رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.(أب)
رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.(أب)
الجمعة 27 سبتمبر 2019 / 12:38

مساءلة ترامب تزيد خطوط الصدع في أمريكا

24- زياد الأشقر

قال الكاتب الأمريكي فرانك بروني، في صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستحق المسالة، إلا أنه رأى أن هذا الاحتمال مرعب، وتحرك خاطئ"، وإن يكن الخطوة الوحيدة لجهة الإخلاص للدستور والقواعد الأساسية.

جمع البلاد بعد ذلك، سوف يتطلب أكثر من سياسي موهوب، سيتطلب معجزة

 ولا يمكن معرفة ما يحدث الآن بعد فتح تحقيق رسمي في إجراءات العزل. ويقول بروني: "سوف تسمع الكثير في الأيام والأسابيع المقبلة عن بيل كلينتون. لكن استخدامه مثالاً على عملية العزل في أواخر 1998 أمر مثير للسخرية بعض الشيء. لقد كان رئيساً مختلفاً جداً ومتهم بارتكاب جرائم مختلفة جداً وفي وقت مختلف جداً".

ولا يتفق المحللون السياسيون الذين يستشهدون بذلك على الدروس المستفادة. ولذا فإن النقاد الذين يطلقون تنبؤات واثقة حول التداعيات السياسية التي ستنجم عن عزل ترامب، لا يرتكزون على أساسات قوية.

كل السيناريوات واردة
ورأى أن أي سيناريو ممكن الحدوث، بما في ذلك إعادة توجيه الاتهام لمصلحة ترامب بما يزيد من فرص إعادة انتخابه، لأنه سيصور نفسه شهيداً. ولن يكون مصطلح ترامب الثاني مجرد نتيجة ثانوية مؤسفة لموقف نبيل، بل سيكون كارثياً. ومن الناحية الأخلاقية والعملية، فإن الحد من وقت هذا الرجل غير العاقل وغير الأخلاقي في الرئاسة يجب أن تكون له الأسبقية على أي مجموعة صغيرة من الجمل المكتوبة منذ قرون.

وقال إنه على رغم من أن تأثير المساءلة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 غير معروف، إلا أن تأثيره على الولايات المتحدة كأمة يكاد يكون مؤكداً. فالاستقطاب الذي يسود البلاد بشكل خطير سيزداد بشكل أكبر، مع غرق الناس الواقفين في معسكرين مختلفين، عميقاً في سردياتهم بينما الرئيس -المعني بنفسه فقط- سيزيد من إصراره على أن الحقيقة نفسها كانت ذاتية ولقمة سائغة.

خطوط الصدع
وأضاف أن هذا ليس سبباً للتغاضي، لكنه حقيقة يجب الاستعداد لها. و"في المرحلة التي نحتاج فيها بشدة إلى إعادة اكتشاف الأرضية المشتركة، سنوسع خطوط الصدع. إن جمع البلاد بعد ذلك، سوف يتطلب أكثر من سياسي موهوب، سيتطلب معجزة. ولا أحد من المرشحين الديمقراطيين مؤهل لمثل هذه المهمة".

ولفت الكاتب إلى أن الخوف من المساءلة يجب أن يثير الخوف في أي شخص، لأن ذلك سيعني تركيزاً مستمراً لا هوادة فيه وساحقاً على الفوضى التي تسبب بها ترامب فضلاً عن الخيالات والتغريدات اللاذعة التي أطلقها-هو سيفوز على المدى القصير ويخسر جميع الأمريكيين. ومن المؤكد أن ترامب سيبذل قصارى جهده لإقناع الأمريكيين ببشاعة الديمقراطيين، وسيعتمد في استراتيجيته على التشويه المطلق للناس وعلى اعتبار أن الإجراءات والمؤسسات التي تواجهه غير جديرة بالثقة إطلاقاً. وإذا كان التمسك بالسلطة يعني الحكم فوق الأنقاض، فليكن. إن ترامب مدين فقط لترامب.