الخميس 10 أكتوبر 2019 / 12:40

وول ستريت جورنال: سرية الديمقراطيين لن تُقنع بعزل ترامب

24- زياد الأشقر

جاء في افتتاحية صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الديمقراطيين في مجلس النواب يتحركون بسرعة للتصويت على عزل الرئيس دونالد ترامب، متسائلةً عن سبب رفضهم شرح الأمر للأمريكيين الذين لا يشاركونهم الرأي.

لجوء الديمقراطيين إلى السرية وطريقة غير نظامية لن تفعل شيئاً سوى تعزيز الشعور بالشك بأن هذه عملية عزل غير مقنعة

وقالت الصحيفة، إن الديمقراطيين لن يقنعوا أحدأ بالطريقة الحالية التي يسيرون بها، مع جلسات الاستماع السرية، والتسريبات الانتقائية للصحافة المؤيدة لمساءلة الرئيس، بدءاً من الأنباء التي تفيد بأن الديمقراطيين ربما يحاولون الحفاظ على سرية هوية المخبر العامل مع وكالة الاستخبارات المركزية، سي أي إي، الذي فجرت شكواه من المكالمة الهاتفية بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قضية المساءلة.

شهادة المخبر

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" أن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الديمقراطي آدم شيف، قد يستمع إلى شهادة المخبر بعيداً عن مبنى الكابيتول هيل، وربما لن يسمح إلا للفريق الذي سيستجوبه بالحضور، أو يحجب صورته وصوته، على طريقة الشهود ضد المافيا.

واعتبرت الصحيفة أن الأمر مثير للغرابة، فالشاهد الرئيسي في محاولة عزل رئيس منتخب، سيدلي بشهادته دون أن يتمكن الرأي العام الأمريكي من معرفة هويته، أو هويتها، أو حتى دوافعه المحتملة.

ولفتت إلى أن عزل الرئيس ليس جرماً وأن من حق ترامب أن يواجه خصمه. لكن لا يبدو أن محاولة إلغاء تصويت 63 مليون أمريكي في انتخابات 2016 أمر مهم وجدير بالشفافية، وبمنح الفرصة للجانبين ليختبرا ما يعرفه ومصداقيته.

سلامة الشاهد
ومع أن أحد الأعذار للجوء إلى السرية، كان سلامة الشاهد، تقول الصحيفة إن بامكان الحكومة توفير رجال شرطة لحمايته. ويهدف القانون المتعلق بالمخبرين إلى حمايتهم من الانتقام في عملهم. ولا يفترض إعطاء الحصانة ضد تدقيق الرأي العام في ادعاءات تهدف إلى الإطاحة بالرئيس.

وتساءلت الصحيفة إذا كان الهدف هو حماية المبلغين عن المخالفات، أو منع الشعب الأمريكي من معرفة شيء قد يلقي بظلال الشك على اتهامات المخبر.

ولفتت الصحيفة إلى أن استراتيجية إخفاء الشهود تتناسب مع طريقة تعامل الديمقراطيين مع الاتهام على نطاق أوسع، إذ سلمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الحمل الثقيل إلى لجنة آدم شيف، "ربما لأنها يمكن أن تختبئ خلف مسألة حماية أسرار الاستخبارات".

ويستفيد شيف استفادة كاملة من الاستماع إلى شهادات الشهود في جلسة مغلقة، ما يسهل التسريب بشكل انتقائي للأدلة.

جلسات مغلقة
وفي الأسبوع الماضي، شهد المبعوث الخاص السابق لأوكرانيا كورت فولكر، أمام لجنة الاستخبارات في جلسة مغلقة.

ووزع الديمقراطيون رسائل نصية قدمها فولكر، دون نشر بيانه الافتتاحي في الجلسة.

كما أدلى المفتش العام للاستخبارات بشهادته في جلسة مغلقة.

ولم تصدر تسريبات استثنائية، ولم يعرف الجمهور ما قاله المفتش العام عن شكوى المخبر، أو العملية التي تلت ذلك لتحليلها.

ولم تعقد بيلوسي جلسة عامة للمجلس كما هو متعارف عليه للمصادقة على بدء إجراءات العزل. بل عقدت مؤتمراً صحافياً أعلنت فيه بدء تحقيق "رسمي" وأطلقت العنان لشيف، ولرؤساء اللجان الأخرى للمباشرة بإصدار مذكرات الاستدعاء.

وتساءلت الافتتاحية لماذا يفكر الديمقراطيون، أن هذا الغموض سيساعد قضيتهم؟ لقد كان ترامب طائشاً ومخطئاً عندما طلب من الرئيس الأوكراني التحقيق مع جو بايدن في جزء من قضية فساد.

 لكن لجوء الديمقراطيين إلى السرية وطريقة غير نظامية لن ينجح إلا في تعزيز الشك في أنها عملية عزل غير مقنعة.