدام الجاذبية مقابل الجاذبية على سطح الأرض، والتواصل مع المحطات الأرضية لمشاركة المعلومات، وتقديم جولة حول المحطة باللغة العربية.

كما أنه سيقوم بإجراء 15 تجربة علمية تم اختيارها من قبل مسابقة "العلوم في الفضاء" التي نظمها مركز محمد بن راشد للفضاء لطلبة المدارس الإماراتية، وتوثيق وتسجيل الحياة اليومية لرواد الفضاء في المحطة، ودراسة تأثير السفر إلى الفضاء على الجسم البشري قبل وبعد رحلة المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية - وهي أول دراسة يتم إجراؤها على رائد فضاء من منطقة الشرق الأوسط.

مقتنيات المنصوري
وسيرسل مركز محمد بن راشد للفضاء، مع هزاع المنصوري، حوالي 10 كيلو غرامات، من الأغراض الرمزية التي لها علاقة بتراث وثقافة وتاريخ الإمارات، والأدوات التي سيستخدمها هزاع المنصوري على متن محطة الفضاء الدولية.

وتتضمن المحتويات علم الإمارات والشعارات، و30 بذرة لشجرة الغاف ستعود إلى الأرض من الفضاء لتزرع في كافة أنحاء الإمارات وذلك احتفاءً بعام التسامح، ومواد متعلقة بالتجارب العلمية، وثلاثة أطعمة إماراتية وهي المضروبة والصالونة والبلاليط.

كما سيصطحب أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة، صورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تجمعه مع وفد من رواد فضاء أبولو، إضافة إلى نسخة من القرآن الكريم، وكتاب "قصتي" لنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والقصص والأشعار والرسومات الفائزة في مسابقة "أرسل الى الفضاء" التي أطلقها المركز سابقاً.