الأربعاء 30 أكتوبر 2019 / 14:28

مقتل البغدادي ليس النهاية.. مقتل بن لادن نموذجاً

بعد مقتل أبو بكر البغدادي، أمير داعش الهارب، الذي حول مجموعة منفصلة عن القاعدة إلى تنظيم إرهابي عابر للحدود قتل مدنيين و تعامل بوحشية في أكثر من 12 بلداً، وهدد بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط عبر اجتذاب مجندين أجانب لشن الجهاد في العراق وسوريا. ما هو مصير تنظيمه؟

التنظيم يملك حالياً ما بين 14 و18 ألف مقاتل أقسموا بالولاء للبغدادي. وهناك ما يزيد عن 30 مسجناً في شمال سوريا، تضم حوالي 11 مقاتل

يرى و.جي. هينينجان، يغطي شؤون البنتاغون والأمن القومي لدى مجلة "تايم" الأمريكية، أن داعش بدأ فعلياً في النهوض ثانية. فقد أثبتت قيادته أنها مرنة رغم حرب استمرت أكثر من خمس سنوات. وكان التنظيم سريعاً في التأقلم مع ظروف جديدة. ولأنه لم يعد قادراً على الاستيلاء على مناطق والاحتفاظ بها، عاد ما تبقى من جنوده إلى جذورهم في حرب العصابات، ونصب كمائن، وزرع قنابل وتنفيذ اغتيالات. ورغم فقدانه خلافته على الأرض في العراق وسوريا، توسع داعش ليضم 14 فرعاً في دول مختلفة عبر آسيا وأفريقيا.

جز العشب
ويقول محللون إن ما سيكون أهم، على المدى الطويل، من الغارة التي نفذتها قوات كوماندوز خاصة ليس قطع رأس البغدادي من الهرم السري لداعش، ولكن بديله. فقد اختار التنظيم بشكل روتيني، كسلفه، القاعدة في العراق، قادة جدداً لملء فراغ تركه من تم اغتيالهم. ويتم إحلال البدلاء بشكل منتظم لدرجة أن عاملين في هيئة العمليات الخاصة الأمريكية يشيرون ساخرين إلى استبدال قادة في داعش بعبارة "جز العشب".

وحسب مايكل ناغتا، جنرال متقاعد ومدير استراتيجي لدى المركز القومي لمكافحة الإرهاب: "صحيح أن موت البغدادي أمر هام ومرحب به، ولكنه لا يمثل ضربة كارثية لنوعية قيادة داعش".

ويقول ناغتا، خدم في الشرق الأوسط في 2014، كقائد عمليات خاصة عندما بدأت حملة محاربة داعش، إن التنظيم لديه اليوم كادر من القادة الشباب المتمرسين في القتال من الذين يصلون إلى أعلى المراتب، ويؤسسون لأنفسهم ضمن شبكة التنظيم الإرهابي العالمية.

حالة غير مسبوقة
ويضيف ناغتا: "داعش لم يتحول إلى تنظيم مشلول لأن البغدادي رحل. إن عمق واتساع زعامة داعش غير مسبوقة بالنسبة لهذا النوع من التنظيم الإرهابي".

ويشير كاتب المقال إلى أنه منذ الأيام الأولى للمشاركة الأمريكية في الحرب ضد داعش، قتلت قوات العمليات الخاصة وأجهزة استخبارات زعماء من التنظيم واحداً بعد آخر. ولكنهم كانوا دوماً يعيدون تنظيم صفوفهم.

ويقول آكي بيريتز، محلل سابق لدى قسم مكافحة الإرهاب في سي آي أي: "أمر جيد أن تقضي على قائد تنظيم، ولكن القضية ليست مجرد تنظيم إرهابي، إنها تتعلق بعقيدة. وسوف يثبت بأن القضاء على فكر داعش أصعب بكثير من تنفيذ عملية استخباراتية/ عسكرية ناجحة".

بذور النهوض
ويشير الكاتب لبقاء القاعدة بعد مقتل مؤسس التنظيم بواسطة غارة أمريكية في عام 2011. كما استمر تنظيم في العراق، كما هو داعش، بعدما قتل مؤسسه، أبو مصعب الزرقاوي، في غارة جوية أمريكية في 2006.

وحسب تقرير حديث صدر عن المفتش العام لدى وزارة الدفاع الأمريكية، تتوفر بذور نهوض داعش، لأن التنظيم يملك حالياً ما بين 14 و18 ألف مقاتل أقسموا بالولاء للبغدادي. وهناك ما يزيد عن 30 مسجناً  في شمال سوريا، تضم حوالي 11,000 من مقاتلي داعش، والمتعاطفين مع التنظيم وسواهم من المعتقلين. كما يوجد في شمال شرق سوريا معسكر آخر للنازحين داخل سوريا يعرف باسم الهول، ويضم قرابة 70 ألف شخص، من ضمنهم آلاف من أفراد عائلات داعش.

وصدر في فبراير( شباط) تقرير عن الجيش الأمريكي حذر من أنه في ظل "غياب ضغط متواصل" سيعاود التنظيم الإرهابي الظهور في سوريا في مدة تتراوح بين ستة أشهر و12 شهراً.

خطر دولي
وحسب تقرير نشره معهد دراسة الحرب في واشنطن، يمثل داعش خطراً دولياِ بسبب امتلاكه فروعاً تصل إلى مناطق بعيدة مثل نيجيريا وباكستان. وقال معدو التقرير إنه تم الكشف مؤخراً عن خطط موثقة لتنفيذ هجمات ضد الغرب انبثقت في ليبيا والصومال والفيليبين. وخلص التقرير إلى أن "وجود داعش على الساحة الدولية يوفر له موطئاً كي ينتشر مثل السرطان، وليطلق هجمات ويحصد موارد لتمويل ظهوره من جديد في العراق وسوريا".